هل تتوقعون أن الإنسان عندما يُحب يُغير شخصيته؟ قد تتغير بعض الأشياء لكن السمات الأساسية للشخصية لا تتغير وتظهر مع أول خلاف بين الزوجين. ومن هنا يبدأ البحث عن إجابة تساؤل "علاج كثرة المشاكل الزوجية".
إن البشر يختلفون في طريقة تفكيرهم عن بعضهم البعض، وذلك يرجع لأن كل منهم يتمتع بصفات تختلف عن الآخر تبعًا لشخصيته، فهناك الشخصية الخجولة، والشخصية الواثقة، وغيرها من الشخصيات. وعندما يحدث خلاف مع شخص نتخذ له عذرًا بأنه خجول أو مزاجي أو.. أو..، ولكن عندما يُخطئ أحد من الزوجين لا يتخذ له الطرف الأخر العذر!
وهنا، تحدث الزوجة نفسها قائلة: هل هذا ما كنت أظنه حبيبي وزوجي وصديقي! مهلًا، مهلًا! إذا كنت تتوقعين الحياة ستمر بدون خلافات، فأنت مخطئة. لماذا نرى شخصين حاربا من أجل أن يتزوجا بعد قصة حب كبيرة، وماهي إلا شهور، ويحدث الخلاف وربما الطلاق. وفي المقابل، نجد شخصين تزوجا زواج الصالونات ودام زواجهم، بل ومع كل عام يزداد الحب بينهما.
لأنك له سكن
ليست المشكلة في وجود مشاكل بين الزوجين، لكن المشكلة في عدم علاج كثرة المشاكل الزوجية بشكل صحيح. أستطيع أن أجزم أن الزوجين قادران على تجاوز 99% من مشاكلهما بهدوء، لكن بشرط أن يريدا هُما ذلك. سأخبرك ما الذي يحدث عزيزتي في أغلب المشاكل التي تحدُث بين الزوجين، فهي تبدأ بشيء بسيط حتى أنه بعد أن يصطلح الزوجان يكونان قد نسيا السبب، قد تبدأ المشكلة بزيادة في ملح الطعام، وإليك هذا الحوار العادي:
الزوج: أشعر بملوحة في الطعام. الزوجة: وأنا أشعر بذلك، ولكني وضعت نفس المقدار الذي أضعه في كل مرة. الزوج: ربما لأنني أحضرت نوعًا أخر. الزوجة: ممم، من الأفضل ألا تُحضر منه مرة أخرى. الزوجة: سأفعل حبيبتي.
إليك حوار آخر لنفس الموقف: الزوج: أشعر بملوحة في الطعام. الزوجة: الأكل جيد وملحه معتدل جدًا. الزوج: كل مرة تقولين ذلك ويكون العكس. الزوجة: أنت لا تعرف المدح أبدًا. الزوج: سلمت يداك، لكنهُ مالح. الزوجة: وماذا يُفيد المدح بعد الذم. وحوار طويل لا نهاية له إلا الخصام.
هناك بعض الفتيات يتزوجن ولديهن تصور أن حياتهن ستكون مثل المسلسلات، تستيقظ على صينية الإفطار تأتيها على السرير، أو على إطراء يومي من زوجها بجمال شكلها وهي بدون مساحيق التجميل وخاصةً عند الاستيقاظ، و.. و.. و... كم هي التخيلات، لا أقول لك أن ذلك لن يحدث، سيحدث لكن ليس كل يوم وكل لحظة كالمسلسلات، الذي نراه هو تمثيل ويأخذ الممثلون مقابله أجر مادي، ولا أتوقع أنه ينعكس على حياتهم الشخصية، وإلا ما وجدنا حالات الطلاق الكثيرة في وسطهم الفني.
علاج كثرة المشاكل الزوجية إليك هذه الخطوات
| استشعار قدسية الزواج: وهو أنه لا يجوز للزوجين أن يعيشا تحت سقف واحد وفي قرارة نفس كل واحد منهما أن العلاقة ممكن أن تنتهي في أي لحظة مثلها مثل أي علاقة.
| كوني لزوجك سكنًا بالروح وبالجسد: قال تعالى في سورة الروم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
| الأمانة في الحب: أي يستشعر كل من الزوجين أن حبيبه أمانة بين يديه بجسده وبمشاعره و حتى بأنفاسه، والتضحية من كلا الطرفين.
لطالما سمعنا عن قصة حب عنترة وعبلة، وقرأنا شعرًا جميلًا كتبه لها العاشق الولهان، الذي كان لا يتغزل فقط في حبيبته بل كان من شدة عشقه لها يتغزل في دارها قائلًا: يا دار عبلة بالجواء تكلمي........عمي صباحًا دار عبلة واسلمي
ونهاية قصة الحب لها روايات عديدة منها أنهما لم يتزوجا، ومنها أنهما تزوجا، ولم يظل هذا الحُب كما هو حتى أنه خانها. الفائدة من القصة أن الزواج الناجح لا يلزمه قصة حب تسبقه، الزواج قرار سواء كان قراري أم قرار أهلي لكنه كان قرار وصار، ولابد أن يُتبع بأن الحُب قرار.
طرق لإعادة الروح للعلاقات الزوجية
| لا تركزي على العيوب: التغاضي عن عيوب الزوج طالما يقابلها ميزات، وإياك أن تقولي لا توجد مزايا، وعليك بالبحث عنها لتسعدي بها.
| ابحثي عن نقطة تلاقي: ومن طرق علاج كثرة المشاكل الزوجية أن تبحثي عن اهتمامات مشتركة لتكون نقاط للتلاقي، وإن لم تجديها اصنعيها بنفسك، قد لا تُحبين شرب القهوة بالرغم من أن زوجك يعشقها، فعليك أن تُحبيها وتجعلين وقت احتسائها معه فرصة يومية لتبادل الحديث الذي سيصبح مع الأيام وقتًا ممتعًا.
| لا تكرهيه: إذا لم تحب زوجك لا تكرهيه، لأنك إن فعلتي، سيتحول الكره إلى عداوة وعندها تصبح الحياة مستحيلة.
| أكملي زوجك: تعلمي فن التعامل مع شخصية زوجك، وانظري للنقص في شخصيته وأكمليه بالجميل من شخصيتك.
| عالجيه بالإطراء: تعاملي مع عيوب شخصية زوجك بذكاء، لو قلنا إنه كان أناني في التعامل معك فعالجيه بالإطراء، لكن ليس في كل لحظة بل في وقت الضعف الذي يحتاجك فيه.
| تغافلي: أهم خطوة لــ علاج كثرة المشاكل الزوجية التغافل عند الخصام، تغافلي واغفري، ولا تتعاملي بقانون الرياضيات أي (1+1=2)، لأن في الحب القوانين مختلفة. أسمعك تقولي الأن وهل كل هذا يتوجب علي فعله؟ أُجيبك بنعم...لأنك أنت له سكن.
