بنفسج

ملك خطــاب: الرسم لغة تشبهنا وتحاكي واقعنا

السبت 13 يوليو

يؤنسني الرسم تحت أزيز الطائرات العنيف، كلما قُهرت أرسم القهر في بضع لوحات، أحكي عن فلسطين والقضية، ومنذ بدء العدوان على غزة أحاول تجسيد ما أرى وأسمع، صورتنا ونحن ننزح من مكان لمكان، ونحن نُقصف ونلملم الأشلاء في أكياس، يصعب عليَّ رسم بعض الرسومات لشدة حساسيتها ولصعوبة وضعي النفسي إثر الحرب المتوصلة من 9 أشهر لكني أخذت عهدًا على نفسي أن أوصل رسالتي بالرسم.

أنا ملك خطاب (20 عامًا) من غزة، أرسم منذ طفولتي واحترفت الرسم منذ 4 سنوات، أرسم كل شيء، ومع الحرب بدأت أخط على اللوحات وأشارك على مواقع التواصل الاجتماعي، لاقت لوحاتي إعجاب العديد، فيما أن أقرب لوحاتي لقلبي لوحة الأسير بدر التي رسمتها فور رؤيتي لصورته وهو فاغرًا عيناه، فكانت نظرته تجسد واقعنا الغزي، إنها نظرتنا كلنا، فأردت توثيقها في صورة من رسمي.

لا أجد وقتًا للرسم في ظل المطحنة التي نعيشها من فقد ونزوح وألم نفسي، إضافة إلى أنني أعاني من صعوبة في توفير أدوات رسم جديدة لشحها في الأسواق وإن وُجِدت فسعرها باهظ جدًا.

فنانات من غزة الرسم للتعبير عن حالة الحرب والنزوح في غزة.jpg
من رسوماات الرسامة الفلسطينية ملك خطــاب 

في طريق النزوح الطويل أحمل لوحاتي معي في كل مرة فلا أستطيع السير بدونها وكأنها جزء من جسدي.أما إن سألتموني من أين تبزغ الفكرة في ذهني، أجيب أنني أستوحيها من القصص التي أراها في حياة النزوح، ولم أسلط الضوء فقط على حكايات الحرب وألمها بل رسمت لوحات عن كل فلسطين.

وكون الطريق الطويل المرير يحتاج لسند دائم يعيينا عليه كانت العائلة مصدر نوري في ظل المحرقة التي نعيشها، على الرغم من وجعنا وقهرنا إلا أنهم يحاولون توفير أدوات الرسم لي رغم صعوبة إيجادها، ويساعدوني في اختيار القصص لتحويلها للوحة فنية، ودعموني لفتح معرض في خيام النازحين لعرض لوحاتي بالرغم من خطورة الوضع، وحينها سعدتُ بحضور العديد للمعرض وإبداء إعجابهم بما أفعل وأرسم.

ولو مد الله في عمري ونجوت من هذه الإبادة الجماعية، سأفتتح معرض رسم خاص، يحكي فقط عن تاريخ فلسطين في بضع لوحات، وسأكون مدربة تعليم رسم للأطفال لأعلمهم توثيق التاريخ الفلسطيني بالرسم.