بنفسج

أم أيمن القواسمي: حاضنة الش@داء.. زوجة وأما

السبت 18 نوفمبر

أم أيمن القواسمي، حاضنة الشهداء؛ أمًا وزجة، فعادة ما نقول مجازيًا واستعاريًا وتشبيهيًا، "رحم الثورة"، "رحم الأبطال"، "انطلاقة من أرحامهن"، والحقيقة أن الثورة الفلسطينية تنمو وتتطور أفعالها، وتنجب الثوار والأبطال والمقاومين الذين لا يموتون، ولا ينتهون، ولا يتوقفون، وهذا ليس بالمجاز البتة، إنه حقيقة تعيش عليها الثورة. فهي تستمر في إنجاب الأمهات، هذا الإنجاب الذي يبدأ مع فعل الولادة، ويستمر بالاحتضان والحماية والدعم والدفع. فلن ينجب بيت البرغوثي الأبطال دون أمهم، ولا ينجب بيت الفرحات دون الأم والمربية والقائدة التي حمّلتهم السلاح وقالت اذهبوا، ولن ينجب بيت العزمي دون الأم التي كانت تشد وتآزر وتدفع أبناءها، وتعتصم وتزور في السجون وتخبىء الأصحاب في كنفها، وظلت تفعل ذلك إلى حين وفاتها، والأمهات في هذه الأمثلة كثيرات لا يحصين، فما الاحتلال فاعل بهذه القوى غير المحسوبة من الجند والمقاتلين في صفوف المقاومة، وكيف يقتلعها وينهيها فينهي منبع المقاومة.

أم أيمن القواسمي: حاضنة الشهداء

وعن ابنها الشهيد عبد القادر، وهو الذي تزوج حديثًا، وحملت زوجته بمولودة، فهو كذلك على درب أبيه، تربى على حب الوطن وحمل الأمانة.
 
 كان يعرف عن عبد القادر طيب الخلق والأخلاق، جميل المعشر، باسم الوجه، يغار على دين الله وحرماته. عرفه المسجد الأقصى في كل الأوقات، فقد كان يحرص على الاعتكاف، وخدمة المعتكفين، وينافح عن المصلين، وينتصر للمرابطات، ويظل صامدا في الاقتحامات.
 
ويقول: هدول أهل الأقصى يا رسول الله، هدول الي دافعوا عنه وفدوه بكل شي..". وعرف عبد القادر من المرابطين الذين صمدوا في اعتكافات مقام النبي موسى حتى آخر يوم.

إن أمثالهن تكاد لا تنحصر، منهن من نعرفهن، وكثيرات لا نعرفهن، وعندما نقول لا نعرفهم فنحن لا نحصي أمهات وزوجات وأخوات الأسرى الذين تجاوز عددهم 7000 أسير، ولا نحصي من هم على الثغور، ولا نحصي من لا نعلمهم من الذين يُعدون، ولا نحصي أمهات المقاومين في غزة،فكل بيت في غزة فيه مقاومة، تعلم أمه أنه يتدرب، وينتمي لكتيبة مقاتلة، وهي التي ربته شبرًا شبرًا، وتمنته مهندسًا أو طبيبًا يتزوج وينجب الأطفال ويعيش هانئهًا. ولكنها لا تكتفي بذلك، فهي من أرادته في وحدة الضفادع البشرية، أو مطلقي الصواريخ في لواء الشمال، أو مقاتلي لواء الوسط.

الأم الحاضنة اليوم هي زوجة شهيد بطل، وأم شهيد بطل، وأم أسير بطل، ولم تكن لتكن هذه العائلة المناضلة لولا هذه الأم التي رأينا الاحتلال يعتقلها قبل أيام، وهي العجوز المسن التي تجاوزت الستين، وهي تتعرض للتحقيق القاسي هذه الأيام. إنها أم أيمن القواسمي، أم الشهيد منفذ عملية النفق، عبد القادر القواسمي، وزوجة الشهيد عبد الله القواسمي.

أم أيمن، من مدينة نابلس، 62 عامًا، مربية فاضلة وناشطة في الميدان الاجتماعي والتربوي، عملت مديرة لمدرسة ثانوية في الخليل، ولها من الأبناء والبنات ستة: بيان ودعاء وأيمن وحنين وصلاح الدين وعبد القادر.

لقد أضحى من عائلتها الشهداء والأسرى، وهم من الأبطال، إذ إن زوجها عبد الله القواسمي كان من أول قادة حماس وأحد قادة العمل الإسلامي الدعوي في مدينة الخليل، وهكذا نشأ أولاده في تربيتهم على يد والدتهم "أم أيمن". تمكن زوجها من قيادة 15 عملية استشهادية، تجهيزًا وإعدادًا وتنفيذًا، في عمليات وكمائن واقتحامات. أم أيمن، من مدينة نابلس، 62 عامًا، مربية فاضلة وناشطة في الميدان الاجتماعي والتربوي، عملت مديرة لمدرسة ثانوية في الخليل، ولها من الأبناء والبنات ستة: بيان ودعاء وأيمن وحنين وصلاح الدين وعبد القادر.

آمنت أم أيمن أن المقاومة هي المؤهلة لجني ثمار النصر في فلسطين، إذ إنها تقول إنها: "ليست المقاومة فقط بل فكرة ومنهج أيضاً، وهي لا تقوم على أشخاص بل على مبدأ مؤيد من رب العالمين . ورغم كل الضربات التي تعرضت لها إلا أننا نرى ازدياداً في حجم التأييد لها والالتفاف حولها، وحتى عندما استشهد مؤسسها الإمام الشهيد أحمد ياسين وجدنا هذه الحركة تكبر وتمتد، بينما قد تجد غيرها من الحركات تصغر وتتشتت بغياب قادتها. فهي حركة من رحم فلسطين والشعب الفلسطيني، وفلسطين هي قلب العالم وتشكل أساس الصراع، ولذلك فالحركة المقاومة بنهجها ومبادئها وتضحياتها تحظى بتأييد واسع على مستوى العالم وخاصة بعد أن نجحت في اختراق جدار الحصار بدون تنازل أو تفريط."

المرأة التي قاسمت الرجل محنته ونضاله

الأم الحاضنة اليوم هي زوجة شهيد بطل، وأم شهيد بطل، وأم أسير بطل، ولم تكن لتكن هذه العائلة المناضلة لولا هذه الأم التي رأينا الاحتلال يعتقلها قبل أيام.
 هي العجوز المسن التي تجاوزت الستين، وهي تتعرض للتحقيق القاسي هذه الأيام. إنها أم أيمن القواسمي.
 أم الشهيد منفذ عملية النفق، عبد القادر القواسمي، وزوجة الشهيد عبد الله القواسمي، الذي استشهد قبل أكثر من 20 عامًا

وهاي هي أم أيمن تؤكد على القاعدة التي تقوم عليها الثورة الفلسطينية، بل إنها حاضتنها وأمها ورحمها ومكمن استمرارها وديمومتها، إذ تقول: "المرأة بشكل عام كما يقال هي نصف المجتمع، ولكنني أرى أنها كل المجتمع لأنها تنجب النصف الآخر، كما أنها أم الشهيد والأسير وزوجته وابنته واخته، ولذلك فهي أساس المجتمع. والمرأة المسلمة من خلال تبنيها لنهج الإسلام في حياتها كان لها الدور الكبير في إعداد نواة المجتمع أي الأسرة المسلمة، فأعدت الابن والأخ والزوج، وعملت على تربية الأبناء وبنائهم داخل الأسرة وتوجيههم نحو تعلم القرآن وأحكامه وفهم منهج الإسلام.

كما خاضت غمار العمل خارج البيت أيضاً وأبدعت كطالبة ومعلمة ومهندسة وطبيبة وغير ذلك وأثبتت نفسها في كل مجال وكان لها تأثير إيجابي على كل من تعاملت معهن في محيطها. وشاركت أيضاً في العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي انخرطت فيها وأدارت بعضها كالجمعيات الخيرية وكان لها دور فاعل ومميز فيها.

ولا ننسى أن المرأة شاركت الرجل في محنته فتقاسمت مع الزوج والابن المعاناة والصبر ولم تيأس ولم تتراجع وتحملت أعباء غيابه واحتسبت ذلك وشعارها (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وكان لها دور أيضاً من ناحية فكرية كطالبة وداعية وكاتبة أسهمت في نشر الفكرة الإسلامية وتدعيمها، وأوضحت للناس طبيعة الإسلام وصلاحيته للفرد والأسرة والمجتمع، وتصدت للأفكار المستوردة والمسمومة التي تنتقص من الأخلاق أو الكرامة.

أيضاً سياسياً وميدانياً كان للمرأة دور بارز فنحن نجدها في كل مكان.. في المسيرات والفعاليات الجماهيرية المختلفة، ووصلت إلى المجلس التشريعي، وقد تميزت المرأة داخل إطار الحركة الإسلامية بعطائها الكبير خلال فترة الانتخابات، وكانت بشهادة الجميع متميزة في نشاطها وهمتها ولها دور في صناعة الفوز.

ولا بد من القول إن المرأة في جميع القطاعات النسوية تسعى لخدمة المرأة وحقوقها، ولكن كل إطار يعمل من منطلق نهجه وقناعاته الفكرية، ولكن ما يميز نشاطات النساء داخل الحركة الإسلامية أنها نابعة من العقيدة والثقافة الإسلامية، والتي هي ثقافة الشعب الفلسطيني الأصيلة ولذلك نجدها ناجحة في إدارة هذه النشاطات.

في بيت الشهيد عبدالله القواسمي 

أما أصعب مراحل الدعوة وطريق المقاومة التي شهدتها أم أيمن وأولادها وزوجها هي محنة الإبعاد.
 
تقول أم أيمن: "كنا نجهل مصيرنا ومصير المبعدين على حد سواء، خاصة وأنهم كانوا على مرمى الدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان وكنا نتوقع لهم إما شهادة جماعية وإما أن يتشتتوا في منافي الأرض.
 
ولكننا كنا دائمي الدعاء لهم إلى أن تحسنت أوضاعهم وأصبحت قضيتهم عالمية ومنّ الله عليهم بالرجوع إلى أرض الوطن رافعي الرؤوس.

وعن زوجها وبيتها وأولادها وعلاقتهم بالثورة والمقاومة، فقد نشأ زوجها الشهيد على ارتياد المساجد وحب الوطن وكان منذ صغره يشارك في مقارعة جنود الاحتلال، كما كان من أوائل الذين أشعلوا نار الانتفاضة الأولى في مدينة الخليل قبل أن يعتقل من مسجد الحرس بتاريخ 25/3/1988.

فتقول: كان زوجي يقول: بدنا نعمل مع 24 ساعة، حتى أنني أحياناً كنت أقاطعه وهو ينشد مازحة: أليس لنا ساعة واحدة؟. وبالفعل أتمّ رسالته وذهب إلى ربه شهيدًا، نسأل الله أن يتقبله في عليين. وهو واثق من مصير المقاومة ومشتقبلها، وأن لا جدوى إلا بها، وهو لم يتطلع إلى فلسطين بأي حال دونها، بل إنها ستتحرر على يد هذه الثلة المؤمنة الواثقة بنصر الله.

أما أصعب مراحل الدعوة وطريق المقاومة التي شهدتها أم أيمن وأولادها وزوجها هي محنة الإبعاد، تقول أم أيمن: "كنا نجهل مصيرنا ومصير المبعدين على حد سواء، خاصة وأنهم كانوا على مرمى الدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان وكنا نتوقع لهم إما شهادة جماعية وإما أن يتشتتوا في منافي الأرض. ولكننا كنا دائمي الدعاء لهم إلى أن تحسنت أوضاعهم وأصبحت قضيتهم عالمية ومنّ الله عليهم بالرجوع إلى أرض الوطن رافعي الرؤوس بعد أن نصروا نهجهم وأغلقوا ملف الإبعاد.

وعن ابنها الشهيد عبد القادر، وهو الذي تزوج حديثًا، وحملت زوجته بمولودة، فهو كذلك على درب أبيه، تربى على حب الوطن وحمل الأمانة، كان يعرف عن عبد القادر طيب الخلق والأخلاق، جميل المعشر، باسم الوجه، يغار على دين الله وحرماته. عرفه المسجد الأقصى في كل الأوقات، فقد كان يحرص على الاعتكاف، وخدمة المعتكفين، وينافح عن المصلين، وينتصر للمرابطات، ويظل صامدا في الاقتحامات، ويقول: هدول أهل الأقصى يا رسول الله، هدول الي دافعوا عنه وفدوه بكل شي..". وعرف عبد القادر من المرابطين الذين صمدوا في اعتكافات مقام النبي موسى حتى آخر يوم.

وها هو يرتقي شهيدًا، وقد تزوج منذ 7 أشهر فقط، بعد أن نفذ عملية النفق برفقة حسن قفيشة ونصر القواسمي، عند نفق جنوب القدس بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا مع جنود الاحتلال.