كان أبنائي يعتقدون أني أملك كارتًا سحريًا، وهو كارت البنك، وأني عندما أريد مالًا أذهب إلى البنك فيعطونني ما أريد، فهمت ذلك عندما رد ابني الصغير قائلًا: "هل انتهت أموال البنك؟". ومن هنا خطر لي أن أجيب على سؤال: "كيف تعلم طفلك تقدير قيمة المال؟
تداركت نفسي وتفكيري السريع بالأمر وأخبرته أن المال المتبقي لهذا الشهر لا يسمح بشراء اللعبة التي يريدها. يسألني الآخر: "أين يذهب راتب أبي؟". في الوقت ذاته كانوا لا يهتمون بأدواتهم المدرسية ولا أشيائهم الخاصة، فالبنك أمواله لا تنتهي، وهذا الكارت السحري سيشتري لهم أدوات أخرى، ومن ثم قررت أن نتعلم سويًا كيفية التعامل مع المال والموارد، وحددت عدة خطوات نطبقها عدة أشهر، ومن ثم ننتقل إلى غيرها.
القاعدة الأولى: ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة

في البداية، قررت أن أعطيهم مصروفًا ثابتًا كل أسبوع، فرحوا جدًا واشتروا حلوى بالمبلغ كله، فى الوقت ذاته، كانوا مهملين جدًا فى أدواتهم وغير مبالين، فالكارت السحري ذو كلمة السر يمكننا شراء كل شيء به، وبدلًا من الحفاظ على أدواتهم كانوا يحاولون معرفة كلمة السر!
مرت بضعة أسابيع، فقلت لهم إنهم يملكون الآن دخلًا ثابتًا يمكنهم من شراء الأدوات المدرسية بدلًا من تلك التى ضاعت أو كُسرت نتيجة إهمالهم، لم يصدقوا وقتها أنى سأنفذ ذلك القرار، وأنهم يمكنهم استعطافي بالدموع والقبلات، لكنى خيّبت ظنهم بإصرار.
في البداية، قررت أن أضع ورقتي أمامي مدون بها "كيف تعلم طفلك تقدير قيمة المال؟ ونفذت قراري أن أعطيهم مصروفًا ثابتًا كل أسبوع، فرحوا جدًا واشتروا حلوى بالمبلغ كله، فى الوقت ذاته، كانوا مهملين جدًا في أدواتهم، وغير مبالين إن كُسرت أو ضاعت، فالكارت السحري ذو كلمة السر يمكننا شراء كل شيء به، وبدلًا من الحفاظ على أدواتهم كانوا يحاولون معرفة كلمة السر!
مرت بضعة أسابيع، فقلت لهم إنهم يملكون الآن دخلًا ثابتًا يمكنهم من شراء الأدوات المدرسية بدلًا من تلك التى ضاعت أو كُسرت نتيجة إهمالهم، لم يصدقوا وقتها أنى سأنفذ ذلك القرار، وأنهم يمكنهم استعطافي بالدموع والقبلات، لكنى خيّبت ظنهم بإصرار، فكان عليهم أن يدفعوا للشراء أو يُوبخوا فى المدرسة فى اليوم التالي، بعد فترة حرصوا على أدواتهم وأدركوا أنهم سيحرمون جزءًا من الاستمتاع بمصروفهم إذا أهملوا.
اقرأ أيضًا: هل نربي أطفالنا فعلًا أم نربيّ أنفسنا؟
لكن، لاحظت أنهم لا يدركون قيمة المال وأنه إذا اضطررنا لشراء شيء ضيّعناه نأخذ مالًا غيره بعد بضعة أيام، فقررت أن المصروف الثابت هو ما يحتاجونه إذا اضطروا لركوب المواصلات أو شيء ضروري، وأنهم اذا أرادوا زيادة فعليهم الحصول على نقاط مقابل قيامهم ببعض المهمات التي لا يحبونها، أو عندما أريد تأسيس عادة ما أو المواظبة على عبادة، مثل تعلم الصلاة أو القراءة باللغة العربية، وحل الواجبات الإضافية غير الإلزامية، وغيرها مما نتفق عليه.
في الصورة التالية، مثال مشابه للجدول الخاص بنا. في العادات والعبادات لا يتغير البند فى الجدول قبل مرور ٤٠ يومًا على تطبيق العادة من دون انقطاع، وإذا انقطعت خلال المدة، ولو مرة واحدة، يتطلب منهم إعادة الأربعين يومًا من البداية للحصول على المكافأة. النقاط تتحول إلى مكافأة مادية أو مزايا أخرى؛ كاختيار وجبة اليوم، أو اختيار مكان للتنزه فى العطلة الأسبوعية، وأشياء أخرى مماثلة.

استخدمت تلك الطريقة كإجابة أولى على سؤال كيف تعلم طفلك تقدير قيمة المال؟ ولأني أردت تعلميهم أن المال لا يأتى بسهولة، ومن جانب آخر، تُعتبر تحفيزًا لهم، فكلما اجتهدوا فى تجميع النقاط يحصلون على مال أكثر. أيضًا، أن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة، فعندما يبذلون جهدهم للحصول على المال بدؤوا يفكرون كثيرًا قبل أن يقرروا شراء حلوى أو أي شيء آخر ليس ذو أهمية أو أولوية. بالطبع، نلبي، كوالدين، حاجاتهم الأساسية، لكن فى حال أهملوا أو أرادوا شراء شيء غير مخطط له فعليهم أن يوفروا ثمنه بأنفسهم، فقط ليشعروا بقيمته.
يقول البعض إن التحفيز المادي ربما يقلل التحفيز الذاتي للطفل، لكن، بشكل عام، يستطيع كل ولي أمر أن يقيم أثر تلك الطريقة، أو تلك على أطفاله، وأنا أؤمن أنه لا توجد قواعد مطلقة تصلح أو تفسد أبناءنا، وأن هناك استثناءات، وهناك حدسنا كآباء وأمهات ومعرفتنا الجيدة بأبنائنا هي التي يبني عليها قراراتنا وخططنا.

القاعدة الثالثة: لا نشترى ما نشتهيه ولكن ما نحتاجه
كنت أصطحب أحد أبنائي معي عند التسوق، أطلب منه قبل الذهاب كتابة قائمة بالأشياء المطلوبة، فى البداية، كنت أقوم بسحب النقود وأتعمد عدم الدفع بالكارت البنكي، أخبره/ا تحديدًا كم أملك للشراء، ثم ندخل للشراء، فى العادة، كانوا يرون أشياء كثيرة يريدون شراءها؛ حلوى وألعاب وغيرها، كنت أسأل سؤالًا واحدًا كل مرة: هل حقًا نحتاجها؟
إذا كانت الإجابة بـ"لا" يعيدها إلى مكانها مرة أخرى، إذا كانت "نعم" أسأله: هل يمكن تأجيلها، إذا كانت الإجابة بـ "نعم"، يرجعها إلى الرف، أما اذا كانت "لا"، أسأله: هل نملك المال الكافي حاليًا لشرائها، وهل يمكننا الاستغناء عن شيء من قائمة المشتريات الأساسية.
اقرأ أيضًا: كيف يستفيد أطفالنا من التلفاز؟
بالطبع، يمكننى أن أشتريها لكن أريدهم أن يتعلموا أننا لا تشتري كل ما نريده، ولكن كل ما نحتاجه حتى لو كنا نملك ثمنه. حاليًا أرسلهم بمفردهم للتسوق السريع بعض الأحيان، فيخبرونى عند عودتهم أنهم كانوا يودون شراء بعض الأشياء الأخرى لكنهم قرروا عدم الشراء لأنها ليست أولوية.
القاعدة الرابعة: العطاء

اقرأ أيضًا: علم ينتفع به: لماذا علينا أن نتعلم كيف نربي أبناءنا؟
والصندوق الآخر لشراء أشياء فى البيت من قطع أثاث صغيرة أو أشياء آخرى نتفق عليها سويًا. المشاركة بشراء قطع أثاث ولو كانت رخيصة، والتفكير سويًا؛ ماذا يحتاج بيتنا ليصبح أجمل، أو أكثر ترتيبًا، أين نضع تلك القطعة، ومن أين نشتريها وكيف سنحملها للمنزل، تفاصيل صغيرة، لكنها تصنع روحًا لتلك القطع وذاكرة لها فى أنفسهم ولو كان الشىء المُشترى إصيص زهور، يسقونها وتكبر أمام أعينهم.