في عيون أهلها: رسالة شوق إلى الأسيرة أنوار رستم
أنوار رستم أختنا الصغرى، وزهرة جميلة قطفت من بين جمعتنا الدافئة كل خميس. مثل كل العائلات التي يعتقل أبنائهها وبناتها، تفاجئنا في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء ١٠/١/٢٠٢٤ باقتحام همجي إلى بيت العائلة، والأكثر مفاجأة في هذه المرة أن الاعتقال كان للحبيبة أنوار، أنوار الهادئة والصبورة والحساسة والرقيقة إلى إلى أبعد الحدود.
لطالما كانت ترفض الظلم ولا تسكت عليه أبدًا، كاتبة مرهفة ومهتمة جدًا بالقضية وبدور الفتيات فيها، لطالما ناصرت الأسرى والأسيرات في كتاباتها وسجلت الظلم الواقع عليهم و نشرت عن معاناتهم.
تدور الأيام لتصبح اليوم هي الأسيرة الحرة برغم كل قيود السجان التي نعلم جيدًا أنها لم ولن تكسر فيها حبها وانتمائها لهذا الوطن الجريح، ولهذه الخاصرة النازفة من الوطن (الأسرى).
غيابها ترك فراغًا كبيرًا، نفتقدها في كل تفاصيل الحياة، وتفتقدها زميلاتها وطالباتها ومقعدها الأكاديمي الذي تركته وراءها، وهي مكرهة وتحمل في عقلها وقلبها هم كل طالباتها وتتمنى لهن النجاح والتوفيق، ولا أخفي أن أسرها كان ولا يزال ثقيلًا جدًا على القلوب وكأننا نتنفس من خرم إبرة، ولكنها تقادير المولى، وهو سبحانه لا يعطي المعارك الصعبة إلا لأقوى الجنود.
نسأل الله أن يعجل بالفرج وأن يمسح على قلوبهن برحمته و يطبطب عليهن وأن يجمعنا بهن جميعا قريبا عاجلا يا رب العالمين.
في عيون أهلها: رسالة شوق إلى الأسيرة تمارة أبو لبن
تمارة أبو لبن فتاة مقدسية وتسميها رفيقاتها في السجن تيمور، عمرها ٢٣ سنة، هي حنونة كثير ًا، مرضية الله يرضى عليها، تحجبت ونوينا أن نخرج لأداء عمرة. لم تكن تفارق الأقصى.
تفجأنا باقتحام الاحتلال بيتنا لاعتقال تمارة. لبست منديلي لتظل رائحتي عالقة ومرتبطة بها، شعرت وكأنهم أخذوا روحًا مني. ابنتي التي أخاف عليها من نسمة الهواء، لا أعرف أين هي، وكيف تمضي أيامها، رأيتها في المحكمة ولم أستطع امساك يدها، قالت لي "يما حبيبتي بحبك كثير، كوني قوية". طلبتلها المحكمة طلبتلها حكم ٢٤ شهرًا بتهم تحريض.
"اللي بسعدني وبفرحني لما أحكي مع بنات أفرج عنهم بحكوا عنها كثيير شغلات؛ إنها طيبة وحنونة وبنهنيكِ عهيك تربية. وبتساعد الجميع وبنادوا عليها تيمور يا تيمور.
آخر زيارة للمحامية كانت بتعاني من وجع معدة وقولون وهي أصلا بتعاني قبل ما تنسجن، وآخر محكمة شفتها مكسورة إيدها ومجبصنة، خفت عليها كثيير وحكتلي إنها وقعت، هي كان اسمها من ضمن الأسماء اللي بالصفقة الأخيرة، بس هي وكمان أسيرة اسمها آية ضلو آخر بنتين ولليوم.
إحنا بحبك تمارة وبنفقدك كثيير ويا رب الفرج القريب بدعيلك بكل صلاة ربي يفرج عنك وترجعي تنوري حياتنا والفرج لجميع الأسرى يارب وهاي ضريبة الرباط".