منى الأميطل
إعلام رقمي
السبت 11 يناير
لطالما كان القرآن الكريم صديقي الأول... في عمر الثانية عشر بدأت رحلتي مع الحفظ، لأخطو نحو الحلم الطفولي الكبير الذي كان دومًا حلما جميلًا بالنسبة لي، أرى حافظي كتاب الله فأغبطهم، حتى حققت الهدف الحياتي الأول في عمر الرابعة عشر.
"أقول لكل من يود أن يخوض خطوة حفظ القرآن الكريم، لا تتأخر، افعلها، شعور فرحة حفظه لا تشبه أي فرحة في الدنيا، أالله أن يرزقكم هذا الشعور"
أنا دينا عوني عبد الحفيظ من مدينة نابلس، حافظة لكتاب الله، ومشتركة في مسابقات عدة للقرآن الكريم أبرزها مسابقة التربية والتعليم لتسميع 15 جزءًا من القرآن الكريم، وكانت هذه فرصة ذهبية لتثبيت الحفظ بإتقان، وحصلت على المرتبة الثالثة في المسابقة بفضل الله.
لم أمل أبدًا من تكرار الحفظ، أكون في قمة الاستمتاع وأنا بين يدي كتاب الله، بعد إتمامي مرحلة الحفظ بدأت بمرحلة التثبيت على الفور فبلغت مدتها حوالي 8 أشهر، أتمتته بنجاح وسعدت بنجاحي الكبير. إن فعلت ما أريد بحب ورضا تكون النتائح باهرة، كما تمامًا حفظي للقرآن الكريم، بعد حفظي بفترة وتثبيتي له، تقدمت لامتحان الإجازة بالقرآن الكريم كاملًا وحصلت على معدل 97%.
أقضي وقتي مع القرآن الكريم، بدون طلب من أحد... أغوص بمعاني الآيات، أتدبرها جيدًا، حتى خلال فترة امتحاناتي المدرسية أخصص وقتًا لمراجعة القرآن، ووضعت خطة معينة أسير عليها، وهي مراجعة جزء بعد كل صلاة وبذلك أكون راجعت يوميًا خمس أجزاء. كل خطوة ناجحة أخطوها تكون عائلتي خلفي فيها وتحديدًا والدتي التي لم تتوان عن تقديم الدعم لي وتشجيعي على النيل من بحور العلوم القرآنية، وشجعتني على حفظ كتاب الله.
حقيقة أنا أحب الهدوء لذلك توفر لي عائلتي كل ما يلزم لذلك أثناء مراجعتي اليومية لكتاب الله، فأقضى ساعات طوال داخل غرفتي ولا أمل من الساعات التي أقضيها رفقة القرآن.
دومًا يسألونني عن الآلية التي أتبعتها في حفظي، فأجيب إنني في آخر مراحل الحفظ أحفظ 3 صفحات، بمجمل 9 صفحات أسبوعية، وكل جزء حفظه وتثبيته أخذ من الوقت شهر واحد فقط. ومن الأساليب الناجعة التي استخدمها في حفظي، أسلوب الاستماع المتكرر للقرآن، فأشغل الهاتف يوميًا على صوت الشيخ الحصري حتى أنام.
أما عن أسهل السور التي حفظتها بسهولة هي سورة التوبة وتليها يس، وأحب السور لقلبي سورة ص، ومحمد. كنت أحتاج خلال عملية حفظي أحيانًا لشرح بعض الآيات، فتتولى أمي المهمة وتبدأ بشرح التفاسير وربط بعض الآيات بالواقع، وتذكرني بتجديد نية الحفظ، لأنني أحيانًا تخفت طاقتي وأشعر أن لا قدرة لدي للمواصلة، لكن أمي كانت تخبرني أن هذا طبيعي وأنني سأعود شعلة من نشاط كما اعتادت مني، وبالفعل لا تطول كبوتي كثيرًا.
وحينما أتممت حفظ كتاب الله، كافأت نفسي بممارسة شغفي في الرسم الذي يشهد لي أنني مبدعة فيه، والحمدلله على هذه النعمة... نهاية أقول لكل من يود أن يخوض خطوة حفظ القرآن الكريم، لا تتأخر افعلها، شعور فرحة حفظه لا تشبه أي فرحة في الدنيا، أسأل الله أن يرزقكم هذا الشعور.