بنفسج

طفلي تكلم باكرا .. ما السبب؟

الإثنين 06 يونيو

مع بداية العام الدراسي، يتساءل الوالدان عما يمكنه فعله لتطوير مستوى أطفالهم، بالتأكيد الجميع يعلم أن قراءة الكتب للأطفال أمر مهم جدًا، وهو كذلك بالفعل، لكن الأهم هو التحدث مع أطفالنا؛ فكلما زادت مشاركة الطفل في الحوارات والنقاشات المختلفة، أصبح لديه حصيلة كبيرة من المفردات اللغوية. وبهذا عند دخوله رياض الأطفال، تصبح مهارته في القراءة الاستيعابية أفضل فيما بعد.

ليست كل المحادثات مع الأطفال بنفس الفائدة طبعًا، فالتوبيخ ليس حوارًا جيدًا للطفل ليتعلم منه اللغة، أمرُ الطفل بربط حزام الأمان أو تنظيف أسنانه ضروري، لكنه لا يشكل أيضًا ظرفًا ملائمًا يساعده في اكتساب اللغة، فغالبًا ما يكون محبطًا إذا ما تم توبيخه، أو غير مبالٍ عند تلقي الأوامر، و في هذه اللحظات فإنه يكون في حالة تعيق عملية التعلم.

لقد قمت بتدريس علم النفس التنموي في الجامعة لعدة سنوات، وأجريت بحثًا واسعًا حول تطوير اللغة من نواحٍ مختلفة؛ خاصة فيما يتعلق بمهارات القراءة والكتابة. وقد لاحظت أن بعض الأمور التي يقوم بها الآباء من أجل تطوير المهارات اللغوية لدى أطفالهم، تؤهلهم فعلًا للتفوق في مهارات القراءة والكتابة.

| كيف يمكن البدء بحوار ناجح مع الطفل؟

 
| دع طفلك يخبرك عن يومه:
 تناولوا العشاء مع بعضكم كعائلة قدر الإمكان، وعلى طاولة الطعام، اسأل طفلك عما حدث معه خلال اليوم، ولا تقبل إجابة "لا شيء"، واطلب منه دائمًا توضيحًا أكثر لما يخبرك به.
 
بعض العائلات تتبع عادة ممتعة حيث يُطلب من كل فرد منهم أثناء الجلسة العائلية أن يخبر البقية بأجمل وأسوأ شيء حدث معه في يومه.

التحدث مع طفلك عن الأشياء والأحداث التي ينجذب إليها يعد أفضل طريقة لإكسابه اللغة، فلا يهم ما إذا تحدثت معه عن أنواع الصخور أو أنواع السيارات، المهم حقًا هو أن تكونوا بمزاج جيد، وأن يكون الطفل مستمتعًا بالحديث. وهذه بعض الطرق للمساعدة في بدء الحوار:

| اسأل طفلك: غالبًا ما تجري الحوارات الأكثر فائدة بين الوالدين والطفل خلال قيامهم بفعل شيء ما معًا؛ فالمشي في الحديقة، أو زيارة المتحف مثلًا وقت رائع للتحدث مع طفلك، لاحظ الأشياء التي ينظر إليها واسأله عنها.

| تحدث مع طفلك: استغل الوقت الذي تنتظران فيه حافلة أو موعدًا عند الطبيب لتتحدث مع طفلك، أو تخبره قصة من تأليفك، وبذلك يمر الوقت بسرعة، ويحصل طفلك على الكثير من المتعة والمرح، فيساعدك هذا على تجنب أي تصرف منه غير جيد، ويعمل على تطوير مهاراته اللغوية بنفس الوقت.

| أشركه معك في الحوار: عندما تقرأ كتابًا لطفلك تجنب أن تقرأ له بشكل مباشر وتطلب منه أن يستمع لك بهدوء، بل أشركه في الحوار ليندمج معك أكثر. اسأله عن شعور شخصية في القصة، أو ماذا يعتقد أنه سيحدث فيما بعد، قبل أن تقوم بقلب الصفحة.

| دع طفلك يخبرك عن يومه: تناولوا العشاء مع بعضكم كعائلة قدر الإمكان، وعلى طاولة الطعام، اسأل طفلك عما حدث معه خلال اليوم، ولا تقبل إجابة "لا شيء"، واطلب منه دائمًا توضيحًا أكثر لما يخبرك به. بعض العائلات تتبع عادة ممتعة حيث يُطلب من كل فرد منهم أثناء الجلسة العائلية أن يخبر البقية بأجمل وأسوأ شيء حدث معه في يومه.

| أغلق وسائل التسلية:  تأكد من أن التلفاز مغلق، وأن كل الأجهزة المحمولة بعيدة.

| أخبر طفلك عن طفولتك: أخبر طفلك بمواقف حدثت معك في صغرك، أخبرهم عن أسبوعك الأول في المدرسة، وعن معلم الصف الأول أو الثاني، وعن المرة التي نسيت فيها حقيبة غدائك، أو أضعت واجبك المنزلي.

| الهاتف المحمول يقلّص القدرات اللغوية

حوار 9.jpg

قد يسمع بعض الآباء والأمهات كلامًا حول أهمية الحديث مع أطفالهم باللغة الإنجليزية، وهي ليست لغتهم الأم، لكن هذه في الحقيقة نصيحة سيئة. إن استخدام لغة مع الأطفال لا يتحدث فيها الوالدان براحة وبطلاقة ليست أمرًا جيدًا لأي منهما، وتوصي الكثير من الأبحاث الوالدين بضرورة استخدام لغتهم الأم في التحدث مع أطفالهم.

اكتشف العديد من الآباء والأمهات أنهم إذا أرادوا من طفلهم الهدوء والتصرف بشكل جيد، فما عليهم إلا تسليمه هاتفًا محمولًا لتشغيل الألعاب أو مشاهدة فيلمه المفضل، لكن مع الأسف فإن الحديث الذي يتلقاه الأطفال من التلفاز والأفلام والأجهزة ليس جيدًا بشكل كافٍ.

التحدث مع الأطفال لا يكلف الكثير، بل إنه لا يكلف شيئًا في الواقع، لكنه يجعلهم أكثر ذكاءً وأكثر قدرة على الاندماج مع أي شخص يتحدث معهم.

وجد الباحثون في دراسة حديثة أُجريت على ما يقارب 900 طفل، أنه كلما زاد وقت استخدام الأطفال للأجهزة المحمولة، زاد من احتمالية حدوث ضعف في قدرتهم على التعبير اللغوي، يمكن قياسها حتى بعمر 18 شهرًا، حيث لاحظ مختصو اللغة والنطق هذه الظاهرة بشكل واسع، وقد صرحت المنظمة الوطنية الأمريكية للنطق والسمع "آشا" (ASHA) التي دعمت الدراسة بمخاطر هذه الاستراتيجية الحديثة في التربية.

فعليًا، التحدث مع الأطفال لا يكلف الكثير، بل إنه لا يكلف شيئًا في الواقع، لكنه يجعلهم أكثر ذكاءً وأكثر قدرة على الاندماج مع أي شخص يتحدث معهم. بصرف النظر عن إطعام الأطفال وتقديم الحب والرعاية لهم، فلا شيء أكثر أهمية من التحدث معهم دائمًا قدر الإمكان.