هل أنت أم مرضعة ولديك تساؤلات حول ماهية التغذية السليمة لك؟ وهل هناك أنواع من الطعام تعمل على زيادة إدرار الحليب؟ وهل يتأثر مذاق الحليب من خلال نظامك الغذائي؟ هل تساءلت عن فوائد الرضاعة الطبيعية لطفلك؟ ولماذا يركز الأطباء والطاقم الصحي على التشجيع على الرضاعة الطبيعية؟ هل الرضاعة الطبيعية مفيدة لك؟ يجيبنا المقال التالي عن هذه الأسئلة وغيرها، فأهلا بكِ!
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
يعتبر حليب الأم "الغذاء الذهبي" المقدم للطفل، وقد وجدت الدراسات أن وجبة الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وجبة يأخذها الطفل الرضيع من أجل الشبع والنمو الجسدي فقط، وإنما تمتد فوائد الرضاعة الطبيعية للصحة العقلية والسلوكية والنفسية للأم والطفل. وهناك العديد من الدراسات التي أُجريت على الأطفال الرضع الذين حصلوا على رضاعة طبيعية مكثفة -ويُقصد بالمكثفة الاعتماد الكلي على الرضاعة الطبيعية فقط لمدة 6 أشهر، ثم لاستمرار للعام الكامل بجانب الأكل الصلب - أن تأثير الرضاعة وصل إلى امتلاك الأطفال الرضع على ذاكرة قوية.
إضافة إلى اكتساب لغوي أسرع، تطور حركي أعلى في عمر 14- 18 شهرًا، مقارنة بالأطفال الذين لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية؛ وذلك بسبب انتقال الدهون الجيدة من حليب الأم إلى الرضيع التي تعتبر غذاءً مناسبًا لنمو الدماغ لدى الطفل كما يحتوي حليب الأم على عناصر غذائية سهلة الامتصاص، وأنزيمات ومضادات أكسدة وخصائص مناعية تنتقل من الأم للرضيع، مما يعمل على تقليل تعرض الأطفال الرضع للأمراض.
اقرأ أيضًا: سيرة نفسية مختصرة لطفل تمتع بالرضاعة الطبيعية
فقد وُجد أن الأطفال الرضع الذين حصلوا على رضاعة طبيعية مكثفة امتلكوا جهازًا مناعيًا قويًا، كانوا أقل عرضة لمشاكل الجهاز الهضمي من الإسهال، الإمساك، التهاب المعوي، أقل عرضة لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، أقل عرضة لالتهابات الأذن ومشاكل السمع، أفضل في القوة البصرية، أقل عرضة لحدوث متلازمة الموت المفاجئ مقارنة مع الأطفال الذين حصلوا على الحليب الصناعي.
وتمتد فوائده الصحية لجيل الطفولة بحيث يكون الأطفال ذوي الرضاعة الطبيعية أقل عرضة لحدوث الأكزيما، السرطانات بأنواعها، أمراض القولون، السكري، السمنة، إضافة إلى التحسن في النمو العقلي. وكذلك الأمر في فترة المراهقة أقل عرض لالتهاب المفاصل، مشاكل في البلوغ وانتظام الدورة الشهرية.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
وتمتد فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الأم النفسية والجسدية وتؤثر بشكل كبير، فعلى الصعيد الجسدي تساعد الرضاعة على العودة للوزن الطبيعي بشكل أسرع؛ إذ يحتاج الجسم لـ 500 سعر حرارية/ يوم إضافي لإنتاج الحليب، كما تعمل الرضاعة الطبيعية على عودة الرحم لوضعه الطبيعي بعد الولادة بشكل أسرع، وتكون الأمهات المرضعات أقل عرضة لمشاكل التهابات البول ومشاكل فقر الدم ما بعد الولادة.
اقرأ أيضًا: تناولي ولا تتناولي... ماذا تأكل الحامل؟
وعلى الجانب النفسي؛ تعمل الرضاعة على تحسين الحالة المزاجية للأم، وتكون الأمهات المرضعات أقل عرضة لاكتئاب ما بعد الولادة؛ حيث تعمل الرضاعة الطبيعية على إنتاج هرمونات مهدئة ( الأوكسيتين والبرولاكتين) إذ تعمل على تقليل الضغط والتوتر، كما تقلل من تعرض الأمهات لسرطان الثدي والرحم.
أطعمة مفيدة للمرضعات
وإن التغذية السليمة للأم المرضعة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية من كربوهيدرات معقدة، بروتين، دهون جيدة، فيتامينات، ومعادن، تساعد على نجاح هذه العملية. وقد تحتاج بعض النساء ذوات الوزن الطبيعي إلى زيادة في السعرات الحرارية، بمقدار 500 سعر حراري أو بحسب وزن الأم وحاجتها، ويختلف ذلك تبعًا لعملية الرضاعة من أم لأم. أما ذوات الوزن الزائد، فلا يحتجن لهذه الزيادة مما يساعدهن في نزول الوزن.
كما أن بعض العناصر الغذائية في حليب الأم ثابتة في كميتها، مثل الكربوهيدرات والبروتين، ولا تتأثر بتغيير النظام الغذائي للأم، وبعضها متغير ويتأثر، مثل الدهون، لذلك يُنصح بتناول الجوز، اللوز، الأفوكادو، بذور الشيا، بذور الكتان، زيت الزيتون والطحينة، وغيرها من الدهون الجيدة التي تعمل على نمو دماغ الطفل بشكل سليم ومميز كما ذكرت أعلاه.
كما أن عملية تنوع الأطعمة المتناولة من قبل الأم تعمل على تنوع الأطعمة المنتقلة للطفل، مما يساعده على تقبل أنواع عديدة من الطعام عند انتقاله لتناول الطعام الصلب. ولا يقل أهمية في ذلك الماء، ويمكن للأم معرفة إذا كانت تحصل على كفايتها من الماء من خلال لون البول، فكلما كان لونه غامقًا دلّ على نقص السوائل في الجسم، والإشارة الثانية لذلك هي العطش.
وينصح بالتقليل من تناول الكافيين خلال فترة الرضاعة، لأنها تنتقل للطفل، وقد تؤثر على عملية النوم لديه، ومن المؤكد تجنب تناول الكحول وبعض المأكولات البحرية العالية في الزئبق.
اقرأ أيضًا: الشهور الوسطى والأخيرة: التغذية والإرشادات الطبية
تعرفنا عبر المقال على فوائد الرضاعة الطبيعية سواء للجانب النفسي والجسدي وعلى الأطعمة التي يجب أن تتناولها المرضعة، ختامًا، أود القول إن عملية تكرار الرضاعة وتفريغ الثدي من الحليب بشكل منتظم، بتوقيت منتظم، واستمرار عملية الرضاعة لنصف ساعة في كل مرة هو ما يساعد على إدرار الحليب وزيادة إنتاجه، ولا يوجد أنواع من الأطعمة تعمل على ذلك كما هو متداول ومنتشر بين النساء.