بنفسج

اعتقال الفلسطينيات: تصعيد متواصل منذ السابع من أكتوبر

الأربعاء 24 يوليو

تقبع في سجون الاحتلال حتى الآن أكثر من 83 أسيرة، ما بين توقيف وحكم إداري وعددهن 22 أسيرة، وحكم محكمة، ما بين القاصر والمسنة والحامل والمريضة والطالبة الجامعية، كما بلغ عدد الأمهات في الأسر 29 أمًا. أما عدد الأسيرات منذ السابع من أكتوبر فقد فاق 330 أسيرة، مع عدم وجود أعداد المعتقلات من قطاع غزة، بل إن بعضهن غير معروفة المكان كما لا تُعرف ظروف اختطافها.

أما المعتقل الخاص بالنساء فهو معتقل الدامون، فبعد عام 1948 وضعت إسرائيل يدها عليه، واختلفت الأقوال حول ما يكان يستخدم له هذا المكان، فقيل أنه هناك اصطبلًا للخيل، وقيل أنه كان مخزنًا للتبغ، وقيل أنه كان مصطنعًا، على كل الأحوال فقد حوّلته إسرائيل إلى سجن، وأُغلق هذا السجن لفترة زمنية قصيرة؛ ثم أُعيد افتتاحه عام 2001 ليصبح اليوم السجن الأهم المُخصص للأسيرات الفلسطينيات.

ويفتقر سجن الدامون إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية؛ فغالبية الغرف فيه سيئة التهوية وينتشر فيه الكثير منها الحشرات والرطوبة بسبب قِدم البناء؛ كما أن أرضيته من الباطون (الخرسانة)؛ ما يجعلها باردة جداً في أيام الشتاء وحارة جداً في أيام الصيف.

سجن الدامون: قبل صفقة التبادل وبعدها 

الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون.jpg

تقبع في الدامون اليوم 83 أسيرة فلسطينية، أغلبهن اعتقلن بعد صفقة التبادل التي أجرتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال في نوفمبر 2023 خلال حرب طوفان الأقصى الحالية، وهو رقم مشابه لما كان عليه قبل الصفقة إذ كانت تقبع فيه 88 أسيرة، 23منهن كن محكومات بأحكام عالية، خرجت أغلبهن في الصفقة.

وبحسب تاريخ الحركة الأسيرة؛  لم يكن الاحتلال يلجأ إلى اعتقال الفتيات والنساء إلا لأسباب لها علاقة بالنشاطات العسكري أو الاشتباه به، مثل اعتقال أحلام التميمي والحكم عليها بـ 17 عشر مؤبدًا بسبب مساهمتها في عدة عمليات استشهادية، أو تهمة بالاشتباك العسكري بافتراء وكذب كما حصل مع نفوذ حماد التي اعتقلت بتهمة طعن مستوطن في القدس، وهي من حي الشيخ جراح وكانت لا تتجاوز 15 عامًا وترتدي زيها المدرسي.

يفتقر سجن الدامون إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية؛ فغالبية الغرف فيه سيئة التهوية وينتشر فيه الكثير منها الحشرات والرطوبة بسبب قِدم البناء؛ كما أن أرضيته من الباطون (الخرسانة)؛ ما يجعلها باردة جداً في أيام الشتاء وحارة جداً في أيام الصيف.

 وهناك حالات خاصة اعتقلت نساء فلسطينات في إثرها مثل إسراء الجعابيص التي تعرضت لحادث في سيارتها واعتقلت في إثر الحادثة وانفجرت جرة الغاز وأصيبت بحروق خطيرة. أو نشاط على المستوى السياسي الذي من شأنه التأثير على الساحة الفلسطينية كما حصل مع الاعتقالات المتكررة للكاتبة لمى خاطر، والمرابطات في المسجد الأقصى- كما درجت تسميتهن-، هنادي الحلواني وخديجة خويص.

خلاصة القول أن أسباب الاعتقال كانت متشابة ما قبل السابع من أكتوبر، سواء في أسباب التوقيف، أو تهم الأحكام، أو الملف السري دون تهمة أو يسمى بالاعتقال الإداري. ولكنها اختلفت ما بعد السابع من أكتوبر، حتى أن الأعداد الإحصائية قد تضاعفت عشرات المرات، إذ كان العدد الكلي للأسيرات لا يتجاوز 30 أسيرة ويزيد ويقل مع الوقت، ولكنه مع بدء الحرب زاد إلى 330 أسيرة. وهذا يعني توحش الاحتلال الإسرائيلي. وبينما كان يخشى محرمات الفلسطينيين أصبح ينتهكها، والدليل على ذلك:ازدياد عدد المعتقلات في سجون الاحتلال بشكل مضاعف.ل

التحريض: تهمة واهية لاعتقال النساء 

الأسيرات الفلسطينات بعد السابع من أكتوبر.jpg

لم تعد التهمة تستدعي الاعتقال، بل أصبح الاحتلال يعتقل الفتيات والنساء دون أسباب واضحة وهي محض افتراء وضغط.أصبحت إسرائيل تتعمد انتهاك الحرمة الفلسطينية في شكل وعملية الاعتقال نفسها، إذ كانت تدخل المجندات ويجرين عمليات التفتيش والاعتقال بعد السؤال عن الهوية.

وهم الآن بعد الحرب يدخلون أفواجا مدجيين وتغطيهم عشرات المصفحات ومئات الجنود ويفتشون تفتيشًا مهينًا ولا يدعون فرصة للمعتقلة لارتداء ملابسها، فمعظم الشهادات تقول أنهم يخرجن بملابس الصلاة. ودون فرصة لتوديع الأهل، وتغطى أعنيهن وتكبل أيديهن ويقتدن إلى المصفحة إلى جهة يجهل الأهل وجهتها، حتى يتواصل المحامي بعد أيام وهم في قلق شديد.

الأعداد الإحصائية قد تضاعفت عشرات المرات، إذ كان العدد الكلي للأسيرات لا يتجاوز 30 أسيرة ويزيد ويقل مع الوقت، ولكنه مع بدء الحرب زاد إلى 330 أسيرة.

فبعد السابع من أكتوبر لم يعد هناك سترًا ولا غطاء ولا قناعًا تختبئ واءه إسرائيل، وكما ذكر سابقًا تضاعفت أعداد الأسيرات، ولم تعد هناك محددات للاعتقال، بل تعتقل الطالبة في طريقها إلى بيتها، كما حصل مع مجد بربر وهي من سكان البلدة القديمة في القدس؛ إذ اعتقلت في منتصف حزيران الجاي وهي خارجة ممن مكتبة المسجد الأقصى وموتجهة إلى بيتها. كما أن جل التهم بعد السابع من أكتوبر هي تهمة التحريض، وهي تهمة فضفضة وهي محددة ولا يوجد لها معايير، بما يجعل التلاعب بها سهل، وجعلها مبررًا وحجة وغطاء هو من أسهل ما يقوم به الاحتلال واعتقال المئات بناء عليها.

بعض المعتقلات الفلسطينيات اتهمن بالتحريض لنشرهن منشورات أو صور على السوشال ميديا بشأن الأحداث الوطنية أو الترحم على أرواح الشهداء، مثل ما حصل مع عائشة غيظان، وهي أسيرة من قرية قبيا، استشهد أخاها فنشرت صورته وكتبت "الله يرحمك يخوي"، اعتقلت عائشة فورًا رغم أنها كانت حاملًا بالشهر الخامس وظلت في السجن حتى أتمت الشهر السابع حتى خرجت منذ أقل من أسبوع، وقد ذاقت المرار في سجن الدامون وتراجعت حالتها الصحية بسبب سوء الأوضاع هناك. واعتقلت أمل شجاعية وهي طالبة في سنتها الثالثة في جامعة بيرزيت، وهي عضو مجلس الطلبة، اعتقلها الاحتلال بتهمة التحريض، وقبلها إباء وبنان، ووفاء نمر، ومن قبلها أنوار رستم، وسجى معدي، وغيرهن.

ومن المعتقلات أسرن لأنهن قريبات للمقاومين، أخواتهم أو أمهات، كخطوات ضاغطة، من أمثل حنان البرغوثي أم عنان، وسهير البرغوثي أم عاصف، والاحتلال يعلم أنهن رموز فلسطينية ولسن فقط وزجات شهداء أو أمهات مجاهدين. أما وفاء جرار، وهي ناشطة اجتماعية، وزوجة القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار الذي قضى في سجون الاحتلال 16 عامًا وهو الآن يقضي حكما إداريًا، اعتقلت وفاء من بيتها في جنين في ظروف صعبة جدًا وبترت قدمها، وكانت أشبه بمحاولة اغتيال لها. أما محمد قواسمي فهي أم استشهادي، اعتقلت كخطوة عقابية لها. ومن الأسيرات من اعتقلن للضغط على أبنائهن المطاردين لتسليم أنفسهم.

ظروف الاعتقال لم تشهدها الحركة الأسيرة من قبل 

ظروف اعتقال الأسيرات الفلسطينيات بعد السابع من أكتوبر.jpg


ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تعرضت الأسيرات الفلسطينيات الموجودات في سجن الدامون لعمليات تعذيب وتنكيل وضرب مبرح، وتهديدات وصلت إلى حدّ التهديد بالاغتصاب، واستخدامهن رهائن للضغط على أحد أفراد العائلة لتسليم نفسه، إلى جانب تعرضهن للتفتيش العاري والمذلّ، إضافة إلى الإساءة إليهن لفظياً وشتمهن بألفاظ نابية وبذيئة.

وهذا ما عكسته غالبية الشهادات التي تابعتها المؤسسات، وقد تصاعدت الجرائم والانتهاكات بحقّ النساء بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول مع تصاعد حالات الاعتقال بين صفوفهنّ. كما عكست هذه المعطيات تعمُّد الاحتلال استهداف أجساد النساء، من خلال التعذيب والتنكيل، والتفتيش العاري، وإجبارهن على خلع الحجاب، وحرمانهنّ من احتياجاتهن الأساسية، واحتجازهن في ظروف قاسية ومأساوية في السجون والمعسكرات، كما أن العشرات من نساء غزة اعتُقلن خلال الاجتياح البري للقطاع، ويفرض الاحتلال عليهن جريمة "الإخفاء القسري".

لا يأبه الاحتلال إذا كانت المعتقلة أمًا أو مرضعة أو حاملًا، وقد بلغت عدد الأمهات في سجون الاحتلال 29 أمًا، ويعرضها لشتى أنواع الضغط والتعذيب منذ لحظة الاعتقال والتحقيق والأسر. رغم أن القوانين تمنع اعتقال الأم المرضع التي لا يزيد عمر طفلها عن السنتين. ومنهن رولا حسنين، وهي صحافية فلسطينية، وهي أم مرضعة، تعترضت ابنتها لمشاكل صحية لأنها لم تكن تشرب الحليب الصناعي، وللامعان ف يالتعذيب أصدر قرار بالإفراج ودفعت كفالة مالية، ولكنها لم تر النور بعد.

تورد الإحصائيات أن من بين الأسيرات: صحفيات، ومحاميات، وحقوقيات، وطالبات جامعيات، وأكاديميات، ومعلمات، وأمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات شهداء وجرحى، وأسيرات سابقات، وجريحات، حوامل، ومرضعات يفوق عددهن 330 أسيرة، في ما عدد الأسيرات المعتقلات إداريا ارتفع إلى 22 أسيرة

وهناك أسيرات حوامل وهن: عائشة غيظان، الحامل في الشهر السابع، وقد خرجت منذ يومين، وجهاد غوانمة، الحامل في الشهر الرابع. وفي سجن الدامون تعاني الأسيرات من من نقص في الغذاء والاحتياجات، والتنكيل وسوء المعاملة التضييق على الأسرى وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

وكما تنقل المؤسسات الحقوقية؛ فإن عائشة وجهاد تعيشان في ظروف صعبة لا يتوفر لها أدنى رعاية طبية وفحوصات دورية لمتابعة وضعها الصحي ووضع جنينها التي لم توفر منها إدارة السجن سوى فحص سكر الدم الذي أجرته قبل زيارة المحامية لها بأيام، هذا عدا عن سوء التغذية من ناحية نوعية وكمية الطعام والذي بدوره يؤثر عليها وعلى صحة جنينها. إضافة إلى عدم تناولها أي من المدعمات والفيتامينات التي تكون ملزمة للأم الحامل طوال مدة حملها بسبب عدم توفيرها من إدارة السجن.

تورد الإحصائيات أن من بين الأسيرات: صحفيات، ومحاميات، وحقوقيات، وطالبات جامعيات، وأكاديميات، ومعلمات، وأمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات شهداء وجرحى، وأسيرات سابقات، وجريحات، حوامل، ومرضعات يفوق عددهن 330 أسيرة، في ما عدد الأسيرات المعتقلات إداريا ارتفع إلى 22 أسيرة، علما أن غالبية الأسيرات معتقلات إما رهن الاعتقال الإداري، أو معتقلات على خلفية ما يدعيه الاحتلال بـ"التحريض" والذي يشكل وجها آخر لجريمة الاعتقال الإداريّ. في ما لا يوجد تقدير واضح لأعداد حالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي اعتقلن من غزة.