بنفسج

القصف يطال عضو هيئة التحرير في بنفسج آلاء الهمص

الإثنين 04 ديسمبر

استهدف الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس عضو هيئة التحرير في مجلة بنفسج آلاء الهمص، وأصيبت إصابات بالغة في العمود الفقري، إثر غارة صهونية موجهة إلى بيتهم الكائن في رفح، وهي في حالة ماسة لتلقي العلاج اللازم للحفاظ على سلامتها، في ظل الشلل الذي تعاني منه المستشفيات والقطاع الطبي في قطاع غزة، فضلاً  عن تعذر نقلها إلى المستشفى المتخصص بسبب صعوبات التنقل، إذ يحول التقدم العسكري الإسرائيلي في القطاع من حرية التنقل من جنوب القطاع إلى شماله، وتحتاج إلى تنسيق أمني حتى يتسنى لها الانتقال إلى مشافي شمال القطاع، لتلقي العلاج اللازم. 

نُعرب في بنفسج إدارة وأعضاء وهيئة تحرير عن قلقنا الشديد على الصديقة والأخت والزميلة آلاء الهمص التي تعيش ظروفًا إنسانية صعبة جدًا، فبين مرارة الفقد والإصابة، وعدم القدرة على التواصل، فقد فقدت الزميلة عددًا من أفراد عائلتها شهداء في القصف المباشر على منزل عائلتها، فاستشهدت أمها وأخواتها وثلاثة من أخوتها، ونحمد الله على سلامة ابنها الوحيد عبدالله. 

آلاء الهمص: عضو هيئة التحرير في بنفسج 

الهمص 1.jpg
 

الهمص صحافية فلسطينية من قرية يبنا المهجرة، وتعيش في مخيم يبنا في مدينة رفح في قطاع غزة. عملت آلاء منذ تخرجها في مضمار الصحافة وتنقلت في ميداين صحافية مختلفة: المرئي والمسموع والمكتوب منها. إذ عملت آلاء صحافية ميدانية تقدم التقارير وتنقل الحقائق، وكذلك عملت مقدمة في برنامج "ترند فلسطين"، وكذلك صحافية في منصات عدة مثل شبكة نوى، ومنصة سند، وشكبة قدس.

وآخرها منصة بنفسج، وهي مجلة فلسطينية تعنى بالمرأة والمجتمع، وتقدم مواد صحافية وإعلامية بقوالب مختلفة بما يتناسب مع السياق الفلسطيني. تكتب فيها المواد الصحافية وتجري التحقيقات في غزة والضفة، وتسجل مواد البودكاست، وهي كذلك تعمل في إعداد محتوى السوشال ميديا.

منذ ما يزيد عن الشهرين، حال أهل غزة جميعًا، انقطع الاتصال بآلاء مرات عدة، إلا أنها كانت تخرج على منصات التواصل الاجتماعي لتقول أنهم صامدون صابرون مرابطون، إذ قالت على صفحتها في فيسبوك  مؤخرًا، وكأنها كانت تشعر بما سيحل بها وأهلها: "أنا ممكن أسامح أي شخص أذاني، خذلني، ظلمني أو هضم حقي، بس لا يمكن بحياتي أسامح شخص أجبرني أنسى أخلاقي وعقلي عشان أوقف إساءته وأسترد حقوقي وبيكون له النصيب الأكبر من دعائي عليه كل ما رفعت إيدي بالدعاء في ساعات الاستجابة".

وقالت قبل ذلك: "يا رب نرجع لحياتنا الطبيعية.. يرجعوا أولادنا للمدارس ونرجع لشغلنا وروتينا الممل، نرجع لمشاكلنا البسيطة الي كنا مفكرينها نهاية المطاف، ولصحابنا وحبايبنا وطشاتنا وأكلاتنا وفسحنا، نرجع لحياتنا الهادية وروتينا الممل.. عارفين كلنا انه الي راح صعب يرجع بس متأملين انه الي جاي يكون أفضل وبنقول يا رب".

وكتبت كذلك: "تأكدوا دائما يا أهل غزة أن هذا قدرنا الذي لم يكن ليمنعه شيء أو أي ردة فعل أو حتى تقاعس وتسليم أو استسلام، مع عدو يتعطش دائما لدمائنا".

آلاء الهمص: الصحافة في خدمة القضية الفلسطينية

الهمص3.jpg
 

كتبت آلاء عن الأسيرات وقابلتهن، وأعدت مواد صحافية حولهن في محاولة لإيصال صوتهن، كما كتبت عن أمهات الشهداء وأجرت مقابلات معهن، وأجرت التحقيقات الصحافية وأعدت القصص عن النساء الغزيات المبدعات وصاحبات المشاريع وغيرهن.

وشاركت الهمص في العديد من اللقاءات والمؤتمرات والملتقيات الصحافية التي تركز على تجارب الصحافيات الفلسطينيات في الميدان. وها هو يستهدفها لأنه يعلم أن الخطر لا يأتي فقط من المقاتل الذي يحمل البندقية وإنما يأتي من صاحب الصوت والكلمة، من صحافي يتكلم بلسانه، ويلتقط بكاميرته، فينقل الحقيقة ويعري المحتل.

استهداف الصحفيات الفلسطينيات: إسكات لصوت الحقيقة 

الهمص2.jpg
 

وقد استهدف الاحتلال منذ بدء العدواء سبع صحافيات، وهن: آيات خضورة، وهي مقدمة بودكاست، استشهدت وعائلتها في غارة جوية إسرائيلية في بيت لاهيا شماليّ غزة. ودعاء شرف، وهي صحافية في إذاعة الأقصى، استهشدت وابنها في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في اليرموك.

وسلمى مخيمر، وهي صحفية مستقلة، استشهدت مع طفلها الرضيع ووالدها ووالدتها وعددٍ من أفراد عائلتها، في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبّي قطاع غزة. وسلام ميمة، وهي رئيسة لجنة الصحفيات في التجمع الإعلامي الفلسطيني، استشهدت بعد قصف على منزلها في مخيم جباليا مع زوجها وطفليها. وإيمان العقيلي، وتدير قناة خاصة بها على موقع "يوتيوب"، استشهدت خلال قصف على مدينة غزة. وشيماء الجزار، وقد استشهدت اليوم مع أفراد عائلتها بعد قصف منزلهم في رفح.