في يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف 5 نيسان/أبريل، يعيش الأطفال الفلسطينيون كارثة تاريخية لم تسجل في التاريخ مثلها من قبل، يُقتلون ويُنكل بهم، ويصابون إصابات تمنعهم من إكمال حياتهم بشكل طبيعي، تمارس ضدهم سادية جيش لا يأبه للمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الأطفال، يمنعون من التعليم والمأكل والمشرب، ففي غزة تظهر ازدواجية المعايير الدولية مع أطفال غزة، ويلملم الغزي أشلاء طفله الذي كان يحلم بحياة عادية فحسب.
هنا نستعرض أبرز الانتهاكات التي مارستها "إسرائيل" بحق بحسب احصائية محلية جديدة، يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا، يعيشون أبشع صنوف العذاب، وفي العام 2024 ازدادت وتيرة اعتقال الأطفال إذ وصل عدد الأطفال المعتقلون آنذاك أكثر من ألف طفل، إذ تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب، وهذا يعد اختراقًا واضحًا لقانون حماية الطفل وكل القوانين التي تكفل حقوق الأطفال.، على مدار عام ونصف من حرب الإبادة الجماعية.
39 ألف طفل يتيم
منذ السابع من أكتوبر 2023، مارست "إسرائيل" حربها ضد الأطفال العزل، ونتج عن ذلك فقدان 39 ألف من الأطفال أحد الوالدين أو كلاهما، وقد طالت الأطفال يد القصف فاستشهد ما يزيد عن 17.945 طفلًا، منهم 274 رضيعاً ولدوا خلال الحرب الإسرائيلية، و876 طفلًا لم يكملوا عامهم الأول، إضافة لنحو 17 طفلًا ماتوا جراء الظروف المأساوية والبرد الشديد في خيام النازحين.
و52 طفلًا رحلوا بعد التجويع وسوء التغذية. وبحسب تقارير محلية، فقد بلغت نسبة الأطفال والنساء الجرحي حوالي 69%، كما بلغت نسبة المفقودين منهم 70%. ولم يقتصر الأمر على قطاع غزة فقط، بل امتد للضفة الغربية ليستشهد 188 طفلًا، ويصاب أكثر من 660 جريحًا طفلًا.
بلغت نسبة الأطفال والنساء الجرحي حوالي 69%، كما بلغت نسبة المفقودين منهم 70%. ولم يقتصر الأمر على قطاع غزة فقط، بل امتد للضفة الغربية ليستشهد 188 طفلًا، ويصاب أكثر من 660 جريحًا طفلًا
ووفقًا لتقرير أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أوضاع الأطفال في قطاع غزة مأساوي، إذ يصاب 15 طفلًا يوميًا بإعاقات مستديمة نتيجة لاستخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا، ووصل أعداد الجرحى من الأطفال الذي فقدوا جزءًا منهم أو بصرهم أو سمعهم نحو 7,065 طفلاً، منهم 4.700 منهم بتر بالأطراف، وفي ظل انهيار الأنظمة الصحية لا علاج ولا بيئة صحية تعتني بهؤلاء الأطفال.
وفي ظل الانهيار في كافة نواحي الحياة في غزة؛ وبعد فقدان البيت والشارع والحارة، يعاني الطفل الغزي من اضطرابات نفسية، كالعزلة والتوتر والخوف، ونوبات الهلع، إضافة إلى أنه أوكل له مهام أكبر من عمره كالاصطفاف في طوابير الخبز والمياه، وأضحى جل تفكيره في كيفية تأمين الاحتياجات الحياتية الأساسية، وكثيرون من الأطفال اندرجوا على قوائم عمالة الأطفال لإعالة أنفسهم وعوائلهم بعد فقدان المعيل.
إحصائيات في يوم الطفل الفلسطيني
بحسب إحصائية محلية جديدة، يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا، يعيشون أبشع صنوف العذاب، وفي العام 2024 ازدادت وتيرة اعتقال الأطفال إذ وصل عدد الأطفال المعتقلين آنذاك أكثر من ألف طفل، تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب، وهذا يعد اختراقًا واضحًا لقانون حماية الطفل وكل القوانين التي تكفل حقوق الأطفال.
أما في ما يتعلق بالطلبة الأطفال، فقد أوضح تقرير محلي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرم نحو 700 ألف طالب من حقهم في التعليم لعامين متواصلين، إضافة لحرمان 39 ألف طالب ثانوية عامة من تقديم امتحانات الثانوية، كما قتلت "إسرائيل" أكثر من 12,441 طالبًا و519 معلمًا، وبلغ عدد الجرحى ما يزيد عن 19,819 طالبًا و2,703 معلمًا.
وأثرت الهجمة الممنهجة على غزة على قطاع التعليم بشكل كبير جدًا، وعلى الرغم من اعتماد وزارة التربية والتعليم لنظام التعلم الإلكتروني، وافتتاح بعض الصفوف الوجاهية، لكنها لم ترق إلى المطلوب، على الرغم من بيانات التعليم التي أكدت انضمام 298 ألف طالب للمدارس الافتراضية، لكن كثير من العائلات لم تستطع توفير إنترنت ولا أجهزة إلكترونية لأطفالهم للمتابعة، فلم تكن الاستفادة بالشكل المرجو.
أما في الضفة الغربية التي تشهد أوضاعًا غير مستقرة إثر العمليات العسكرية المتواصلة، قالت وزراة التربية والتعليم: "هناك 2,274 انتهاكًا من قبل المستوطنين بحق المدارس والطلاب والمعلمين، إذ تعرضوا للاعتداء بشكل مباشر بعد مهاجمتهم بالسلاح واحتجازهم داخل المدارس والتنكيل بهم".
وبحسب التقارير الواردة، فقد بلغ عدد الطلاب الشهداء 90 طالبًا والمئات من الإصابات، أما قائمة الاعتقالات في صفوف الطلاب فوصلت ل 301 طالبًا، و163 شخصًا من الكوادر التعليمية.
"بلغ عدد الطلاب الشهداء 90 طالبًا والمئات من الإصابات، أما قائمة الاعتقالات في صفوف الطلاب فوصلت ل 301 طالبًا، و163 شخصًا من الكوادر التعليمية"
كما حُرم أكثر من 806,000 طالب من حرية الوصول لمناطق تعلمهم، ومنذ العملية العسكرية التي طالت المناطق الشمالية في الضفة الغربية والتي بدأت في 21 يناير 2025، شُلت حركة القطاع التعليمي هناك لتنقطع 100 مدرسة عن التعلم. لذلك، يواجه الأطفال الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس أيضًا، معيقات في التعلم، إثر الهجوم العسكري الدائم على مناطق سكانهم ومدارسهم، وبطش المستوطنين، إضافة للقيود على حرية الحركة بين مختلف المناطق.
وإلى جانب المعاناة المركبة التي يعانيها الأطفال، يعيشون واقعًا صعبًا إثر المجاعة التي تعرضوا لها خلال 2024، والآن تتجدد المجاعة مرة أخرى، ليدخل الأطفال مجددًا في دائرة سوء التغذية التي لم يشفوا منها وأضعفت مناعتهم.
يقول تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للفترة من تشرين الثاني 2024 إلى نيسان 2025: "في الفترة المقبلة سيعاني حوالي 1.95 مليون شخص غزي من نسب مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومن المرجح أن يتم تسجيل ما يقارب 60,000 حالة سوء تغذية حادة بين الأطفال ما بين 6_59 شهرًا".