بنفسج

عبــادة أبوهين: الأم حين تصنع الرجال

السبت 13 يوليو

"ربيناهم على الجهاد، وهو اسمه عبادة على اسم الصحابي عبادة بن الصامت، وحمزة على اسم سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، وأحمد على اسم رسولنا صلى الله عليه وسلم، وسمّيت أسامة كذلك (الصحابي) الذي قاد الجيش إلى القدس. ربيتهم على الجهاد في سبيل الله وماتوا وهم مرابطين ثابتين والحمد لله رب العالمين، موجهة رسالة الصمود في نهاية حديثها: بدنا نصمد ونصبر، وربنا معنا سينصرنا ومهما سقط على هذه الأرض"، أم الشهداء عبادة وحمزة وأحمد وأسامة وهالة. 

الشهيد عبادة أبوهين: نتزين لأننا سنلقى الله 

ليسوا أرقامًا الشهيد عبادة أبوهين.jpg

أتذكرون الشاب الشجاع صاحب مقولة: "نحن نتزين للقاء العدو، لأننا سنلاقي الله"، الشاب الذي قاتل ورابط واشتبك مصابًا، الشاب الذي كان يتزين مرارًا لعله يلاقي الله في أبهى حله، راهب في الليل مقاتل في النهار، ابن أمه، التي ظلت صابرة قوية محتسبة بعد أن فقدت ابنين مشتبكين مقاتلين لها في حرب عام 2014، وابن آخر وابنة تحت الأنقاض رحلوا دون أن تتمكن من وداعهم، ومن بعدهم عبادة أبو هين، ولكنه هذه المرة شهيدًا عريسًا بين يدي أمه، تحضنه وتقبله وتستطيع وداعه، تقول: "عبادة عريس، أن مبسوطة له، ومبسوطة عشان راح أقدر أودعه."

قدمت أم أسامة أبوهين  خمسة من الشهداء، وعبادة أبو هين، الشهيد المتزين للجنة، خامس إخوته الشهداء، حافظ لكتاب الله، درس الشريعة وتخصص في الفقه المقارن، وهو أحد جنود الطوفان وقادة الشجاعية، أُصيب بثلاث رصاصات وتابع القتال، حتى لقي ربه مقبلًا غير مدبر، بعد استهشاده بالأمس بعد 280 يومًا من القتال الشرس.

صمد عبادة طيلة 280 يومًا في الشجاعية، فكان أحد أبطالها، قيل عنه أنه كان يُعرف بقيامه الليل ودعائه ويلفت إلى أنّه كان صاحب صوتٍ جميل ندي، ويؤم مساجد غزة في رمضان، ويستدعى للإمامة في صلاة التراويح في كل أحياء مدينة غزة وخارجها.

عبادة أبو هين: خامس إخوته من الشهداء الحافظ لكتاب الله 

خامس اخوته من الشهداء الشهيد عبادة أبوهين أحد قادة كتيبة الشجاعية.jpg

ظلّ عبادة مرابطا صامدا منذ بداية الحرب في الشجاعية ولم يغادرها ولو ليومٍ واحد، وفي شهر نوفمبر 2023، أصيب وبقي تحت الأنقاض أسبوعين أو ثلاثة وهو مصاب، حتى أنّه أشيع عنه في حينه أنه استشهد، ولكنه عولج وعاد إلى الميدان بعد أسبوعين. 
وهو صاحب الفيديو الشهير الذي يقول فيه "نجهز أنفسنا ونتزين ونتعطر قبل لقاء العدوّ.. لأنّنا سنلقى الله عز وجلّ، بإذن الله شهداء مقبلين غير مدبرين، وإن قدّر الله عز وجلّ لنا الحياة، فستكون حياتنا إن شاء الله في سبيل الله، وسُنري عدونا من بأسنا".

نشط عبادة في المجالات الدعوية والمجال الشرعي والوعظ والإرشاد، فهو كان بالإضافة لمشاركته بالعمل العسكري في صفوف كتائب القسام، إمام مسجد الشيخ أحمد ياسين، وتحمّل مسؤولية الإمامة بعد استشهاد شقيقه الأكبر أسامة في حرب 2014 حيث كان إمامًا للمسجد.

يقول عنه رفاقه: "نشهد الله أنه كان من المخلصين الثابتين الفاتحين يوم السابع من أكتوبر، وكان من المبادرين في استهداف الجنود في أكثر من موقع، أصيب بثلاث رصاصات في المعركة ولم توقفه عن مسيرة القتال، وعاد أقوى عزما، وأكثر ثباتا، ليقود قاطعا قتاليا مهما، يتقدم الصفوف، يضرب فيثخن، ويشتبك مع عدوه وجها لوجه". 

أم الشهداء: أم أسامة أبو هين 

أم الشهداء خنساء الشجاعية أم أسامة أبوهين.jpg

عبادة صقر أبو الهين "أبو يحيى" هو الشهيد  الثالث؛ لحق بأخويه حمزة وأحمد، سبقهم في حرب ٢٠١٤  المهندس أسامة وهالة وزوجها أسامة خليل الحية و٤ من أولادهما.تقول الأم الصابرة: "حسبنا الله ونعم الوكيل، كل العالم متخاذل لكن ربنا معنا، ونحن متأملين في وجه الله سبحانه وتعالى، ولا نتأمل من أحد أن يعمل لنا شيئًا، وربنا هو الذي سيفصل إن شاء بيننا وينصرنا وهذا حالنا بدنا نقدم شهداء وإحنا صابرين والله صابرين ما راح نطلع من هذه البلد، وغير ندافع عن حقوقنا، وإذا ولادي ما رجعوا حقهم، غير ولادهم يرجعوا حقهم إن شاء الله بإذن الله. 

وتقول أيضًا: "استشهدلي عبادة أبوهين، زهرة من الزهرات، نوارة كان الكل بحبه، قاتل في سبيل الله،  خامس ولد الي بستشهدوا، بنت وأربع أولاد، الوحيد الي بدي أشوفه وأودعه، كلهم انهدمت البيوت عليهم، فأنا مبسوطة إني بدي أودعه، كل العالم منتخاذل بس ربنا هو معنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل"