بنفسج

صانع البهجة: العيد أم نحن؟

السبت 17 يوليو

عبارة نسمعها حولنا كثيرًا، ولرُبما نحن أيضًا ردّدناها بدورنا يومًا ما، أو شعرنا أنّه، بالفعل، أصبحنا كبارًا، وبتقدّم العمر، بدأنا نفقد الشعور ببهجة العيد وفرحته شيئًا فشيئًا، لكن، في الحقيقة، أرى أنّه نحنُ الكبار لهذه الفرحة أحوج. نحنُ الكبار الذين أرهقتنا الحياة وظروفها، وزادت مسؤولياتنا وواجباتنا، وتراكمت علينا المهام طيلة العام سواء في العمل، أو الدراسة، أو أشغال المنزل، حتى كدنا ننسى أنفسنا.

لذلك أرى أن العيد فرصة رائعة لنروّح عن أنفسنا ونشحن طاقتنا ونحظى بالتسلية وأوقات جميلة، وممتثلين في ذلك كلّه لأمر الله سبحانه وسنّة نبيّه - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم شعائره والفرح بقدوم عيدنا. أنا واحدة من هؤلاء الكبار، أسعى جهدي لأختلس أيّ لحظة أُنس، وأي مناسبة سعيدة وأعيشها بكل ما فيها ولا أبخل على نفسي بأن أعطيها حقّها من الراحة والدلال والحب والفرح، كيف لا ونفسي تلك قد تعبت طيلة العام بإنجاز مهامها وأداء واجباتها على أحسن وجه؟ أفلا أكافئها في يوم العيد؟ أنا أستحق، وأنتِ تستحقين، وكلُّنا نستحق أن نكون لطفاء مع أنفسنا بمناسبة أو حتى بدون مناسبة. لذلك، دعونا نبدأ وأعرض عليكم العديد من الأفكار التي يمكنكم القيام بها لتشعركم ببهجة العيد وتزيد جماله.

| العمل على إنهاء واجباتك وإتمام مهامك

كوفر العيد2.jpg

احرصي على الانتهاء من جميع مهامك في المنزل أو العمل وإكمال عملية التسوق قبل الوقفة بيوم أو يومين، لكي يبقى وقت خاص للاعتناء بنفسك، ولكي تستعدّي لاستقبال العيد وتأخذي قسطًا من الراحة قبله، ولا تشعري بأنّك مُستنزفة الطاقة لآخر لحظة.

|  زيني منزلك للمزيد من البهجة

بلمسات بسيطة بإمكانك إضفاء جو من الفرح والاحتفال في منزلك باستخدام الزينة، أو حِبال النور، أو حتى مجرد نفخ عدد من البلونات وتعليقها، أو جعلها متناثرة في أرض الغرفة.

| العناية الذاتية والجمالية

  العيد هو الوقت المناسب لتجدّدي من مظهرك بعد رتابة الأيام وروتينها، لذلك اذهبي إلى مركز التجميل لتحصلي على قصّة شعر عصرية أو لون شعر جديد، ولا تنسي أن تُعطي لبشرتك نصيبها من العناية لتزيدي من إشراق إطلالتك في العيد.

 كما بإمكانك أن تعتني بنفسك في المنزل عن طريق استخدام منتجات العناية بالبشرة والشعر الخاصة بك، وإضافة الزيوت العطريّة لماء الاستحمام؛ كزيت اللافندر، أو زيت الياسمين، أو البابونج، فجميعها تساعدك على الاسترخاء وتضيف لبشرتك رونقًا ولمعانًا وترطيبًا إضافة إلى رائحة العطرة الرقيقة.

| مكالمات ورسائل العيد

خصّصي من وقتك ساعة لإرسال أرق العبارات والرسائل والاتصال بأقاربك وأصدقائك لتهنئتهم بقدوم العيد، هذا سيشعرك بروح التواصل والمحبة وسيعزّز من علاقاتك الاجتماعية.

 

ونصيحتي لك تجنّبي إرسال المعايدات المكرّرة والرسائل المُعاد إرسالها للجميع خاصة مع دائرة الأشخاص المقرّبين منك، فجميعنا نُحب أن نحظى بالاهتمام والتقدير، وأن يتمّ كتابة رسالة خاصة بنا.

فالعيد يأتي مرّة كل عام ولا بأس إن أعطينا التهنئة بقدومه اهتمام أكبر وأسعدنا من حولنا، وحبذا لو يتمّ استبدال الرسائل النصيّة بتلك الصوتيّة لمزيد من شعور القرب والاتصال بحُب واهتمام.

| حضور صلاة العيد وتجهيز توزيعات لطيفة

احرصي على حضور صلاة العيد لما لها من أثر مبهج في القلب حيث يتجّمع أهالي الحيّ والمصليّن في المسجد، ويتواجد عدد كبير من الأطفال بأبهى الثياب وأجملها حتمًا ستشعرين بالأنس والتواصل وروح الجماعة.

 

 جهزي توزيعات العيد من الآن لتأخذيها معك لصلاة العيد وتقدّميها للأطفال وتسعديهم وتسعدين بسعادتهم.

 الأمر لن يكلف الكثير، فقط أحضري مجموعة أكياس شفافة واملأي كل واحد منها بقطع من الشوكولا والسكاكر، وأضيفي لها بالون، أو كارت لطيف برسومات كرتونية طفولية واربطي الأكياس بشريط ملوّن.

| نشاطات البلكونة وسطح المنزل

إقامة حفل شواء في سطح المنزل، أو حديقته، فكرة رائعة ومشجّعة لتجمّع أفراد العائلة سويًّا، ودعوة الأقارب والأصدقاء للمشاركة في هذه الوليمة الشهية. وهناك العديد من الألعاب المائية تناسب البلكونة، وحديقة المنزل كمسدس المياه، أو فقاعات الصابون، نشاطات كهذه ستضيف الكثير من البهجة والضحك ليومكم.

 

| سينما بأجواء منزلية

لا شك أن الذهاب للسينما ممتع ومسل، لكن أيضًا تجربة مشاهدة الأفلام في المنزل بارتداء بجامتك المريحة ستكون فكرة لطيفة، جهزي قائمة بأفلامك المفضّلة أو الأفلام الجديدة التي ترغبين بمشاهدتها، وحضّري وعاء كبير من الفشار والمقرمشات والعصائر، واطفئي الأنوار من حولك واستمتعي بالمشاهدة

. | قللي من مهامك المنزلية في العيد

حسنًا، طيلة العام ونحن غارقين في المهام المنزلية من حقك أيام العيد أن تتنازلي قليلًا عن دورك كربّة منزل، ما المانع من قضاء العيد دون طهي؟ وأن نطلب وجبات ديلفري عوضًا عن قضاء ساعات في تحضير وجبة الغداء؟ وما المانع من استخدام الأطباق والأكواب الكرتونية ذات الاستخدام الواحد لنخفف من مهمة غسيل الأطباق خاصة لو كان عدد أفراد العائلة كبير؟

| وثّقي جمالك بجلسة تصوير

جميعنا في العيد نكون بكامل أناقتنا، لذلك العيد فرصة رائعة لتحصلي على جلسة تصوير بالذهاب إلى استوديو أو في منزلك بكاميرا الموبايل باستخدام حامل "ترايبود" والتقاط العديد من الصور بإحدى زوايا المنزل المميزة.

| اشترِ لنفسك هدية

قبل العيد بأيام اذهبي للسوق واشتري شيئًا تحبيه أو رغبتِ الحصول عليه بشدّة وقدميه لنفسك صباح العيد، هذا كفيل بإسعادك واشعارك بالبهجة.

| لقاء صديقاتك والخروج في نزهة

من أكثر الأشياء التي تدخل السرور على القلب أن نجتمع مع أصدقائنا بعد طول غياب لنتبادل الأحاديث والذكريات والضحكات، غالبًا ما تسرقنا الحياة ومهامها وتشغلنا عن من نحب، لذلك إجازة العيد فرصة عظيمة لإحياء الصداقات من جديد بالخروج معًا إلى مكان عام، أو نزهة في الطبيعة، أو الذهاب إلى مدينة الألعاب للحصول على مزيد من الفرح والمغامرة.

| تجربة شيء جديد وغريب

من الجميل أن نخرج عن المألوف في العيد كتجربة وصفة طعام من المطبخ الصيني، أو الهندي، أو تناول وجبة سوشي في حال لم تجرّبيه من قبل، وبإمكانك الذهاب في رحلة سفاري واستكشاف مكان جديد، وعيش مغامرة التخييم، أو الغوص، أو ركوب القوارب مثلًا.

| أفكار لقضاء جلسات وسهرات عائلية ممتعة

نيرمين5.jpg

| هناك العديد من الأفكار والنشاطات يمكن القيام بها مع أفراد العائلة مجتمعين:

  الألعاب الإلكترونية وغير الإلكترونية؛ كالمونوبولي والأونو وورق الكوتشينة.

  تعلمي من اليوتيوب بعض ألعاب الخفّة والخدع السحرية وطبقيها أمام أفراد عائلتك.

  مسرح العرائس سيأسر قلب الأطفال، وكل ما تحتاجين إليه لتطبيق الفكرة، اختيار قصة ما، وملاءة تثبتيها لتقفي خلفها، أو بإمكانك الجلوس خلف الكنبة، من ثم تختاري شخصيات القصة من بعض الدُمى والدِببة لتقوم بدور أبطال، وبالتأكيد، سيلزم الأمر استخدام مهاراتك في تغيير صوتك حسب الشخصيات الموجودة في القصة.

  فتح ألبوم الصور واسترجاع ذكريات الماضي ومواقف الطفولة سيكون أمرًا رائعًا، وستحظون بسهرة لطيفة مليئة بالحب والضحك والحنين.

وبعد عرض كل هذه الأفكار بقي أن أقول لك بأن السعادة قرار، جميع الأفكار التي طرحتها لا تكلّف الكثير، بل بعضها لا يكلّف شيئًا على الإطلاق، كلّ ما يحتاجه الأمر هو إرادتك وقرارك لأن تكون سعيدة، وبعد قرارك هذا حتمًا ستجدين العديد من الطُرق والأفكار التي توصلك لسعادتك.