بنفسج

المولود الجديد: كيف نتهيأ لاستقبال قطعة سكر؟

الخميس 01 يونيو

"ستزيد عائلتنا قطعة سكر"، هكذا تكتب إحداهن على صفحتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتهيئ صديقاتها وأقربائها للمولود الجديد الذي سينضم للعائلة، تنهال إليها التبريكات، والابتهال إلى الله أن يتمم لها حملها، وأن يرزقها طفلًا سليمًا معافى، وأن يرزقها بره حين يبلغ أشده، كما علمنّا الحديث الشريف. وكي تتذوق حلاوة قطعة السكر هذه، لا بد أن تجد مكانها المناسب تمامًا في العائلة، فلا تتسلل إليها أسراب النمل، ولا تؤذيها رطوبة المكان، ومن جهة أخرى علينا أن نتذكر أن الحياة لا تستقيم بحلاوة السكر وحده، وأن لكل مذاق مكانته وأهميته وحلاوته وإن كان علقمًا.

مولودك الأول، يعني تهيئة نفسك وزوجك لاستقبال معاني الأمومة والأبوة، أما مولدك الثاني أو الثالث، فيعني تهيئة أولادك الأكبر سنًا لاستقبال معاني الأخوة. وهنا تتداخل مشاعر الفرح والحماس بالتحدي والتوتر، وتطرح جميع أنواع الأسئلة: كيف نخبر أطفالنا الأكبر سنًا؟ هل سيغارون من المولود الجديد؟ كيف يمكننا مساعدتهم على تخطي عقبة الحياة التشاركية؟

| ماذا تتوقعين من أبنائك؟

عزيزتي الأم، يمكنك أن تهيئي أطفالك لاستقبال المولود الجديد وفقًا لفئتهم العمرية، والطريقة التي قد يؤثر بها عليهم وجود شخص جديد في العائلة. قد تكون الفئة العمرية الأقل من سنتين هي الأسهل في التعامل، تليها الفئة الأكبر من 5 سنوات، نظرًا لإمكانية خلق حوارات، وقد تعد الفئة الأكثر صعوبة هي الفئة الوسطى، باعتبارها الأكثر رفضًا للمولود الجديد.

يتفاعل الأطفال في المراحل العمرية المختلفة بشكل مغاير مع المولود الجديد، إن معرفة ما يمكن توقعه من كل فئة عمرية سيجعل من السهل التعامل معها، إليك ما يمكنك توقعه من كل مرحلة عمرية.

| أولًا: الأطفال من [1 – 2] سنة: لن يفهم الأطفال في هذا العمر الكثير عما يعنيه أن يكون لديهم أخ أو أخت جديد/ة، ولكن، وبشكل عام، دعي طفلك يسمعك تتحدثين عن "المولود/ة الجديد/ة"، سيشعر بالإثارة، قد لا يفهم سبب تحمسك، لكن في النهاية سيتحمس هو أيضًا.

| ثانيًا: مرحلة ما قبل المدرسة [2 – 5] سنوات: في هذا العمر، لا يزال طفلك مرتبطًا بك جدًا ولا يفهم بعد كيف سيتشارك هو وآخرون في رعايتك وحبك. في هذه المرحلة أيضًا قد يشعر بالتهديد من فكرة وجود فرد جديد في العائلة! لذلك قد تكون المرحلة الأكثر حساسية، فكيف سيسمح هذا الأطفل للمولود الجديد أن يأخذ مكانه؟

| الأطفال في سن المدرسة [من سن 5 سنوات وما فوق]: عادة لا يشعر الأطفال الأكبر من 5 سنوات بالتهديد من وجود مولود جديد. ومع ذلك، قد يستاؤون من الاهتمام الذي يحصل عليه الطفل الجديد، وقد يتطور الشعور بالغيرة عند الطفل إلى بعض المشكلات النفسية إن لم يتم احتواءه بالشكل السليم.

| كيف أهيئ أطفالي لاستقبال المولود الجديد؟

تهيئة 3.png

عزيزتي الأم، يمكنك أن تهيئي أطفالك لاستقبال المولود الجديد وفقًا لفئتهم العمرية، والطريقة التي قد يؤثر بها عليهم وجود شخص جديد في العائلة. قد تكون الفئة العمرية الأقل من سنتين هي الأسهل في التعامل، تليها الفئة الأكبر من 5 سنوات، نظرًا لإمكانية خلق حوارات، والوصول إلى نقاط مشتركة للطرفين، وقد تعد الفئة الأكثر صعوبة هي الفئة الوسطى، باعتبارها الأكثر رفضًا للمولود الجديد. وفي هذا الصدد توجد العديد من الطرق المساعدة لبدء حياة أخوية تشاركية سليمة، مع التنويه بأن الطريقة الواحدة قد تختلف باختلاف الفئة العمرية.

| متى وكيف أخبر طفلي بحملي؟

حين تعلمين بخبر الحمل، أخبري طفلك أنتِ، فمن المهم أن يعلم هذا الخبر منك أنت، ولكن الطريقة والتوقيت تختلف باختلاف الفئة العمرية، من الأفضل أن تؤخري الحديث مع الأطفال من [2-5] حتى يبدأ بالسؤال عن سبب انتفاخ بطن الأم، أما الأطفال الأكبر سنًا، فيمكنك الحديث معهم مبكرًا. احرصي على أن يكون الطرح مناسبًا لأعمارهم، أخبريهم بالحقيقة كما هي، سيكون طفلًا جميلًا ولطيفًا، ولكنه سيبكي كثيرًا، وسيحتاج للاهتمام. يمكنك الاستعانة ببعض القصص المشابهة من محيط العائلة، حدثيه عن ابن خالته الصغير الذي انضم حديثًا للعائلة، وكيف يتعامل أخوته معه، وكيف كانوا سعداء به أيضًا.

| لقد كنت مكانه يومًا ما

من المهم أن تحدثي طفلك عن مراحله العمرية السابقة، يمكنك الاستعانة بألبومات الصور الخاصة به، أو تقصي عليه بعض الحكايات عمّا كان يفعله وهو رضيع، إن هذا الحديث مهم لجميع الفئات العمرية، وذلك لأنه يوضح للطفل، أن الاهتمام والرعاية ليست لهذا الوافد الجديد فقط، بل هي لكل الأطفال دون تمييز، يمكن أن يساعد هذا الحديث الطفل في الشعور بالرضا، ويخفف حدة الشعور بالتهديد لدى البعض.

| أشركيه في تحضير حاجيات المولود

سيعزز هذا السلوك شعوره بالمسؤولية، فهو الآن يفعل كالكبار، ويتقمص شخصيتهم، وكلما منحته الأم مساحة أكبر للتعبير عن نفسه والحديث عن مشاعره تجاه الوافد الجديد، كلما كان الأمر أسهل حين قدومه، ومن الجيد وأنت تحضرين مستحضرات طفلك، أن تقومي بشراء بعض القطع للطفل الأكبر، كالملابس أو الهدايا فهو دائمًا يحظى باهتمامك ورعايتك!

| هل يمكن أن تكون مساعدي؟

أي دعيه يشاركك في بعض المهام البسيطة التي تخص المولود الجديد، والأهم أن لا تجبريه على فعل شيء لا يريده لأن هذا سينعكس سلبًا عليه وعلى معاملته للمولود، ومن الجيد التنويه أن هذه المهام تتفاوت وتختلف باختلاف الفئة العمرية، مثلًا أخبريه بأن مسؤوليته إحضار الحفاضات لك حين التغيير له، والوقوف أثناء الاستحمام ممسكًا المناشف الخاصة بالمولود، وتحضير ملابسه واختيارها برفقتك، والأهم بعد كل هذا الثناء على ما يفعله بشدة.

| خصصي الوقت للطفل الكبير

حان الآن الوقت لتعزيز اهتمامك بالطفل الكبير، دوامي على تخصيص جزء من يومك للجلوس معه وسماعه، ومشاركته بنشاط يحبه كالرسم والتلوين، أو اللعب معه في لعبته المفضلة، أو سرد القصص التي يحبها، افعلي هذا أثناء نوم الرضيع، أو عندما يكون تحت رعاية والده، فمن المهم إشراك الأب وتوزيع المهام بينكما كي لا ترهقك كثرة المهام الأسرية.

| تفهمي ما يمر به

نهيئة4.png

ربما سيحاول طفلك رغم كل الوسائل التي اتبعتها للتخفيف من غيرته، جذب الانتباه عبر بعض التصرفات المزعجة، كمحاولة حمل الرضيع أو قرصه بعنف، أو ضربه أحيانًا، أو البكاء بصوت مرتفع أو بعض أعمال التخريب، إذ تكثر مثل هذه التصرفات من الأطفال في الفئات العمرية من [2-5] سنوات، وقد يحاول تقليد الرضيع، كأن يشرب من الرضاعة، أو يرتدي الحفاظ أو ينام في سريره. في الحقيقة، أنك مهما حاولت عزيزتي الأم في إفراد الوقت والمساحة لأطفالك الأكبر سنًا، إلا أن الانشغال بالمولود الجديد سيظل ظاهرًا، وبالتأكيد سيشعر طفلك بذلك، وهذا ما قد يفسر التغيير المفاجئ في سلوكياته، خصوصًا أن الاهتمام بالوافد الجديد لن يكون فقط من الوالدين، بل من الدائرة العائلة المقربة.

تفهمي موقفه جيدًا، وامدحيه بشكل دائم عززي فيه ثقته بنفسه، وجمال شخصيته، لا تعاقبيه بعنف، تفهميه فقط، ويمكنك أيضًا لفت انتباه زوجك ودائرتك المقربة مثل أمك وأخواتك وصديقاتك إلى الاهتمام بالأطفال الأكبر سنًا، والثناء عليهم، وجلب بعض الهدايا لهم. أخيرًا؛ ومن المهم التنويه إلى أن المولود الجديد يحتاج إلى رعاية خاصة، ومن المهم أيضًا التأكيد على عدم التهاون في تلبية احتياجاته، والحفاظ على سلامته من أجل تلبية رغبات من هم أكبر سنًا. وتذكري أن كثيرًا من الحوادث تقع بسبب هذا التساهل، يقع ضحيتها الطفل الرضيع.