بنفسج

إدمان الشاشات: خطوات عملية لحماية طفلك

الأربعاء 05 ابريل

تقرير مترجم لموقع بنفسج
تقرير مترجم لموقع بنفسج

واحدة من أهم التحديات التي تواجهنا كآباء وأمهات؛ هي تقليل المدة الزمنية التي يقضيها أطفالنا خلف الشاشات الإلكترونية. وإن كان طفلك وقع في هذا الفخ عليك اتباع خطوات لــ علاج إدمان الشاشات للأطفال. 

في الواقع؛ كلنا قد سمعنا قصصًا أو كانت لدينا تجارب حقيقية مع نوبات الغضب التي تصيب الأطفال حين يحاول آباؤهم سحب أجهزة "الآيباد"، وسمعنا أيضًا عن المراهقين الذين تقتصر حياتهم على تلك الأصوات الصادرة من أجهزتهم الذكية. وكخطوط عريضة في هذه المقالة: " الوالدية في عصر التكنولوجيا" فإن رعايتنا لأطفالنا تكون أحيانًا في غاية السوء!

صحيح أن التكنولوجيا قد سهلت علينا أداء الكثير من المهام اليومية، فنحن في الحقيقة نحتاج أن نقضي بعض الوقت خلف الشاشات؛ إما لإتمام وظيفة ما، أو إرسال إيميل خاص بالعمل، أو إنجاز مهمة بنكية أو دفع فواتير، الأمر الذي يجعل مهمتنا في توجيه أطفالنا ليقللوا من أوقاتهم خلف الشاشات أصعب بكثير، خصوصًا أن قليل منّا قادرون على مقاومة الراحة التي وفرتها لنا هذه التكنولوجيا.

 إدمان الشاشات: جدار أصم

 علاج إدمان الشاشات للأطفال
الوقت الأهم والأخطر لتطور الدماغ عند الإنسان هو في السنوات الثلاث الأولى، ولهذا، فإن الأطفال وصغار السن في هذا العمر بحاجة إلى التفاعل مع آبائهم وأمهاتهم، وأن تشتبك عيونهم بعيون آبائهم وليس بالشاشات! لقد أصبحنا نتأكد وبشكل كبير كأخصاء في مختلف دول العالم، كيف تؤثر الشاشات على التطور السريع للدماغ عند الأطفال وصغار السن.
 
ولهذا يجب علينا أن نضع حدودًا واضحة لأطفالنا حتى لا يقضوا الكثير من الساعات وراء الشاشات. وهي مهمة ليست سهلة كالحديث عنها لأنها مهمة شاقة جدًا على الأطفال أن يتركوا أجهزتهم، وقد نعتقد أن هذا الأمر قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.

تؤكد الدراسات أن هذه الشاشات تؤدي إلى الإدمان، كما وتشير إلى أهمية أن يقضي الأطفال وقتا كافيًا في اللعب وممارسة الأنشطة المختلفة خارج المنزل. يؤكد الأخصائي النفسي د.أرس سيجمان أن الوقت الأهم والأخطر لتطور الدماغ عند الإنسان هو في السنوات الثلاث الأولى، حتى أن علاج إدمان الشاشات للأطفال يحتاج لوقت وجهد لذلك يجب الحرص على إبعادهم عن الشاشات الإلكترونية.

 ولهذا، فإن الأطفال وصغار السن في هذا العمر بحاجة إلى التفاعل مع آبائهم وأمهاتهم، وأن تشتبك عيونهم بعيون آبائهم وليس بالشاشات! لقد أصبحنا نتأكد وبشكل كبير كأخصاء في مختلف دول العالم، كيف تؤثر الشاشات على التطور السريع للدماغ عند الأطفال وصغار السن. دعم بحث سيجمان ببعض الأبحاث الأخرى التي تقول إن مشاهدة التلفاز تعادل التحديق في جدار فارغ أصم لعدة ساعات.


اقرأ أيضًا: حاضرون ولكن... دع الذكي المُدمر جانبا !


ولهذا يجب علينا أن نضع حدودًا واضحة لأطفالنا حتى لا يقضوا الكثير من الساعات وراء الشاشات. وهي مهمة ليست سهلة كالحديث عنها لأنها مهمة شاقة جدًا على الأطفال أن يتركوا أجهزتهم، وقد نعتقد أن هذا الأمر قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، فمن وجهة نظرهم فإن لعبهم في لعبتهم التي يحبونها، أو مشاهدتهم لبرنامجهم المفضل حلقة بعد حلقة، هي تجربتهم التي يخضونها بحب وسعادة.

 وهذا يقودنا للتساؤل: كيف يمكننا أن نضع حدودًا واضحة للأوقات التي يقضيها أطفالنا وراء الشاشات؟ وبمعنى أكثر وضوحًا كيف يمكن للأطفال أن يستمتعوا ويستفيدوا من المعلومات وطرق التواصل التي تقدمها الشاشات، دون البدء في المساومة عندما يعرفون أن عليهم إغلاق أجهزتهم والذهب بعيدًا؟

علاج إدمان الشاشات للأطفال

علاج إدمان الشاشات للأطفال

| الوقت المحدد: اجعل وقت الشاشات في حده الأدنى للأطفال أقل من ثلاث سنوات، أما الأطفال في عمر السنة أو السنتين أو أقل من ذلك، فلا ينصح بجلوسهم خلف الشاشات مطلقًا كما توصي بذلك الأكاديمية الأمريكية للخدّج.

| الخلو من الشاشات: جعل كل غرف النوم خالية من الشاشات. كما لا تجعل أي من الشاشات مفتوحة وقت الطعام، سواء كانت تلفاز أو أجهزة محمول أو آيباد.

إنه سؤال مهم يجب أن نجيب عليه، ويجب أن نفكر في حلول تنمي لديهم الحوافز الذاتية؛ لأنه من المستحيل أن نستطيع مراقبة أطفالنا 24 ساعة، أو أن نعرف متى يستخدم أطفالنا الأجهزة لأداء وظائفهم المدرسية أو للاستماع إلى الموسيقى وإرسال الرسائل والدردشات إلى أصدقائهم؟ 

 نحن نستطيع أن نولّد سلوكًا سليمًا وسويًا عند أطفالنا باتجاه هذه التكنولوجيا، ليكونوا قادرين على ضبط سلوكهم وعاداتهم التكنولوجية والوقت الذي يقضونه على هذه الشاشات دون أن يحتاجوا إلى أن نراقبهم بشكل دائم. هنا، تجدون التوصيات الأكثر أهمية للوصول إلى هذه المرحلة:

| قابلية وتعود: ليكن واضحًا في ذهنك أن استخدام الشاشات هو أمر اختياري، وأن التعود على قضاء أوقات طويلة يبدأ بالقابلية لهذا ومن ثم التعود عليه. طبعًا، باستثناء الأوقات التي نقضيها خلف شاشات العمل.


اقرأ أيضًا: كي لا نخسر أطفالنا: لماذا يجب أن نوحد أساليب التربية؟


| خلق رقابة: اجعل الخيارات محدودة أمام الأطفال، هذه طريقة فعالة لتقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال خلف الشاشات، كما أنها تساعدهم في خلق رقابة ذاتية للاستخدام المعتدل للشاشات، مثلًا قل لطفلك: هل تحب أن تلعب بالآيباد الآن لمدة نصف ساعة أم بعد أن تنتهي من الواجب المدرسي؟ أو اختر بعض الأنشطة التشاركية بينك وبين طفلك إن كان لديك الوقت لذلك، فتقول: هل تشاهد برنامج المفضل الآن أم تفضل أن نتفقد الصور القديمة ونُعد ألبومًا لصور العام الماضي أو نصنع طعامنا معًا؟

| وضوح: المهم أيضًا أن نكون واضحين وصارمين في حديثنا مع أطفالنا، وأن تكون معالم وجهنا ومشاعرنا واضحة، مثلًا من الممكن أن تضع قاعدة منزلية تقول: القانون في هذا المنزل أن الأطفال يقضون 30 دقيقة من يومهم فقط على الشاشات، يمكنك الاختيار بين التلفاز أو الآيباد. من الممكن أن تستخدم بطاقات الاتصال، بحيث يكون لكل طفل بطاقات بما مجموعه 30 دقيقة يوميًا، فلو أن الطفل استخدم كل البطاقات في يوم واحد مثلًا فعليه أن ينتظر للأسبوع القادم حتى يحصل على بطاقات جديدة، هذا يجعل الأطفال أكثر قابلية للتحكم في سلوكهم.

علاج إدمان الشاشات للأطفال
| ألعاب ومغامرات: يجب علينا أن نشجع أطفالنا للقيام بأنشطة أخرى- غير أن يضعوا أجهزتهم- علينا أن نبتكر بعض أشكال اللعب والمغامرة، مرحلة الانتقال بين الأنشطة هذه صعبة وخصوصًا للأطفال الصغار.
 
لذلك، يجيب عليك أن تحضرهم لما يمكن أن يحدث بعدها على سبيل المثال: في اللحظة التي أقول لك فيها ضع جهازك، يجب عليك أن تسرع وتضعه وبعدها يمكن أن نلعب سويًا.
| التنبيه: إذا كانت هذه القواعد التي وضعتها للمنزل لم تُجد نفعًا، ولم تحقق نتائج مرضية، يحبذ أن نبدأ بأسلوب المعاتبة أو التنبيه فنقول لهم: ماذا تقول القاعدة المنزلة فيما يتعلق بالجلوس خلف الشاشات؟ هذا الأسلوب يجعلهم يفكرون أكثر من أن نغضب سريعًا، ونبدأ بتوبيخهم أو استخدام العنف معهم لأنهم لا يتبعون القواعد المنزلية.
| نقاش وقاعدة: خض نقاشات دائمة ومستمرة مع أطفالك عن عواقب عدم الالتزام بالقواعد المنزلية المتعلقة بالجلوس خلف الشاشات. ودائمًا اتبع هذه النقاشات أن هذه القواعد كان الاتفاق عليها متشاركنا بينا وبينكم- أي الأطفال.

| مؤقت: الأطفال في الأسنوات الأولى عادة ما يتمسكون بشدة في شاشاتهم، خصوصًا عندما يلعبون لعبتهم المفضلة أو يشاهدون برنامجهم المفضل. لذا، من المفيد أن تستخدم بعض الأدوات المسموعة أو المرئية لتساعد في ذلك، مثل المؤقت أو الساعات المنبهه.

| ألعاب ومغامرات: يجب علينا أن نشجع أطفالنا للقيام بأنشطة أخرى- غير أن يضعوا أجهزتهم- علينا أن نبتكر بعض أشكال اللعب والمغامرة، مرحلة الانتقال بين الأنشطة هذه صعبة وخصوصًا للأطفال الصغار، لذلك، يجيب عليك أن تحضرهم لما يمكن أن يحدث بعدها على سبيل المثال: في اللحظة التي أقول لك فيها ضع جهازك، يجب عليك أن تسرع وتضعه وبعدها يمكن أن نلعب سويًا.


اقرأ أيضًا: الطفولة عالم مكتنز : ماذا يعلمنا طفل يواجه مشكلة؟


| ردود بلطف: كآباء وأمهات؛ فإننا نستخدم كلمة "لا" في مواقف كثيرة في تعاملنا اليومي مع أطفالنا، ومع مرور الوقت تفقد هذه الكلمة فعاليتها؛ لذلك، من المفضل عدم استخدام هذه الكلمة عندما يريد الأطفال استخدام الأجهزة الإلكترونية في الوقت غير المخصص لها، مثلًا عندما يطلب منك طفلك المحمول، من الممكن الرد بالعبارات مثل "الأطفال الذين يردون استخدام أجهزتهم وشاشاتهم يجب أن يقوموا بالانتهاء من وظائفهم أولًا".

في النهاية، لا بد أن ندعم كل ذلك بأمثلة حية من حياتنا وأن نكون قدوة لأطفالنا، ونبذل جهد في علاج إدمان الشاشات للأطفال، يمكننا القيام بذلك عندما نتاكد أننا لا نقوم بتفقد أجهزتها كثيرًا أمام أطفالنا، ونقلل الأوقات التي نقضيها نحن أيضًا أمام أجهزتنا. للانتقال للمقال الأصلي من هُنا