بنفسج

تفريغ الضغط النفسي: من يطرق باب الخزان؟

الخميس 23 فبراير

طرق تفريغ الضغط النفسي
طرق تفريغ الضغط النفسي

هل تواصلت ذات يوم مع جسمك وحاولت فهم الرسائل النفسية التي يُصدِرُها لك على شكل أوجاع وأمراض؟ الحقيقة أن جسمك يتواصل معك ويُخبرك بالكثير ولكنك لا تسمعينه؛ فكل وجع ومرض جسدي له رسالة ودلالة يُحاول جسمك إيصالها لك. هنا سأوضح لك طرق تفريغ الضغط النفسي، وتأثير الضغوط والمتاعب النفسية على جسمك وصحتك.

 بداية، عليك أن تعي جيدًا أن الضغوط الحياتية والنفسية صفة طبيعية في عصرنا الحالي، الذي يتميز بالتسارع والضغوط من كل حدب وصوب. وبالرغم من طبيعية هذه الضغوط النفسية إلا أننا يجب أن نتفنن في طرق تفريغ الضغط النفسي حتى نحمي أنفسنا من أثرها، سواء على صحتنا أو على تصرفاتنا وعلاقاتنا بالعموم. 

| كيف تتخلصي من الضغوط النفسية؟

طرق تفريغ الضغط النفسي
عليك أن تعي جيدًا أن الضغوط الحياتية والنفسية صفة طبيعية في عصرنا الحالي، الذي يتميز بالتسارع والضغوط من كل حدب وصوب. وبالرغم من طبيعية هذه الضغوط النفسية إلا أننا يجب أن نتفنن في طرق تفريغ الضغط النفسي حتى نحمي أنفسنا من أثرها، سواء على صحتنا أو على تصرفاتنا وعلاقاتنا بالعموم. 
 
قد يكون جسدك الضحية لتراكماتك النفسية؛ فكبتك وعدم تفريغك لهمومك بالشكل السليم يؤدي لظهور أمراض جسدية أساسها نفسي بالدرجة الأولى.  هذه الأعراض ما هي إلا أوجاع جسدية يحاول جسمك إخبارك من خلالها أنه لم يعد يتحمل. والحقيقة أن كل مرض، ووجع جسدي له رسالة نفسية يحاول جسمك أن يُخبرك بها.

كل إنسان فينا لديه خاصية إنسانية تُعرف بــ(طاقة التحمل) هذه الصفة أشبه بالخزان، دعيني أُسميها (خزان الهموم). خزانك هذا يمتلئ بالماء كلما زادت همومك وضغوط حياتك، والمشكلة في هذا الخزان أنه كلما امتلئ بالماء كلما قلّت لديك صفة التحكم والتحمل، وبالتالي كلما زادت همومك وضغوط حياتك، كلما زادت المياه في خزان همومك وبهذا تقل سيطرتك على نفسك وعلى تصرفاتك، وبالتالي قد يصدر منك تصرفات وأقوال مؤذية لك وللغير في حال لم تُفرغيه بالشكل الصحيح.

دعيني أوضح لك كيف يُفرغ هذا الخزان، حتى تفهميه أكثر وتتعاملي معه بذكاء وحكمة أكبر. خزان الهموم يُفرغ بثلاث طرق، طريقتان سيئتان، وطريقة واحدة يمكنني أن أعتبرها صحيحة؛ سأوضح طرق تفريغ الضغط النفسي  لك حتى تفهمي نفسك أكثر. 

| الطريقة الأولى للتفريغ النفسي: طريقة سيئة طبعًا وهي إصدار تصرفات عنيفة ومؤذية إلى العالم الخارجي، والعالم الخارجي هنا يشمل:

| إيذاء الذات: هنا ستجدين أنك قد تؤذين نفسك إما لفظيًا أو جسديًا؛ لفظيًا من خلال الكلام الجارح والمحبط الذي قد توجهينه لطفلك الداخلي، وقد يتطور بك الأمر لإيذاء جسدك إما بالضرب والحرق وتناول المخدرات وغيرها من التصرفات المؤذية، وللأسف قد تصل لمرحلة قتل الذات، المهم أنك هنا تؤذين أغلى شخص على قلبك وهو أنت.  

هذه طريقة من طرق تفريغ الضغط النفسي والتي أعتبرها طريقة سيئة أيضًا وهي الكبت. وهي عكس الطريقة الأولى، تتمثل بأن تكبتين داخلك ولا تعبرين عن ضيقك وأحزانك وصراعاتك، تتمثل في أن تخنقين نفسك وتضغطين على نفسك أكثر دون التفريغ بأي طريقة. هنا يكون جسدك الضحية لتراكماتك النفسية.

| إيذاء الآخرين: هنا أنت تُصَدِرُين همومك وضغوطك على شكل تصرفات مؤذية بحق الآخرين، وكأن تمارس العنف بكل أشكاله تجاه الناس، سواء كان العنف (لفظيًا أو جسديًا أو عاطفيًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا أو حتى جنسيًا) بمعنى آخر؛ أن كثير من أشكال التعدي والعنف التي تراها في المجتمع ماهي إلا تفريغ خاطئ لخزانات الهموم والضغوط النفسية لدى الأفراد في المجتمع. عليك أن تتعملي جيدًا طرق تفريغ الضغط النفسي.

| الإضرار بالمادة: وهذه الجزئية تتمثل في التفريغ النفسي من خلال التكسير وتحطيم المقتنيات وأغراض المنزل أو الأغراض الشخصية. وبالتالي كل مرة كنت تحطمين بها شيئًا، كل مرة كنت فيها تُكسرين الزجاج والأبواب وغيرها من الماديات كنت تحاولين تفريغ ضغطك النفسي فيها. 


اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للصحة النفسية: الاستثمار في استقاء المعلومة


| الطريقة الثانية للتفريغ النفسي: وهذه طريقة من طرق تفريغ الضغط النفسي والتي أعتبرها طريقة سيئة أيضًا وهي الكبت. وهي عكس الطريقة الأولى، تتمثل بأن تكبتين داخلك ولا تعبرين عن ضيقك وأحزانك وصراعاتك، تتمثل في أن تخنقين نفسك وتضغطين على نفسك أكثر دون التفريغ بأي طريقة.

هنا يكون جسدك الضحية لتراكماتك النفسية؛ فكبتك وعدم تفريغك لهمومك بالشكل السليم يؤدي لظهور أمراض جسدية أساسها نفسي بالدرجة الأولى.  وفي علم النفس تسمى هذه الأمراض بــ الأعراض "النفسجسمية". هذه الأعراض ما هي إلا أوجاع جسدية يحاول جسمك إخبارك من خلالها أنه لم يعد يتحمل. والحقيقة أن كل مرض، ووجع جسدي له رسالة نفسية يحاول جسمك أن يُخبرك بها، دعيني أضرب لك بعض الأمثلة حتى تفهمي نفسك وجسمك أكثر: 

| وجع الرأس: رسالة من جسمك، وهي كُفَي عن التفكير المفرط واحسمي أمر ذاك الشيء الذي يُحيرك رجاءً.

| الأوجاع في جهاز السمع والنطق: لديك سواء في الأذن أو بالأنف أو بالحلق والغدة الدرقية، كلها رسائل لك من جسمك تُخبرك لا تكبتي أرجوك، عبري عن فكرتك ولا تكبتي؛ فالكبت وعدم التعبير عما تشعرين به يؤدي لتجمع الطاقة السلبية في جهازك الصوتي وبالتالي ظهور الأوجاع فيها. 

طرق تفريغ الضغط النفسي

دعيني أضرب لك بعض الأمثلة حتى تفهمي نفسك وجسمك أكثر: 

| وجع الرأس: رسالة من جسمك، وهي كُفَي عن التفكير المفرط واحسمي أمر ذاك الشيء الذي يُحيرك رجاءً.

| الأوجاع في جهاز السمع والنطق: لديك سواء في الأذن أو بالأنف أو بالحلق والغدة الدرقية، كلها رسائل لك من جسمك تُخبرك لا تكبتي أرجوك، عبري عن فكرتك ولا تكبت؛ فالكبت وعدم التعبير عما تشعرين به يؤدي لتجمع الطاقة السلبية في جهازك الصوتي وبالتالي ظهور الأوجاع فيها

| الأوجاع في ظهرك: ولا سيما في الفقرات السفلية لعمودك الفقري، تخبرك أنك تعاني من الخيبة والإحساس بفقدان السند في حياتك؛ فإحساس فقدان السند يُترجم على شكل أوجاع في العضو المسؤول عن سند الجسم وهو (العمود الفقري).

| الأوجاع والأمراض في جهازك التناسلي: تخبرك عن كبت وعدم رضا في حياتك الجنسية؛ فأي إحساس سيء ينتابك تجاه حياتك الجنسية إن زاد عن الحد الطبيعي، سيظهر على شكل أوجاع وأمراض في أعضاءك التناسلية سواء كنت رجلًا أو امرأة. 

| مرض السرطان: من ناحية نفسية هو ترجمة لصدمات نفسية عميقة مرّ بها الشخص وكبتها خلال سنوات طويلة. 

طرق تفريغ الضغط النفسي
من طرق تفريغ الضغط النفسي الاحتيال على خزان همومك وتفرغينه بنفسك قبل أن يمتلئ

| الطريقة الثالثة للتفريغ النفسي: الآن وقد وصلنا للطريقة الثالثة لتفريغ  الضغوط النفسية والتي أعتبرها الطريقة الصحيحة، وهي أنك تحتالين على خزان همومك وتفرغينه بنفسك قبل أن يمتلئ. بمعنى آخر أن تُفرغين همومك قبل أن تصل للحد الذي تفقدين فيه السيطرة على نفسك. 

هذه الطريقة من طرق تفريغ الضغط النفسي تخبرك بالتالي: عليك أن تُحدِثَي في خزانك مجموعة من الثقوب، هذه الثقوب عبارة عن نشاطات وأحداث تقدميها لنفسك كهدية. هذه النشاطات قد تكون فردية بينك وبين نفسك، كأن تنعزلي قليلًا عن الناس، أو أن تقرأي كتابك، أو أن تحتسي كوبًا من الشاي بهدوء وحدك. كأن تختلي بربك وتصلي أو تمارسي طقوسك الدينية.


اقرأ أيضًا: عندما يجعلكِ الخريف حزينة: خمسة طرق مثبتة للتغلب على الاكتئاب الموسمي


ويمكن أن تكون طرق التفريغ النفسي جماعية- أي أن تقومي بأنشطة مع العائلة أو الأهل أو الأصدقاء، كالزيارات الاجتماعية، أو حضور الندوات الثقافية والدورات التدريبية، كالذهاب في رحلة مع جماعة ما. المهم أن تقضي وقتًا ممتعًا ومفيدًا مع جماعة ما. قد تكون هذه النشاطات مجانية لا تُكلفك شيئًا من الناحية المادية كأن تأخذي قسطًا من النوم فتنامين ساعة إضافية، أو أن تحتضني شخصًا تحبيه، كأن تستمعي لموسيقى تحبيها، كأن تمشي نصف ساعة، كأن تشاهدي فيلمًا كوميديًا يساعدك على الضحك، لا تستغربي فالضحك من أشهر العلاجات النفسية الفعالة. أي شيء، المهم أن تُهديه لنفسك بِحُب. 

أيضًا قد تكون النشاطات مُكلفة ماديًا كأن تشتري لنفسك هدية أو تنفقي في شيء تحبيه. يمكنك أيضًا ممارسة الفضفضة سواء لشخص من دائرة علاقاتك الشخصية أو لشخص متخصص في المجال النفسي. أيضًا تساعدك استشارة أهل الاختصاص في حل مشكلاتك والتخفيف من التوتر والضغط الناتج عنها. لا يهم ما طبيعة النشاطات والأشياء التي ستقومين بها بِقَدرِ أهمية أن تُهديها لنفسك بكل حب، مهما كانت.


اقرأ أيضًا: كآبة أم اكتئاب: مستويات للاضطرابات المزاجية


أخيرًا؛ تناولنا هنا طرق تفريغ الضغط النفسي في خطوات، وأُحِبُ أن أُذكرك أن الحياة مرة واحدة، فتفنني بإسعاد نفسك، أبدعي بخلق أجواء ونشاطات مبهجة ومفرحة لك، ونَوِعي بها حتى يسهل عليك تفريغ الضغوط النفسية والتراكمات النفسية أولاً بأول.  وتذكري جيدًا.. أنت تستحقين السعادة وأن تعيشي حياتك وحاضرك، فلا تبخلي على نفسك بصناعة السعادة والتفنن بها. لأجلك، لأجل صحتك، ولأجل علاقاتك.