بنفسج

قصتي... إيمان أبو عمارة

الأربعاء 25 سبتمبر

"ألبسي أواعيكي الصلاة الجيش عباب الدار".. قلتها لها من باب الفكاهة على مجموعة "الواتساب"، فضحكت، وإذ بالجيش يقتحم المنزل فعلًا ولم يمهلها وقتًا لترتدي، فسترت نفسها بالغطاء التي كانت تحته. أنا إيمان
إيمان أبو عمارة تقص عن أختها الأسيرة.jpg

"ألبسي أواعيكي الصلاة الجيش عباب الدار".. قلتها لها من باب الفكاهة على مجموعة "الواتساب"، فضحكت، وإذ بالجيش يقتحم المنزل فعلًا ولم يمهلها وقتًا لترتدي، فسترت نفسها بالغطاء التي كانت تحبه.

أنا إيمان أبو عمارة شقيقة الأسيرة حليمة التي تبلغ من العمر 21 عامًا، وتدرس أصول الدين في جامعة النجاح الوطنية. اعتقلها الاحتلال من قلب مدينتنا نابلس في 3 مارس/آذار 2024، بذريعة نشرها "ستوريات" على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" قبل عام كامل من اعتقالها، ونشرها لصور حقيبتها وعليها صورة معينة تتعلق بحزب ما، ولمشاركتها صور قبور الشهداء وآيات قرآنية.

ما كان من أمي لحظة اعتقالها إلا الإصرار على أن ترتدي حليمة ملابسها، فحصل، بعد اعتقالها بكت أمي بصورة مفرطة، وهي تفتقدها على طاولة الفطور، فتبكي، وعند إعداد الشاي التي كانت حليمة تعده على الدوام لنجلس في المنزل نتسامر.

كان فراق حليمة قاسيًا علينا في البيت، فنحن 7 شقيقات وأخ واحد، وترتيبها الخامس في البنات ولكن نعاملها كأنها آخر العنقود، فكيف لنا أن يمر اليوم دون ضحكتها ووجهها، تُحب أن نناديها "بنت البلدة القديمة"، فعشقها لها يفوق حبها لأي شيء في الدنيا. قبل اعتقالها كانت في حارة القيسارية تلتقط الصور وتصنع الذكريات، ولم تكن تعلم أنه اللقاء الأخير.

منذ غيابها القسري عنا، وأولادي يفتقدونها، يقول قيس: "حليمة بتيجي بالليل بس يكون الكل نايم عشان ما حد يشوفها". وكلما رأى حصانًا قال: "هاد اللي حلوم بتحبه". أما حمزة الأصغر كان مصر أنها حليمة في السجن تصنع الشاي. يفتقد والدي حليمة... يبكيها مع صديقاتها اللاتي يزرنه ويأتينه بالكعك الذي تحبه حليمة. وأمي تفتقدها في كل الصباحات والجلسات والمشاكسات، تدعو لها بفك الكرب على الدوام.

تصلنا أخبارها من الأسيرات اللواتي يخرجن واشتياقها للجميع، وأنها تشتهي قطعة حلاوة مع فنجان قهوة، وقد زارها المحامي مرتين ولا معلومات لديه حول الحكم التي يمكن أن تناله، فقد أبلغنا عن تمديد الاعتقال لها للعرض على المحكمة في أول أكتوبر المقبل.

مع خروج كل أسيرة يدب الأمل بنا للقاء قريب مع حليمة، فنسألهم عنهم فيبلغونا أنها تفتقد أجواء العائلة، قالت عنها الأسيرة المحررة فادية البرغوثي أنها هادئة وشخصيتها قوية، تحب الترتيب، ووظيفتها في الأسر توزيع الطعام وتفعل عملها بكل حب. نسأل الله أن يكون تحررها قريبًا هي وكل أسرانا.