بنفسج

بتهمة التحريض: طالبات جامعة بيرزيت في معتقل الدامون

الخميس 25 يوليو

العيون تتجه إلى سجن الدامون وحرائره،83 معتقلة هناك، القاصرات والأمهات والحوامل، ولا زالت جامعة بيرزيت تقدم من بناتها حتى الثلاثاء الماضي، إذ اعتقل زينة مجد بربر من أبواب المسجد الأقصى، وهي الطالبة الخريجة من جامعة بيرزيت، وفي شهر حزيران الماضي وليلة المنتصف من تموز  اعتقل الاحتلال الطالبتين أمل شجاعية ووفاء نمر.

رائدات العمل النقابي في سجن الدامون 

الأسيرة الفلسطينية الطالبة في جامعة بيرزيت وفاء أحمد نمر.jpg

للطالبات في مجالس الطلبة دور ريادي وطليعي في قيادة العمل الطلابي، وتوجيه مساراته، من خلال مشاركتها في العملية الانتخابية وعضويتها في مؤتمر مجلس الطلبة وعضوية لجان السكرتاريا. وكعاداتها تتسلم الطالبات عددًا من لجان المجلس، خصوصا اللجان ذات العلاقة بالحياة الاجتماعية الجامعية والثقافية أيضًا، فتتسلم الطالبات اللجنة الاجتماعي واللجنة الثقافية وغيرها من اللجان بحسب المقاعد التي تشغلها الكتلة الطلابي التي تمثل فيها الطالبات نسبة عالية. 

تتميز الطالبات في كل الجامعات الفلسطينية بدورهن الإبداعي الدي يتطلبه العمل النقابي الطلابي. وهذا ما شهدته ساحات جامعة بيرزيت في عضوية طالبات بارزات عكسن أثر الحركة الطلابية الإسلامية في الساحة النقابية والسياسية والثقافية في الجامعات، وفاعليتها في التنمية الاجتماعية والسياسية للطالب الجامعي، وما هو إلا دليل على مدى نجاح الحركات الطلابية، ودور الطالبات على وجه الخصوص بتطوير هذا الدور في ضوء الاعتقالات المتكررة لأعضاء مجلس الطلبة من الذكور. 

ولا نبالغ إن قلنا أن الحركة الطلابية في فلسطين تساهم في صوغ الهوية الوطنية الفلسطينية لذلك لطالما كان النشاط الطلابي تهمة يعتقل عليها الطلاب، ولم تكن الطالبات يعتقلن غالبًا بتهمة النشاط الطلابي، ولكن هذا الاعتبار قد تغير بعد السابع من أكتوبر، فها هن طالبات جامعة بيرزيت من عضوات مجلس الطلبة يعتقلن طالبة تلو الأخرى.  تنشط الطالبات عادة في الجامعات على مستوى تقديم الخدمات الطلابية والنقابية، في الأكاديميا، وإقامة الفعاليات الثقافية، وزيارة السكنات الطلابية، ومساعدة الطلبة أيا كانت احتياجاتهم من خلال تفعيل العمل التطوعي. 

عضو مجلس الطلبةفي بيرزيت:  أمل شجاعية 

الأسيرة الفلسطينية الطالبة في جامعة بيرزيت أمل زياد شجاعية.jpg

الطالبة أمل زياد شجاعية من قرية دير جرير شمال شرق رام الله، تخصص إعلام، سنة ثالثة. ترأست اللجنة الثقافية في دورة مجلس طلبة بيرزيت الأخيرة، التي انتهت قبل اعتقالها بأشهر.  داهم الاحتلال الإسرائيلي القرية، الساعة الثالثة فجر 6/6/2024، بعشرات الجنود والآليات العسكرية. فتشوا البيوت وعاثوا بالمقتنيات وصادروا الأوشحة وكل ما له علاقة بالنشاط الطلابي النقابي. 

تقول أمها: "اقتحم الجنود البيت وسألوا عن أمل. سارعت أمل إلى ارتداء ملابسها، ولم تستجب بالخروج فورًا بملابس الصلاة، علمت أن ابنتي قوية حينما ناداها الجنود فردت بصوت عال: سأخرج عندما أنتهي من ارتداء ملابسي.  في أول يوم اعتقال، وبحسب ما علم به المحامون، كانت في مركز تحقيق قلقيلية، وبعدها نُقلت إلى سجن الدامون حتى يومنا هذا.عُرضت أمل على المحكمة مرتين وأجلت الأخيرة حتى تاريخ 21/7/2024. 

مثل سائر المعتقلات منذ السابع من أكتوبر، التهمة ذاتها وجهت إلى أمل، وهي تهمة التحريض على السوشال ميديا. وظروف الأسر هي ذاتها الأصعب في المعتقلات والتي ساءت منذ بدء الحرب، فلا طعام ولا شراب ولا أغطية ولا دواء، ولا زيارات للأهل، بل إن زيارات المحامين تكاد تكون معدومة كذلك.  عائلتها أمها ووالدها صابرين ومحتسبين، يقفون إلى جانب ابنتهم ويرفضون أي لغة تجريم لها، فالعمل الطلاب النقابي ليس جريمة وهم مقتنعون بهذا الجانب ويساندون ابنتهم في دراستها ونشاطها وعطائها على مستوى مجلس الطلبة. 

طالبات بيرزيت: وفاء نمر ومجد بربر 

الأسيرة المقدسية زينة مجد بربر.jpg

أما الطالبة وفاء أحمد نمر، فهي من خربثا بني حارث غرب رام الله، تخصص محاسبة، في السنة الدراسية الثالثة، اعتقلت منتصف ليلة الأول من تموز 2024، الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، اقتحم   عشرات الجنود والآليات، منزلهم وفتشوه وصادروا ما يعتقدون أنه دليل اتهام، واعتقلوها بعد تغمية عينيها واقتادوها إلى مركز تحقيق قلقيلية. وعلى غير العادة اتصل الضابط الإسرائيلي على أهلها وسمح لها بالحديث للحظات مع عائلتها. ومن ثم نقلت وفاء إلى الدامون ثم عرضت على المحكمة ووجهت لها ذات التهمة وهي التحريض حيث أجلت محكمتها 7 نوفمبر. 

 كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء من الأسبوع الماضي، الطالبة الخريجة من جامعة بيرزيت زينة مجد بربر من البلدة القديمة في القدس وزينة هي ابنة الأسير المحرر مجد بربر الذي قضى 25 عاما في سجون الاحتلال. اعتقلت. زينة على باب المسجد الأقصى، وكانت قبلها بلحظات قد نشرت لها منشورًا أثناء قضائها وقتًا في القراءة في مكتبة المسجد الأقصى. وزينة كانت ناشطة طلابية في الجامعة.