بنفسج

أكتوبر الوردي: أحمر بلون الدم في غزة

الخميس 31 أكتوبر

أكتوبر الوردي شهر التوعية بسرطان الثدي
أكتوبر الوردي شهر التوعية بسرطان الثدي

10 آلاف مريض ومريضة سرطان في غزة وفي مراحل ودرجات متفاوتة الخطورة تهدد حياتهم في قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة هناك. في ظل ظروف صعبة ينقطع فيها الغذاء والدواء والدفء والأمان. في هذه المقالة تسليط الضوء على مريضات السرطان في غزة في شهر أكتوبر الوردي، وهو شهر عُرف عالميًا بشهر التوعية حول سرطان الثدي. 

أكتوبر ليس بوردي في غزة

Screenshot 2024-10-31 111041.png
تعاني مريضات السرطان في غزة بينما يحتفي العام بأكتوبر الوردي

يأخذن علاجهن، إن وجد، وهن يسمعن صوت القصف، الستائر مكشوفة، يتألمن وعيونهن تواجه بعضها البعض. في مستشفى الصادقة التركي الفلسطيني الميداني في منطقة المغراقة، الذي تنقل على مدار عام إلى معظم المستشفيات ويقدم خدماتة بصورة منقطعة وبسيطة لمرضى السرطان في غزة، تعاني مريضات السرطان اللوات لطالما انقطعن عن علاجاتهن وجرعاتهم وأدويتهن، في ظروف صعبة على صعيد صعوبة التنقل والتغذية وتلقي العلاج.

 فضلًا عن الظرف الاجتماعي الصعب الذي خلقته الحرب، إذ يصعب على المعافى بدنيًا التكيف مع ظروف الحرب والجوع؛ فكيف لمريض السرطان تحمل أعباء التنقل والنزوح والعيش في مراكز الإيواء وممرات المستشفيات وساحات الإيواء، دون رعاية صحية أو تغذية مناسبة، وها نحن على أبواب الشتاء؛ فما هي أحوالهن والعالم يكاد يغلق أبواب أكتوبر الوردي، شهر التوعية العالمية بسرطان الثدي.

يعتبر مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني هو المكان الوحيد الذي يقدم الرعاية الصحية لمرضى السرطان في غزة، وتزيد الظروف صعوبة مع الوقت في المستشفى الذي يتنقل باستمرار نتيجة العدوان المستمر.

يقول الدكتور محمد أبو ندى، مدير المستشفى: "منذ بداية الدخول الاحتلال البري انتقل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في منطقة المغراقة إلى مستشفى دار السلام، ومنها إلى شهداء الأقصى، ومنها إلى إلى مستشفى ناصر، ومن ثم إلى مستشفى أبو يوسف النجار. خدماتنا لم تنقطع منذ ذلك اليوم، ولكن طبعا بصورة مبسطة وقليلة، ومن ثم انتقلنا إلى مستشفى ناصر مرة أخرى.

ثم بدأنا بتقديم خدماتنا في المستشفى الأوروبي، في المستشفى الميداني كقسم من المستشفى الأوروبي، وانتقالنا حقيقة كانت جيدة لصالح المرضى، المكان أوسع ومريح للمرضى، صحيح ليس بالشروط المناسبة المطلوبة، ولكن في وضع الحرب تلبي بعض الاحتياجات.

بعد أن توقفنا عن تقديم خدمات العلاج الكيماوي، تقريبا حوالي سبع شهور، ثم بدأناها قبل شهرين ونصف بحمد الله. نستكمل إعطاء العلاج الكيماوي . وقد وصلنا آ من الدبليو إتش بعض الأدوية الكيماوية، لكن هناك مجموعة كبيرة من مرضى السرطان. لا تستطيع أو لا تجد علاجها عندنا، وذلك لنقص العلاج الكيماوي. تم تحويلهم إلى خارج البلاد.

 لكن طبعا كما يعلم الجميع منذ شهر مايو لا يوجد إمكانية للسفر لدى هؤلاء المرضى، فعلقوا في قطاع غزة، من جهة لا نستطيع نحن تقديم العلاج ومن جهة أخرى غير مسموح لهم المغادرة، تسبب هذا بكثير من الأزمات للمرضى بالتأكيد".

تحديات يواجهها المرضى والأطباء

طب.jpg
يواجهة الأطباء فضلًا عن مرضى السرطان تحديات خطيرة في غزة

بطبيعة الحال تعاني غزة الحصار منذ أكثر من 24 عامًا، وهذا ينعكس على الخدمات الطبية وخصوصا الأمراض المستعصية مثل مرض السرطان. وفي الحرب تزيد التحديات التي يواجهها كل من المرضى والأطباء على حد سواء. وهي في المجمل:

1- وجود صعوبات في تشخيص مرض السرطان، وقد مرت سنة من الحرب سببت صعوبة في متابعة مريض السرطان، وصعوبة في طريقة علاج مريض السرطان في مراحله الأولى، والسبب يكمن في عدم وجود آليات تشخيصية لأنها استهلكت ودمرت بنسبة 90%، على صعيد الآلات والمعدات الطبية، وكذلك والمنشآت، واستشهاد عدد من الطواقم الطبية والخبراء.

2- صعوبة متابعة مريض السرطان بسبب النزوح المستمر، وهذا يسبب الانقاطاع في تلقي الخدمة لأن المريض لا يستقر في مكان واحد، وكذلك لا يقطن المرضى متقاربين أو في أماكن متقاربة بل هم يفرقون بحسب ظروف عائلاتهم وأوضاعهم. والمرضى يفدون إلى المستشفى من أماكن مختلفة وهذا يسبب صعوبة في تنقلهم ووصولهم في ظل انقطاع المواسلات.

3- خروج مستشفى الصداقة عن الخدمة في أول الحرب بسبب احتلاله عسكريًا. إذ المستشفى نفسه تنقل أكثر من 4 مرات منذ بدء الحرب، أي خلال عام واحد، وهذا سبب إرباكًا وانقطاعًا في تقديم الخدمات الطبية لللمرضى.

يتنظرن مصيرهن

Screenshot 2024-10-31 112945.png
معاناة مريضات السرطان في غزة

تقول سهام، وهي إحدى مريضات السرطان في قطاع غزة: "نفذ الوقود من مستشفى الصداقة التركي، ونفذ الدواء والعلاج، ولا نستطيع مغادرة القطاع، ماذا نفعل، هل ننتظر الموت!".

نزحت سهام من منزلها في الشمال، وهي منهكة متعبة متثاقلة الخطى، وابنتها وابنها الصغير. أخبر الأطباء سهام بأن مراحل الرسطان تتفاقم لديها وأن لا علاج لديهم، وهي وهم يعلمون أنه لا يمكنها السفر في الوقت الحالي. وأن الذين خرجوا من مرضى السرطان خلال الأشهر الأولى من الحرب واستقبلتهم الأردن ومصر وغيرها من الدول، ربما يكونوا قد نجوا من الموت بالسرطان أو الموت قصفًا.

كان اسم سهام ق ظهر في قوائم المغادرين أول الحرب، ولكن الاحتلال رفض إجلاءها وخروجها من المعبر لسبب لا تعلمه فعلقت دون غذاء أو دواء حتى الآن. وبقيت هي متنقلة بين المدارس والمستشفيات تخالط الآلاف رغم ضعف جهازها المناعي وتعرضها للخطر يوميًا. سهام وغيرها ممن النساء المصابات بمرض السرطان ينتظرن مصيرهن في غزة!