بنفسج

إسماعيل هنية: سيــرة مختصرة لشهيد الأمة

الخميس 01 اغسطس

من قلب مخيم الشاطىء وسط غزة في بيت متواضع شاهدًا على حضوره في المخيم ونشأته وتربيته، ولد إسماعيل هنية، فكبر قائدًا ليس على صعيد القيادة الشعبية الفلسطينية وإنما قائدًا عطوفًا حنونًا متواضعًا. ابنًا وزوجًا وأبا وجدًا وإمامًا وقائدًا شعبيًا ووطنيًا.

يستشهد اليوم إسماعيل هنية أبا الشهداء وجد الشهداء لاحقًا الركب ويمثل قوله أمامنا عندما قال عندما سمع خبر استشهاد عائلته "الله يسهل عليهم". وهو الذي لن ينسى التاريخ مقولته "لن تعترف بإسرائيل"، فعاش صامدًا مجاهدًا مرابطًا واستشهد على ذلك. 

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية:حياته ونشأته

دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبي إسماعيل هنية.jpg

وُلد هنية في مخيم الشاطىء في مدينة غزة في عام ١٩٦٤، بعد أن هاجرت عائلته من عسقلان في عام ١٩٤٨. ودرس في الجامعة الإسلامية، وتخصص في الأدب العربي. كان ناشطًا في الحركة الطلابية ومن ثم صار أحد أهم القيادات في حركة حماس، عُيّن رئيسًا لمكتب حماس عام 1997، ورئيسا للوزراء بعد فوز حماس في انتخابات عام ٢٠٠٦. 

اعتقل عام ١٩٨٩ لمدة ثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع ثلة من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد عام ١٩٩٢. تعرض الشهيد القائد لثلاث محاولات اغتيال واحدة في عام ٢٠٠٣ واثنتان في عام ٢٠٠٦. وكان قائدًا للحركة خلال الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة في في ٢٠٠٨ الرصاص المصبوب و٢٠١٢ حجارة السجين و٢٠١٤ العصف المأكول و٢٠١٩ و٢٠٢١ سيف القدس و٢٠٢٢ و٢٠٢٤. 

إسماعيل هنية: الأب الحاني والجد العطوف

إيناس هنية تنعى عمها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.jpg

منذ ساعات خبر استشهاده الأولى نشرت ابنته الصغرى سارة تقول: "كسرت ضهري يابا، وين رحت وتركت حبيبة قلبك يابا وين"، أبكتنا سارة وهي تنعى أباها، وكذلك فعلت ابنك أخيه ايناس وزوجة ابنه الشهيد حازم عندما قالت: "آمال ومنى بناتي الشهيدات كن يلححن في الحرب للسفر عند جدهن أبو العيد،  لكنهن استشهدن، الآن يا آمال ويا ومنى جاء جدكن إليكم فاستقبلنه وأشربنه الماء وقبلن يديه، إذ كان أعظم الرجال، والله لو نبكيك العمر لا نوفيك حزنًا".

زوجته الحاجة آمال محمد هنية "أم العبد"، أنجبت من الأبناء والبنات ١٣: عبد السلام عام 1981، همام 1983، وسام 1984، معاذ 1985، سناء 1986، سناء متزوجة ولدت عام 1986، بثينة متزوجة ايضاً عام 1987، ثم خولة ولدت أثناء اعتقال والدها عام 1992، فعائد ولد أثناء إبعاد والده إلى مرج الزهور ولد عام 1994، فحازم 1994 أيضاً، فأمير 1995، ومن ثم محمد عام 1996، فلطيفة عام 1998، وأخيراً سارة ابنة الطفلة الحبيبة والقريبة لقلب والدها. 

سارة إسماعيل هنية تنعى والدها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي  لحركة حماس.jpg

استشهد منهم حازم ومحمد وأمير برفقة أبنائهم جمال ورؤى وأمال ومُنى وخالد ورزان وملاك، وتقبل الخبر محتسبا مسترجعا وقائلا "دماء أبنائه وأحفاده الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني". كما استشهد له من عائلته ٦٠ فردًا، من ضمنهن شقيقته الحاجة زهر و١١ من الأبناء والأحفاد. 

لديه أربعةً من الإخوة؛ وهم محمد ووليد وخالد، الذي استشهد في هذه الحرب نجله عبد الخالق وأحفاده محمد وخالد. وأخوها إسماعيل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) الذي فقد أبناءه الثلاثة، وهم حازم وأمير ومحمد، وأحفاده جمال ورؤى وأمال ومُنى وخالد ورزان وملاك، وقد توفيَ ثلاثة من إخوة الحاجة الشهيدة زهر وبقي إسماعيل. 

لديه ثمانية من الأخوات، ثلاثة منهن متزوجات في مدينة بئر السبع المُحتلة، وهم خلدية و ليلى وصباح الذي اعتقلها الاحتلال خلال هذه الحرب من منزلها، وأربع أخوات في قطاع غزة، وهن: الحاجك زهر التي استشهدت وابنها وعائلته، وسعدية التي فقدت أحد أحفادها وبيتها، ونعمة الذي فقدت زوجها الحاج إبراهيم وابنتها إلهام، وتمام الذي فقدت ابنها إسماعيل وزوجته وأبناءه،  وآخرهم شقيقتها كفى و جميعهم قصفت بيوتهم ونزحوا.