للأسف، في أحيان كثيرة لا يشفع الاشتداد في الحب لامتداد العلاقة، والتي يمكن أن تنتهي في أي وقت، وتصبح عبارات من قبيل "معا حتى يفرقنا الموت" منتهية الصلاحية. مع الوقت يصبح الزوجان المتآلفان عدوّان لدودان في داخل وخارج قاعة المحكمة، ثم المرور برحلة طلاق سيئة، ممتزجة بكثير من الأسى والحزن ومواقف الإساءة والتلاعب من الشريك، والتي تصّعب صياغة معادلة "صنع" صداقة محتملة بعد الطلاق.
حقيقة قد تزعج، الشريك الذي انفصلت عنه سيكون في حياتك لمدّة طويلة، تحديدا عندما يجمع بينكما أطفال، والتي تعني بقاء حيّز من المصالح والاهتمامات والتطلعات المشتركة، وتجاوز العلاقة الذاتية المحصورة بـــــ"الأنا" لصالح علاقة مشتركة؛ تساهم في منع تسرّب أي عطب نفسي وعاطفي للأطفال. نبدأ بالــــــ 14 نصيحة:
| حاول أن تخرج من المنطقة العالقة: بقطع حبال الحزن والأسى والغضب. نعم يبدو الكلام أسهل مما نتوقع، فيما لو مسّتنا واقعة الانفصال. مهما كانت رغبتك بالطلاق، لكن بالتأكيد هناك شعور بالخسارة والفقدان، هناك ألم يتسرّب بداخلك. بعضهم يتجاوزه بخفّة وسهولة، فيما يعلق آخرون لسنوات. إلى أن تبدأ مشاعرهم تتشافى تدريجيًا. وهذا، في واقع الأمر، يعتمد على عوامل كثيرة من بينها إحاطة الذات بعلاقات داعمة، وطلب المساعدة من مختص أسري يمكنه أن يساعدك في تجاوز هذه التجربة بأقل ضرر وخسارة ممكنة.
| لقد بذلت وسعك: تأكد تمامًا أنك قد بذلت وسعك في سبيل إنجاح هذه العلاقة، صبرت واجتهدت وحاولت وسعيت. لا أحد بالتأكيد يحبّ أن يصل إلى مرحلة الانفصال عن الشريك، لكن عندما تصبح الخسائر تضاهي المنافع، وحين تصبح الحياة ما بعد الزواج أسوأ ما قبلها. تصبح خطوة الانفصال أكثر أمنًا وسلامًا.
| ضع حدودًا: عبر إقامة "تعهدات الطلاق" بأن تكون واضحة وصريحة، بأن يتعهّد كلا الطرفين باحترام رغبات وأفكار ومشاعر الآخر والتعامل بحسن نيّة، والامتناع عن أية إساءة من شأنها أن تضر بمصلحة الأطفال. هذا التعهّد يجعل التواصل أكثر إيجابيّة وانفتاحًا، كما يمكنه أن يقلّص أية مشاكل أو مشاحنات من شأنها أن تقع لاحقًا.
| استثمر طاقتك في مكان آخر: عبر غمر ذاتك بمجموعة من الأنشطة اليومية التي من شأنها أن تغيّر من نمط حياتك، هذا ينقذك من المشاعر السلبية للانفصال؛ فهي خطوة لإعادة اكتشاف الحياة بقلب وعقل مختلف. كما ويمكنك توظيف استثمار الطاقة بإنشاء علاقات وصداقات تغذّي حماسك تجاه الحياة وتقصّر مسافات الشفاء.
| زوجان منفصلان ووالديّة مشتركة: تذكّر أن شريكك هو أحد والديّ طفلك، عندما تقرر أن تدخل عالم الوالديّة فهذا يعني أن تضع نفسك في المرتبة الثانية، وأن تقدم مصلحة طفلك على نفسك، وأن يصبح التحالف المستقبلي مع الشريك أمرًا متاحًا ومقبولًا، فكما تقول أنايس نين: "الزواج عائلي، لكن الطلاق شخصي".
| دع المنطق ينتصر على العاطفة: عبر خلق والديّة منتجة، ورسم صورة الأسرة الجديدة بعد الانفصال، بوضع حدود للعلاقة، وترتيب أمور الزيارة، والسكن، والنفقة. دع الوالديّة الفعّالة تتقدم أمامًا. هذا لا يعني بالتأكيد أن تلغي مشاعرك، لكن ليس بالضرورة أن تجعلها تقودك وتتحكم بك. ضعها جانبًا.
| لا تقلق، أطفالك بخير: كل ما يحتاجه الأطفال هو بيت خالي من المشاجرات، ومن صور العداء اللفظي والجسدي والنفسي يوميًا، فمنزل متناغم وهادئ مع والدين منفصلين أكثر صحة على المستوى النفسي والعاطفي من منزل يعيش فيه والدان مجبران على البقاء معًا. ترى المحللة النفسية وأخصائية طب الأسرة بيتريك فايبخ بأنه في الانفصال وسيلة ممكنة لخلق حياة أفضل للأطفال في بعض الحالات تقول: "تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسميم الأجواء بالمنزل وانشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال، فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن للانفصال حينها أن يهدئ من حدة الحياة".
| كن ودودًا ومهذبًا: تحدّث بشكل إيجابي عن شريكك أمام أطفالك، تجنب اللوم والنقد والمقارنة، كن مهذبا ودودًا فيما لو ذكرته أمامهم، لا تخدش صورته، ولا تظهره كما لو أنه وحشٌ قد قضَّ عشّ الزوجية. لأجل أطفالك هذب حديثك، ورّكز على إيجابياته ومناقبه الحسنة. فهذا من شأنه أن يجعل انفصالك صحيًّا.
| السرّ السيء: لا تعلّم طفلك أن يخفي الأسرار عن شريكك، فهذا قد يدفعه للكذب، ويُفقد ثقته بك، ويرسم صورة بأن والديه ليسا مصدران للأمان. كما وتجنب القيام بفعل وقول ما يجعل طفلك مضطراً للتغطية على تصرفاتك. علّم طفلك أن يكون واضحًا وصريحًا كي لا يطالك إخفاء الأسرار. وينطبق الأمر على ترك إجباره في إخبارك كل شيء عن الشريك.
| خبرات داعمة: تعرّف على أشخاص مرّوا بخبرة الانفصال، استمع إليهم وتشارك معهم مشاعرك وأفكارك، واختر ما يمكن أن يساعدك على تخطي محنة الانفصال.
| لا تنشئ علاقات غرامية جديدة: تمهّل، خذ وقتًا، ولا تندفع نحو إقامة علاقات غرامية أو ارتباط جديد. تجنب محاولات الانتقام من الشريك بهذه الطريقة. خذ وقتك للتشافي من العلاقة السابقة، واختر الشريك القادم بعناية ووعي تامّيْن.