بنفسج

طفلي يحرجني في المطعم .. دليلك لتعليم طفلك آداب المائدة

الثلاثاء 27 سبتمبر

مادة مترجمة بتصرف لموقع بنفسج
مادة مترجمة بتصرف لموقع بنفسج

استيقظت صباحاً، حضرت نفسي وأطفالي وانطلقت للعمل، لم أخطط لوجبة الغداء ذلك اليوم، فقررت على حين غرة أن آخذ صغاري الثلاثة لنأكل في مطعم قريب؛ في طريق عودتنا إلى المنزل. اصطحبتهم من المدرسة والحضانة وتوجهنا أربعتنا إلى المطعم، وقد كان أسوأ قرار اتخذته ذلك الشهر.

علي يصرخ جائعاً “بدي بطاطااا هلاااا”، وآدم يصول ويجول رافضاً الجلوس على الطاولة، ولين الصغيرة لا تتوقف عن البكاء ولا أدري ما السبب. وعندما جاء الطعام حلّت الكارثة بالمكان، أحاول أن أطعمهم وأهدئ من روع الصغيرة فلا أنجح، أمضيت وقتي أمسح بقع الكاتشب، وألمّ فتات الخبز الذي انتثر حولنا كألوان ضائعة في لوحة رسام تشكيليّ.

لم آكل جيداً، وتملّكني الغضب، كل ما فكرت فيه هو اللحظة التي سأدخل فيها إلى منزلي، وأتوارى عن الأنظار التي تحدق بي كأمّ سيئة لم تعلّم أطفالها آداب المائدة. اتصلت بصديقتي المقربة لأخبرها أنني فشلت فشلاً ذريعا. فسألتني مستنكرة: كيف تتوقعين من طفل عمره 4 سنوات أن يأكل بآداب تعلمتِها خلال عمرك كلّه؟ يمكنك أن تبدئي بتعليم طفلك بعض المفاهيم البسيطة تدريجياً، بمجرد أن يبدأ بالجلوس على مقعد مرتفع.

| ماذا أعلمه؟

بكل تأكيد فإنك لن تطلبي من طفلك كل ما تطلبيه من أخيه الذي أصبح في الإعدادية،  عليك مساعدته لخلق روتين لأهم العادات الصحية كغسل اليدين قبل الطعام والتسمية، ومن المهم أن يتعود أن يطلب ما يريد بلطف وأن يشكر من يقدم له أي خدمة. 
 
تذكري أن وقت المائدة هو ليس وقتا لإلقاء  المحاضرات، أو الصراخ، تحدثي معه قبل وقت الطعام، وشجعيه على كل تصرف جيد يقوم به.

بالطبع، أنتِ لن تبدأي فورا بتعليم طفلك أي شوكة يمكن أن يستخدم لتناول الحلوى، أو كيفية غمس ملعقة الحساء برفق. ولكن يمكنك تعليمه أن تناول الطعام هو تجربة ممتعة للعائلة، وأن تساعديه مثلا في غسل يديه قبل قدومه إلى طاولة الطعام، وأن لا يرمي الطعام أو يستولي عليه من صحون الآخرين، وعدم البصق أو الصراخ أو الجري حول الطاولة بينما يأكل الآخرون. وبمجرد أن يتحدث طفلك، يمكنك تعليمه أن يقول "من فضلك" و"شكرا لك".

تحدثي بلطف على الطاولة مع طفلك؛ لا تلقي المحاضرات أو تخوضي في جدالات بأصوات مرتفعة. قولي "من فضلك" و"شكرا" عندما تطلبين شيئًا ما لتمريره على الطاولة أثناء وجود طفلك. ولا تستعملي الجهاز اللوحي أو تقرأي كتابا أو تشاهدي التلفاز أثناء تناول الطعام كذلك.

السلوك الروتيني المنتظم سيساعدك في جعل التصرف الجيد عادة لطفلك في السنوات القادمة. لذلك، بمجرد أن يتعلم طفلك أن يقول "من فضلك"، يجب عليه أن يقول ذلك قبل أن تقدمي له المساعدة الثانية. شجعي طفلك عندما يقوم بسلوك جيد على الطاولة - عندما يجلس بهدوء، يستخدم ملعقته، ويقول "شكرا". ولكن لا تبالغي في المديح، لأنك لا تريدينه أن يعتقد أنه محور الاهتمام كلما جلستم لتناول وجبة طعام على المائدة.

| إساءة التصرف

يقوم بعض الأطفال بإساءة التصرف أحيانا للفت الانتباه، أو الضغط على الأم ليحصل على أمر يريده، وحيال هذا الأمر تختلف ردة الأمهات، فبعضهن ترى " التجاهل"، وبعضهن ترى ضرورة إيجاد حلول عملية "لتثبيط" هذا التّصرف.
أما الصنف الثالث، فيرين في " التذكير" حل لهذه التصرفات، كوضع الملعقة في يد الطفل عندما يمسك الطعام بيده.  
 
إنك إذا جعلت وقت الطعام ممتعًا لطفلك، من خلال التحدث معه بإيجابية وتفاؤل، فمن المرجح أن يرغب في البقاء على المائدة لمشاركة هذه المشاعر الإيجابية معك. وسيتشجع لأن لا يقوم بأشياء تسبب له العقوبة.

لديك عدة خيارات، يجد بعض الآباء أنه من الأفضل تجاهل سوء السلوك: كالبصق، والصراخ، والتصرف الفوضوي. عندما ينجح هذا التكتيك، يكون السبب لأن الطفل يتوقف عن فعل أي شيء لا يجد له ردة فعل، أو يجذب الانتباه إليه. يجد الآباء الآخرون أنه من الأفضل إيجاد طرق لتثبيط سلوك أطفالهم الإشكالي. على سبيل المثال، اكتشفت إحدى الأمهات أنه إذا قامت بمسح وجه طفلها في كل مرة يبصق فيها طعامه، فإنه بذلك يتوقف عن البصق.

في بعض الأحيان، يكون مجرد التذكير مفيدا في التعامل مع الأطفال، مثل: وضع الملعقة في يد طفلك عندما يمسك الطعام بواسطة يديه. ويقوم بعض الآباء ببساطة، بطرد أطفالهم عن المائدة عندما يفعلون أشياء غير مقبولة، موضحين أن سلوكهم ليس مقبولاًإنك إذا جعلت وقت الطعام ممتعًا لطفلك، من خلال التحدث معه بإيجابية وتفاؤل، فمن المرجح أن يرغب في البقاء على المائدة لمشاركة هذه المشاعر الإيجابية معك. وسيتشجع لأن لا يقوم بأشياء تسبب له العقوبة.

| آداب عامة: للبيت والمطعم 

من طبيعة طفلك أن يكون نشيطاً، وأنه لا يستطيع الجلوس طويلاً؛ لذلك فعند الذهاب إلى المطعم  قد تكون أفضل فكرة هي السماح له بمغادرة الطاولة عندما ينتهي من تناول الطعام، وأن يلعب بهدوء في مكان قريب حيث يمكنك أن تراقبيه.
 
تأكدي من أن طفلك مرتاح بشكل جيد عند وصولك للمطعم، وأنه جائع (ولكن ليس إلى نقطة الجوع الشديد)، ولتجنب أي احراج اختاري مطعم غير مزدحم.

تأكدي من أن طفلك يتعلم أن يكون مهذباً وفق الأعراف المتداولة في العائلة أو في بيئته المحيطة فهو أمر يختلف من عائلة لأخرى، ومن منطقة لأخرى. ولكن هناك بعض الأساسيات في السلوك لا يمكن تجاهلها، وستبقى أثناء نمو طفلك، فهو يحتاج أن تعلميه الأساسيات كأن يقول "من فضلك" و"شكرا"، وأن يمضغ وفمه مغلق، وأن يكون لطيفاً. ولكن اعلمي أن جعله لا يقذف الفاصولياء الخضراء على الأرض، وهو في سن صغيرة، يعد إنجازاً بحد ذاته.

قد تحتاجين أيضا، إلى أن يتعلم طفلك التوقف عن الأكل عندما يشعر بالشبع، وليس عندما يختفي كل شيء من أمامه. لذا قومي بتقديم كميات صغيرة، وقومي بإعادة ملئها عند الضرورة، واحترمي قراره بالتوقف عن تناول الطعام.  في عمر الطفل الدارج، من غير المرجح أن يجلس على كرسيه المرتفع أو مقعده المقوى حتى ينتهي الجميع من تناول الطعام. من طبيعة طفلك أن يكون نشيطاً، وأنه لا يستطيع الجلوس طويلاً كل هذا الوقت.

قد تكون أفضل فكرة هي السماح له بمغادرة الطاولة عندما ينتهي من تناول الطعام، وأن يلعب بهدوء في مكان قريب حيث يمكنك أن تراقبيه. لا يمكنك أن تتوقعي أن يجلس طفلك الدارج لتناول وجبة طويلة، لذلك اختاري مطعمًا غير مزدحم جدًا أو بطيء في تقديم الطعام. ومن المحبذ أن تتصلي بالمطعم وتطلبي في وقت مسبق. 

تأكدي من أن طفلك مرتاح بشكل جيد عند وصولك، وأنه جائع (ولكن ليس إلى نقطة الجوع الشديد). وبإمكانك إحضار لعبة أو قصة يحبها، بحيث يقضي وقتا ممتعا حتى حضور الطعام. ويمكنك اصطحابه إلى مطعم عائلي يحتوي منطقة للألعاب.

إذا شعرت أن طفلك لا يلتزم بآداب المائدة بشكل محرج؛ كأن يصيح، أو يرمي أدوات الطعام، أو يبصق، خذيه وغادروا بهدوء. إياك أن توبخي طفلك في الأماكن العامة بأي حال من الأحوال، ولكن أخبريه عندما تغادرون المطعم أن سلوكه غير مقبول. ثم حاولي ألا تدعي خيبة أملك في عشاء "تم تدميره" يتجاوز فهمك وتفهمك لمرحلة نموه، وصغر سنّه.