صبية وزوجها فقدا عيناهما من لبنان، بعزم وقوة وثبات وشجاعة، تقول الزوجة: "غزة! ما بنتركك لو بتروح عيونا كلنا... راحت عينه وراحت عيني وبصيرتنا بعدها منورة!". "اقتلونا تحت كل حجر ومدر ... لن نترك فلسطين" رسالة من الضاحية الجنوبية.
ستستمر صافرات الإنذار بالإنطلاق في أنحاء فلسطين المحتلة حتى موعد تحريرها
إسرائيل التي قتلت هند وبشرى ومنى وآمال وأهالت عليهن آلاف أطنان المتفجرات، وتهيل فوق أجسادهم الطريق ألواح الإسمنت وأعمدة الباطون الثقيل، بلا رحمة، وبلا تردد. كذلك، وبذات الطريقة، قتلت إسرائيل ياسمينا نصار الطفلة الجميلة الشقراء. و50 طفلًا آخر، وعائلات كاملة محيت من السجل المدني.
ذات المشهد بين غزة ولبنان، البنايات هدمت، وصوت الصواريخ ملأت الأجواء، والأزيز يقتحم الآفاق، صوت الأطفال يصرخون من تحت الأنقاض، والأطقم الطبية تقاتل بكل جهدها وعتادها لإنقاذ الجرحى، الناس يهلعون ويتراكضون، ذات مشاهد القتل والإبادة.
دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه
ومايا الغريب العروس الجميلة المهندسة قتلتها إسرائيل كما قتلت العروس دانية عدس في غزة، تتكرر المشاهد ذاتها أيضًا فمايا ودانيا تحملان باقات الورد وهما فرحتان، وصورهما الجميلة بلباس جميل، هي ذاتها.
لبيروت منا سلامًا وتحية… السلام عليك يا بلاد الأرز عزيزة أبية يوم قمت وقلت: "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه”. لعيترون ومارون الراس وبنت جبيل وصيدا والنبطية منا السلام.
يقارب عدد الشهداء في لبنان اليوم من 600 شهيد بينهم 50 طفلا و 94 إمرأة قتلتهم إسرائيل إجرامًا، منهم اللبناني ومنهم اللاجىء الفلسطيني ومنهم السوري، فيارب وإن توحدت الدماء وإن التئم الجسد في روح واحدة ودافعت لبنان جنوبها ووسطها وأنحاءها، وفلسطين جنوبها وشمالها وكل جزء منها، أفلا يكون موعدنا قريب، أفلا نهدي تحية لبيروت من القدس، لعيترون ومارون الراس من صفد وحيفا وعكا.
ولا نبتأس، فإن كان موعدنا جميعًا في القدس من كل الأقطار فهذه البادئة، وإن كانت بيروت تستهدف مقر الموساد وقلب تل أبيب، وتجعل العدو يهرب إلى الملاجئ ويعلن حالة الطوارئ، فلا نبتأس، وإذا استهدف الموساد فالضاحية بخير. والشاهد قدرة وقوة وطاقة بالرغم من الهجمات الهائلة التي تضرب لبنان، لبنان تثبت معادلة أنها قادرة على الصبر والمقاومة والصمود بعد مئة ألف صاروخ ضربتها إسرائيل في أربعة أيام. بينما إسرائيل غير جاهزة لحرب تواجه فيها عزم غزة وبيروت واليمن والعراق.
أفلا نهدي تحية لبيروت من القدس، لعيترون ومارون الراس من صفد وحيفا وعكا
وإن كانت إسرائيل تريد عودة سكان الشمال فهذا يعني استنفاد المقاومة لآخر رجل فيها وآخر رصاصة لديه، والمقاومة إنما ترتكز إلى حاضنتها الاجتماعية وليس الجيش أو الآلة العسكرية والتكنلوجية، وهذا فارق يحسب للمقاومة، لطول نفسها وقوتها وصبرها وثباتها وعزمها الذي ستعلمه لكل البلدان المجاورة.
أيها العدو، العين بالعين والسن بالسن، فإن نفذت عمليات اغتيال استخباراتية جبانة فإن الصواريخ نافذة إلى قلب مقر الموساد. وإن كانت إسرائيل تتذرع بإعادة سكان الشمال فإنها تبرر مجازر كاملة بحق المدنيين كما فعلت في غزة متذعرة بتحرير الرهائن. إسرائيل التي قتلت في غزة عشرات الآف نساء وأطفالًا، كلهم من المدنيين تتذرع باستهداف المقاومة، هاي هي اليوم تحاول استجداء العالم بأنها تحارب الإرهاب والإسلامفوبيا، ولا تنفك عن نشر الأكاذيب بينما تمارس همجيتها ووحشيتها بحق المدنيين في غزة ولبنان.
لقد أثبت صيرورة التاريخ بأن حركات التحرر هي المنتصرة في النهاية، وأن صاحب الحق هو الذي يبقى، وأن الانهيار والاندحار وبداياته للدخيل المستعمر. وستستمر صافرات الإنذار بالإنطلاق في أنحاء فلسطين المحتلة حتى موعد تحريرها.