كنا أجرينا هذا الاختبار البسيط في الجزء الأول وقدمنا للذين صنفوا من ضمن البيئة الاستوائية أفكارا لديكورات وألوان تناسب شخصيتهم والآن من جديد نقدم لكم الاختبار، ولكن هذه المرة سنتعرف على ديكورات مبهجة وجديدة لمن أجاب على الاختبار وكانت معظم إجاباته [A]. وبالتالي صنف من محبي الصحراء.
| الصحراء : اذا كانت معظم اجاباتك A
فأنت شخص محب للهدوء، البيئة الصحراوية تمثل مكانًا دافئًا وهادئًا بأجواء ليلية سحرية، أعلم أن أغلبنا ينظر للصحراء كمكان مقفر قليل الحياة، ولكن، لماذا لا نحاول أن نجد الجمال فيه، ونحلل جميع عناصر البيئة الصحراوية ونستعرض بعض الثقافات التي نمت في تلك البيئة، ستتفاجئين بوجود مزيج غني جدًا من التراث الإنساني.
| الألوان
لتخفيف حرارة الألوان وكسرها، يمكن نضيف لون الرمادي البارد GRAY STONE أو تدرجات الأخضر المأخوذة من الصبار. سنلاحظ تدرجات ألوان الرمال والتراب. وللعلم، جميعها ألوان رائجة جدًا في هذه الفترة، ستجدين تدرجات لونية مثل التيراكوتا والبرونز وألوان الطين وألوان جلد البشر من الفاتح للحنطي للأسمر، وجميعها تعتبر ألوانًا حارة. لكسر حرارة الألوان الترابية، نحتاج ألوانًا باردة؛ مثل لون الحجر الرمادي، أو تدرجات الأخضر غير مشبعة المأخوذة من نبات الصبار.
| تطبيق على الألوان
نلاحظ في الصور، إنه على الرغم من وجود الكثير من تدرجات اللون البني إلا أن الإيحاء العام رائج وجديد وحيوي. اللون البني كان مشهورًا في فترتين في القرن الماضي؛ التسعينات والسبعينات. التسعينات كانت تدرجات البني فيها قديمة وثقيلة وغير حيوية بالمرة، على عكس السبعينات التي عادت للرواج في وقتنا الحالي.
اللون البني مكون من مزج ثلاثة ألوان: الأحمر والأصفر والأخضر، واختلاف النسب بينها يعطينا تدرجات لا متناهية لهذا اللون، وبالتالي؛ قد يكون من أكثر الألوان تنوعًا إذا استعمل بدقة وحكمة.
| الضوء والمرايا
أكثر ما يميز الصحراء هو الشمس الساطعة على مدار اليوم والسنة. ولمحاكاة ذلك وتعزيز دخول الضوء للمنزل، وهو أمر صحي جدًا ويعود بأثر إيجابي جدًا على النفسية، نستطيع استعمال المرايا. في الصور أدناه مرايا مستوحاة من حضارات كثيرة نشأت في بيئة الصحراء، منها شرقية من الطراز المغربي، ومنها غربية من الطراز المكسيكي، وحضارات المايا والأنكا (المرايا على شكل شمس).
| النباتات
من البديهي أن الصبار هو النبتة الصحراوية الأبرز في السنوات الأخيرة، إذ أصبح الصبار يلقى رواجًا كبيرًا في النباتات المنزلية؛ لسهولة الاعتناء به، ولتنوع أشكاله، سواء كان على شكل زهرة وهو ما يسمى SUCCULENTS أو على شكل نبات الألوفيرا ذي المزايا الطبية المتنوعة أو صبارات مكسيكية، وهي أكثر الأنواع رواجًا في سنة 2019، وأصبحت تستعمل بأحجام كبيرة في الديكور المنزلي، وأغلبها صناعي وليس طبيعيًا. وأخيرًا، من النباتات الصحراوية الأخرى، النخيل العربي الذي يُزرع في الخارج لحجمة الكبير وحاجته للضوء والشمس.
| النقوش النباتية
سوف نستوحي النقوش في هذه السلسلة من أمرين أساسيين: النباتات والحيوانات، ومن التراث الثقافي للبيئات التي نمت في الصحراء، بالنسبة للنقوش النباتية؛ فهي المستوحاة من أشكال الصبار. لا بد أنك رأيت الكثير منها في الأسواق، سواء على قطع ديكور أو إكسسوارات وسلاسل وأقراط أو رسومات على الملابس. نعم، هذه النبتة احتلت السواق في العامين الأخيرين.
| عناصر الزينة
والآن سنبدأ بالجزء الممتع من المقال، ونسافر عبر العالم بثقافات مختلفة لنستوحي الجميل منها لقطع ديكورية مميزة. سنبدأ بالمغرب العربي وتونس، وهي من أكثر البلدان في العالم التي اشتهرت بمختلف الحرف اليدوية والفنية، فإذا سافرت إلى المغرب، فسوف تصيبك الحيرة الشديدة بسبب كثرة المنتجات اليدوية الجميلة.
مثلا، الصواني النحاسية المغربية والمغطاة بمعدن رمادي والمدقوقة يدوية، عندما تُحفر يبرز اللون النحاسي من تحت المعدن الرمادي الفاتح. لاحظنا انتشارًا عالميًا لاستعمال هذه القطع كإكسسوارات للجدران. نلاحظ في الصورة استعمالًا غير تقليدي لها، حيث إن خلفية السرير مكونة من جدار مغطى بمادة الزليج المغربي، ومن أمامها استعمال للصواني النحاسية. (من تصميم أمير شارني)
| عناصر الزينة
إن التراث المغربي والأمازيغي تراث غني جدًا، ولن تكفينا عشرة مقالات لاستعراض ثقافتهم. نلاحظ في الصور استعمال الأبواب والأقواس الخشبية المغربية، كديكورات فخمة جدًا منحوتة يدويًا كبديل لإطارات الصور العادية. كما قلت في بداية المقال، الصحراء هي سحر الأجواء الليلية، وليس هناك أكثر سحرًا من استعمال هذه الفوانيس المغربية النحاسية، سواء داخل البيت أو في سهرة صيفية على الشرفة أو في الحديقة.
| عناصر الزينة
الباف ال OTTOMAN المغربية، المصنوعة من جلد البقر والخروف والمحشوة بالصوف. لاحظنا رواجها الشديد في السنوات الأخيرة وجمال استعمالها باللون العسلي. في الجزء الثاني من الصورة، بعض الصحون التونسية والمغربية المصنوعة من السيراميك بنقشات مميزة أو حتى استعمال الزليج المغربية كتغطية للجدران أو بعض الأجزاء منها.
| الأهداب: TASSELS
نلاحظ وجودها في ثقافة البدو، حيث كانت تتعلق على الجمال أو حتى في قطع الزينة للنساء في البيئة الصحراوية حول خمارهن، والهدف منها لم يكن الزينة، بل كان الحماية من العين الشريرة. عادت الآن هذه القطع للرواج، لا بد أنك اشتريت على الأقل قطعة إكسسوار واحد، سواء قرطًا أو سلسلة تحتوي بعضًا من الأهداب. ونستطيع استعمالها في الديكور أيضًا.
| النقوش والأقمشة
سنكمل ما بدأناه في بداية المقال عن النقوش والأقمشة التي من الممكن استيحاءها من الثقافات المختلفة الصحراوية، وسنسافر معكم إلى بلد ثاني بعد المغرب، وهو في الجنوب الغربي الأمريكي، وبالتحديد ولاية أريزونا ونيو ماكسيكو. وسنركز على تراث سكان أمريكا الأصليين Native Americans والذين اشتهروا بنوع من الأقمشة المنقوشة باسم Navajoهذه النقوش الهندسية لم تستعمل فقط على الأقمشة، بل أصبح الناس يصنعون تحف من الخشب على شكلها سواء بدهانها وتلوينها أو تشكيلات مستطيلات لعمل تربيزات وإطارات.
| الأقمشة: بوشرويط
بالعودة للمغرب العربي سوف نناقش عددًا من الأقمشة المغربية المشهورة جدًا، أولا: قماش boucherouite (بوشرويط) ومعاناها الشرائط بسبب استعمال بقايا الأقمشة المستعملة، وتتميز بالملمس النافر وتستعمل عادة كسجاد على الأرض.
| الأقمشة: الكليم
القماش الأشهر على الإطلاق في العالم. لو ذهبت للتبضع في أسواق القماش والسجاد العالمي أو تصفحت بعض من المواقع الغربية لبيع الإكسسوارات المنزلية والسجاد، فعلى الأرجح أنك سوف ترين سجاد كليم أو KLIM وهو موجود في ثقافة تونس والمغرب ويمتاز بأشكال هندسية مميزة جدًا.
| الأقمشة: مرجوم
النوع الثالث والأخير هو المرجوم (بالجيم المصرية) margoum وهو قماش تونسي يتميز حسب ملاحظتي بوجود وحدة على شكل معين في المنتصف.
| الأقمشة: السدو
النوع الأخير من الأقمشة التراثية التي تخص البيئة الصحراوية هو قماش السدو. لم أستطع أن أحدد المنشأ بالضبط، ولكنه قماش يستعمل في الخيام البدوية التقليدية في السعودية وبلاد الخليج وصحراء الأردن. نلاحظ في الصور كيف استعملت الملكة، رانيا هذا القماش داخل CAPE أبيض كإشارة على اعتزازها بتراث الأردن البدوي. والصورة إلى جانبها عرض لقماش السدو في متحف قطر.