"أنا وفاء العدينة، امرأة طموحة، سأظل أدافع عن شعبي حتى الحرية". أو حتى الموت يا وفاء، ندافع عن بلادنا وأوطاننا وأهلنا حتى الموت. قتل الاحتلال 174 صحافيًا وصحافية منذ بداية الحرب، ولم يستشهد أي منهم في القصف العشوائي، بل كان قصفًا واغتيالًا مبرمجًا، واستهدافًا مباشرًا لكل منهم.
وهكذا استشهدت وفاء في مجزرة إسرائيلية أدت إلى استشهاد زوجها منير عطية درويش العديني، وطفليهما تميم وبلسم، في غارة إسرائيلية على منزل عائلتها في مدينة دير البلح وسط القطاع.
لماذا قتل الاحتلال وفاء العديني؟
لا تظهر وفاء إلا بعينيها الحادقتين، بنظرات مصرة شجاعة متحدية، فهي ترتدي النقاب الذي يغطي الوجه ما عدا العينين. وهكذا تظهر الصحافية على شاشات التلفزة صاحفية مراسلة تبث التقارير وتشارك في اللقاءات والمؤتمرات باللغة الإنجليزية. تقول وفاء رحمها الله، إنها تحرص على تغيير الصورة الفلسطينية في الإعلام الغربي والدفاع عنها، ودحض الإعلام المضلل الذي يهاجم فلسطين قضية وشعبًا.
لم تهاجم أي دولة في العالم أو تستهدف أو تقتل عددا من الصحفيين كما فعلت إسرائيل في العام الماضي. ببساطة لأن الصحفيين يكشفون عن فظائعهم ومجازرهم وينشرون تقارير عن التطهير العرقي.. العدالة للصحفيين الآن!
عملت وفاء العديني مديرة لوحدة الإعلام الخارجي في مؤسسة “الثريا” للإعلام، وكانت ضمن مؤسسة فريق “16 أكتوبر” الإعلامي الذي يهدف إلى كشف رواية الاحتلال الاحتلال باللغة الإنكليزية ونشطة في المجال الصحفي الأجنبي منذ ما يزيد عن 15 عامًا. ونحن نعلم أن الاحتلال منذ بداية الحرب شن حملة شعواء ضد فلسطين ومقاومتها وشعبها، وذاعت بروباغندا ساهم فيها الإعلام الغربي بأن الفلسطينيين يقتلون الأطفال ويقطعون رؤوسهم.
وأنهم يمارسون المجازر بحق اليهود. وهي دعائة زائفة قاومها الصحافيون الفلسطينيون باللغة الإنجليزية وعلى رأسهم الصاحافية المنقبة وفاء العديني. وتنضم وفاء العديني، إلى قائمة الشهداء الصحافيين الذين اغتيلوا منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر من العام الماضي، إلى 174 صحافيًا وصحافية.
سخرت وفاء حياتها وكرست جهدها لنقل معاناة شعبها المظلوم عبر الإعلام الدولي، من خلال سلسلة مقالات باللغة الإنكليزية، وحوارات مع النشطاء الأجانب ومؤتمرات إلكترونية ومعارض صور ومسابقات للأفلام القصيرة باللغة الإنكليزية.
وفاء أيقونة الإعلام الأجنبي
"على مدار أيام الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، استهدفت قوات الاحتلال بشكل متعمد عشرات العلماء والأكاديميين والباحثين الفلسطينيين، أثناء تواجدهم في منازلهم مع عائلاتهم"، كان هذا النص مقدمة تقرير كتبته الصحفية الشهيدة وفاء العديني لموقع ميديل ايست مونيتور باللغة الإنجليزية.
لكنها لم تكن تعلم حينها بأنها ستكون الهدف التالي لآلة القتل الإسرائيلية بعدما أسهمت بشكل كبير في فضح جرائم الاحتلال على المستوى الدولي. واستشهدت الصحفية وفاء العديني، فجر اليوم الإثنين، في قصف صهيوني استهدف منزلها بدير البلح وسط قطاع غزة، برفقة زوجها وطفليها.
على مدار أيام الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، استهدفت قوات الاحتلال بشكل متعمد عشرات العلماء والأكاديميين والباحثين الفلسطينيين، أثناء تواجدهم في منازلهم مع عائلاتهم
ساهمت وفاء من خلال عملها في نقل معاناة الشعب الفلسطيني باللغة الإنجليزية عبر كتابة المقالات وإدارة النقاشات وتنظيم المؤتمرات، إلى جانب مشاركتها في معارض الصور والأفلام القصيرة الناطقة باللغة الإنجليزية. وشاركت الصحفية العديني في تأسيس فريق "16 أكتوبر" الإعلامي غداة إصدار تقرير غولدستون في العام 2009م، برفقة الشهيد رفعت العرعير، الذي كان يعمل للهدف ذاته.
ويحسب للصحفية العديني أنها كانت مرجعًا لعشرات الصحفيين الناشئين المتحدثين باللغة الإنجليزية، وكانت تعتني بهم عبر تنظيم لقاءات وورش عمل من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم.
ماذا قال عنها زملاؤها الصحافيون؟
علق الصحفي إسماعيل فرحات قائلا "وفاء العديني الزميلة الصحفية، كانت روحها لا تنكسر، تسابق الزمن بإصرار لا يعرف التراجع، تحمل صوت فلسطين وجراح غزة إلى العالم الغربي، لتكون شاهدة على الألم وصوتا للحق في أحلك الظروف".
أما المدون كريستيان، فكتب مغردا "هل في التاريخ خيانة لزملاء أكبر من تلك التي نشهدها من الصحفيين في الغرب تجاه الفلسطينيين؟ لقد انتهكت إسرائيل جميع قوانين الحرب، بما في ذلك عمليات القتل المستهدفة للصحفيين على نطاق غير مسبوق".
ونشرت الكاتبة نيكيتش عبر تغريدتها قائلة "لم تهاجم أي دولة في العالم أو تستهدف أو تقتل عددا من الصحفيين كما فعلت إسرائيل في العام الماضي. ببساطة لأن الصحفيين يكشفون عن فظائعهم ومجازرهم وينشرون تقارير عن التطهير العرقي.. العدالة للصحفيين الآن".