يقاوم الفلسطيني منذ قرون بسلاحه وعتاده وماله وجسده، وإن امتداد مراحل المقاومة جعلت من أشكال المقاومة تصبح حياتية يومية؛ في العمل والحياة والمعاش، في اللباس والحركة والطعام والفن.
وهذه المقالة عرض للأشكال الفنية التي يبدعها الفلسطيني ويقاوم عبرها ومن خلالها. وهي ظاهرة فنية تتمثل في الكتابة والرسم على الجدران، وهي ظاهرة برزت منذ الانتفاضة الأولى، فكانوا يقولون: إن مقاتلين ملثمين مروا من هنا، كتبوا برشاشات دهانية اسم الحزب، إعلان الإضراب، سننتصر، القدس حرة عربية...وأمثلة أخرى.
جداريات المقاومة
في هذه الجدارية كتابات تعبر عن مشاعر المقاومة بتعبيرات مختلفة. وهذه جداريات من غزة عبر عنها الناس فقالوا إنهم يفدون المقاومة بالمال والأملاك والأنفس، والحض على الشهادة في مقولات وأبيات شعر وأمثلة شعبية.
يقاوم الفلسطيني منذ قرون بسلاحه وعتاده وماله وجسده، وإن امتداد مراحل المقاومة جعلت من أشكال المقاومة تصبح حياتية يومية؛ في العمل والحياة والمعاش، في اللباس والحركة والطعام والفن
ومن أمثلة ما كتبه الغزيون على الجدران: "وسعيت للأمجاد تطرق بابها...باب الشهادة خير باب يقرع". "البندقية فكرة تحيا بنبض قلوبنا ولا تنحني مع شدة الإعصار"، "بدي أبيع داري وأسلح المقاومة".
جداريات جدار الفصل العنصري
لم يكتب الفلسطينيون فحسب على جدار الفصل العنصري، بل كتب فنانون عالميون ورسموا لوحات فنية وجدارية تنادي بهدم الجدار "لا لجدار الفصل العنصري"، والمفارقة أنهم رسموا بعض الصور التي تعبر عن سياسة التمييز العنصري في كل أنحاء العالم، ومنها حادثة قتل أمريكي من أصل أفريقي على يد شرطي أمريكي خنقاًا أمام الكاميرات. وجداريات كاريكاتورية ساخرة.
جداريات الحب
الجدران تفريغ للمشاعر الوطنية ومشاعر الانتماء والمقاومة، وهي كذلك صفحات الحب، يكتب عليها الشبان مكنونات قلوبهم كرسائل حب على جدران المخيم، رسائل شوق، وأحرف من اسم المحبوبة. وقد جمعنا في هذه الصورة جداريات مختلفة لكتابات حب وشوق من أماكن مختلفة ومن أمثلتها: قد البعد إلي بينا بحبك. بكرهك بكل خلايا جسمي.. لعيونك أسهر.
جداريات اللجوء والعودة
لطلما ظل حلم العودة ماثلًا أمام الفلسطينين، فرسموا الباب والمفتاح والخارطة، وتأملوا بكل حواسهم بالعودة وشكلها، فتمثلت هذه المشاعر على جدران المخيمات على وجه الخصوص.
لطلما ظل حلم العودة ماثلًا أمام الفلسطينين، فرسموا الباب والمفتاح والخارطة، وتأملوا بكل حواسهم بالعودة وشكلها
ولكن اللافت في الجدارية هنا وضع أماكن من فلسطين ومعلوماتها ومساحتها دليل على المعرفة والتذكر، فلا سبيل إلى النسيان، بل إن التذكر واسترجاع البيت في المخيال الجمعي هو السبيل إلى تحقيق حلم العودة. وهذه الجداريات تنتشر في على كل الجدران في فلسطين: المخيمات والقرى وغيرها.
كتابات المخيمات في غزة
هذه جداريات على الأنقاض في غزة، وقد جئنا بهذا المثال للدلالة على أن أسماء المخيامات ماثلة حاضرة، مخيم البريج مثالًا في كل الكتابات على الجدران، "عاش المخيم، وعاشت روج جباليا التي لا تُهزم".
وداع لم يكتمل: جدرايات على الأنقاض
شاهدنا كتبات على الأنقاض، على الحجار المتناثرة، فقد كثر عدد المفقودين والشهداء الذي راحت أنفاسهم تحت الأنقاض، وذهبوا دون وداع، فكتبت هذه الكتابات شواهد على أرواحهم المفقودة كشواهد القبور التي تدل على ساكنيها "عمر وعبد الله ما زالوا تحت الأنقاض".
جداريات الأمل بالنصر
وهذه جداريات الأمل بالنصر ورفع المعنويات والرغبة في الحياة وتعمير غزة، فهي شدة وتزول، ولكل شدة مدة، وراح ترجع أرضك يا غزة، وسنعمرها حقًا ويقينًا.