تمتلئ بيوتنا بالعديد والعديد من قطع السجاد؛ فهي قطعة ديكور رئيسة ومميزة، وليست فقط مجرد غطاء للأرضيات، وهي عنصر يساهم في تدفئة البيت، وتضفي للمكان جاذبية ورونق مختلف، إضافة لمنحه مساحة سواء للممرات أو لغرف النوم والمعيشة، لذلك حين اختيار نوعية السجاد وشكله وحجمه يجب التدقيق جيدًا وانتقاء المناسب للمكان ومساحت.
| لماذا نقتني السجاد؟
للسجاد وظائف عديدة، ولكن إحدى وظائف السجاد الأساسية هي تحديد المكان، وخصوصًا في القطع الكبيرة من المنزل؛ مثل الاستقبال الذي يضم ثلاث مساحات مختلفة، لذا فهو يلعب دورًا هامًا في تقطيع المساحات؛ فصل مساحة المعيشة عن مساحة مائدة الطعام ومساحة استقبال الضيوف مثلًا. والفائدة الأخرى هي توفير درجة من الدفء وخفض درجات الحرارة، خصوصًا في فصل الشتاء، ومع الأرضيات التي تتسبب في البرود الشديدة كالرخام والبورسيلين وغيرها.
وللسجاد عالم خاص واسع جدًا ومتشعب، وفيه عديد من الأنواع التي تتناسب مع كل الديكورات والاستخدامات.
| كيف إذًا أختار السجادة المناسبة؟
قبل الاختيار، من المفيد أن تكوني على دراية بأنواع السجاد المختلفة وخاماته، والاستخدام الخاص بكل نوع؛ فالسجاد عالم كبير وأنواعه متعددة ومتنوعة؛ كالسجاد الشينواه، والتركي، والعجمي، أو الإيراني، والسجاد الشاج، وسجاد الصوف، وسجاد الحرير، والسجاد اليدوي، والسجاد المصنع آليا، وقطع الكليم، وغيرها من الأنواع التي يمكنك الانتقال بينها بمنتهى السهولة، واختيار ما يلائم ذوقك واحتياجاتك.
يُعد الصوف مثلًا من أكثر الخامات قيمة وأفضلها، الحرير كذلك، إذ يعطي مظهرًا أنيقًا للمنزل. السجاد الإيراني يعتبر الأغلى نظرًا لطريقة صناعته وقيمته التي تزداد كلما زاد عمره. السجادة المصنوعة من الأقطان هي التي عليكِ تجنبها بسبب سهولة تلفها، وهكذا؛ فاختيارك للنوع يتوقف على مكانه واستعمالك وميزانيتك طبعًا.
في حال بدأتِ بفرش منزلك، وبعد تعرفك على خامات صناعة السجاد؛ فهي إما خامات طبيعية كالصوف والحرير والقطن والجوت، وهي بالطبع تحتاج لعناية خاصة وتنظيف رقيق.
وتوجد خامات صناعية كالبوليستر والنايلون والفسكوز وغيرها، والتي تتميز بسهولة تنظيفها، وانخفاض أسعارها مقارنة بالخامات الطبيعية، لذلك فيجب عليك اختيار مكان مناسب لكل سجادة ومعرفة الخامة التي تتلاءم مع مكان استعمالها.
تكوين السجاد نفسه يختلف من نوع إلى آخر، وتلك ملحوظة مهمة جدًا يجب أن تلتفتي لها، مثل نوعية الغرز، وأبزرهما السجاد ذو الوبر الحلقي، والسجاد ذو الوبر المقطوع، أو وعددها، فتختلف غرزة السجاد من واحدة إلى أخرى ومن غرض إلى آخر.
ويتعين اختيارنا لغرزة السجادة على أساس مهم جدًا، وهو مكان الاستخدام وطبيعته. السجادة التي ستوجد في غرف النوم تختلف عن السجاد الذي سيوضع في غرف المعيشة أو غرفة استقبال الضيوف، وهكذا.
وهذا الأمر يأخذنا لخاصية أخرى وهي كثافة السجادة؛ هل ترغبين في أن تكون سجداتك كثيفة، ذات غرز أكثر في السنتيمتر المربع، أم ترغبين في سجادة ذات كثافة أقل وغرز أقل. لكل كثافة المكان الذي يناسبها، فكلما ازدادت كثافة السجاد كلما كان أكثر راحة، ولكنه يصير أصعب في التنظيف.
تتميز السجادات الثخينة بأنها سميكة، وفي الغالب تستطيع مقاومة الحركة الكثيرة عليها خاصة إذا كانت مصنوعة من مادة مرنة وقيمة، كالصوف الطبيعي مثلًا، لكن السجاد الأقل كثافة بسهولة، وبعد فترة بسيطة تبدأ آثار الحركة عليه في الظهور.
سجاد غرف النوم مثلًا، من الأفضل أن يكون سميكًا وذو وبر عالٍ. في الغالب هذه الغرفة لا نتردد عليها كثيرًا خلال اليوم، لذلك فهي الأقل استهلاكًا، وفي نفس الوقت يحتاج المستيقظ من النوم لأرضية ناعمة ومرنة ودافئة أيضًا، كما أن له أسلوبه الخاص في التطبيق داخل غرف النوم.
سجاد غرف الطعام أيضًا له مواصفات خاصة؛ من المفضل أن تكون سجادة مصنوعة من خامة سهلة التنظيف وذات وبر قصير، وليس من المهم أن تكون الأغلى سعرًا بسبب عرضتها الدائمة للبقع والاتساخ.
ولغرف المعيشة يكون من الأفضل استعمال السجاد ذو الوبر القصير سهل التنظيف، وكلما كان وزن السجادة خفيفًا كلما كان أفضل لسهولة التعامل معها، خصوصًا وأنها سجادة تغطي مساحة واسعة من الأرض.
على الرغم من أن الخامات الطبيعية لها العديد من المميزات، وتتحمل الاستعمال المتكرر، إلا أن لها بعض العيوب التي يجب أن تأخذيها في الحسبان، فهي غالية بعض الشيء، كما أنها تحتاج لعناية خاصة جدًا وتجنب سكب أي مواد عليها بسبب قابليتها الشديدة لامتصاص الألوان، فيسهل تلفها بسرعة، وتلك النقطة تجعل من السجاد الصناعي أكثر انتشارًا ورواجًا بسبب أسعاره المنخفضة نسبيًا وسهولة تنظيفه أو استبداله في حالة التلف.
يجب مراعاة الحجم والمقاس، قبل شرائك لسجادة الغرفة ومراعاة الخامة المناسبة والألوان الملائمة وكل النقاط الفنية التي تهمك، لا بد من الالتفات لأهم عنصر وهو حجم السجادة بالنسبة للغرفة والمفروشات. هذا الأمر له أصول هندسية لا بد من مراعاتها، لأن الخطأ فيه من شأنه التسبب في تشوّه بصري يفسد الشكل العام للمكان حتى ولو كانت العناصر الموضوعة غالية الثمن وذات ذوق رفيع.
في هذه الصور نستعرض سويًا بعض الأسس التي يجب مراعاتها عند فرش السجاد في الغرف المختلفة والمقاسات المثالية للعناصر، وأهمها السجاد.
غرفة النوم لها أساس محدد وهو جعل السجادة كإطار حول السرير بالكامل، سواء كانت قطع سجاد أو سجادة كاملة أسفل السرير وتمتد عن جوانبه بما لا يقل عن ٥٠ أو٦٠ سم.
غرفة المعيشة أيضًا يتعين أن تكون سجادتها أسفل الأرائك والكراسي أو تلامس حوافها على أقل تقدير.
سجادة غرفة المعيشة هنا تبتعد كثيرًا عن الأرائك، ولا يُفضل تطبيق السجادة بهذا الشكل.
أما السفرة، وهو الأمر الذي قد يتجاهله البعض؛ فسجادتها يجب أن تحتويها وتحتوي الكراسي معها سواء كانت مغلقة أو مفتوحة لتناول الطعام.
الملحوظة الثانية؛ وهي نصيحة من الخبراء قد لا يلتفت إليها الكثيرون، وهي اختيار السجادة قبل اختيار لون الأثاث نفسه، قد تبدو نصيحة غريبة بعض الشيء ولكنها عملية جدًا؛ باختيارك السجادة أولًا يمكنك استخراج الألوان التي تريدين تطبيقها على الأثاث والمفروشات واختيارها بسهولة، خصوصًا في السجاد الذي يحتوي على العديد من الألوان، من خلاله يمكنك استلهام ألوان الستائر والأرائك بسهولة، بعكس شرائك لكل الأثاث، ثم بدء رحلة البحث عن سجادة تستوعب الألوان التي قمتِ بتطبيقها مسبقًا.
| بعض الحيل التي يمكنك تطبيقها للحصول على مظهر أنيق
في حالة امتلاكك لسجادة صغيرة نسبيًا عن المساحة التي ترغبين في تغطيتها يمكنك اللجوء لسجادة أخرى، بشرائك لسجادة كبيرة تغطي كامل المساحة المرغوبة ووضع السجادة الصغيرة عليها، لكن تلك الحيلة تقتضي شيئا مهمًا وهو عكس النمط؛ فإن كانت السجادة الصغيرة منقوشة، فستحتاجين لسجادة كبيرة بلون واحد، والعكس بالعكس، ولكن تكرار النمط أمر مرهق بصريًا ويخالف قاعدة مهمة في التعامل مع السجاد.
في المساحات المفتوحة التي تحتوي أكثر من قطعة، كوجود غرفة المعيشة مع استقبال الضيوف والسفرة، فتلك المساحات تحتاج لتحديد طبعًا، ولكن هل نلجأ لوضع ثلاث سجادات بنفس الشكل؟ في هذه الحالة يوجه الخبراء نصيحة مهمة جدًا وفنية؛ يمكنك اختيار سجادات مختلفة بقياسات مناسبة لتلك المساحات، ولكن مراعاة اشتراكها في خطوط تفصيلية كالنمط مثلًا أو تشكيل الألوان، ولكن تطابقها سويًا يعتبر تطبيق غير مريح في هذه الحالة.