بنفسج

الصحفية علا عطا الله

الثلاثاء 12 ديسمبر

أنا الصحفية الفلسطينية علا عطالله، من حي الدرج في منطقة مخيم جباليا. عملت مراسلة في العديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزّة، و كتب التقارير لوكالة الأناضول التُركيّة، وشبكة مواطن، ومنصة تواصل الإعلامية، ووكالة هيسبرس. كتبت في السياسة وتحليل القضايا والشؤون التي تخص، وكتبت في الشأن الاجتماعي فتناولت الأطفال والنساء في تقاريرها، وأخيرًا توثيق الحقيقة المرعبة التي يعيشها أهلي في غزة.
الصحفية علا عطاالله

كتبت عن غزة، عن وجعها، عن أهلها ومعاناتهم اليوميّة، كتبت عن الحرب وعن حُزن الأطفال، وليالي الخوف والرُعب، شهدت كل حروب غزة، ولكنني لم أشهد حربًا أكثر رعبًا ودموية ووجشية من هذه الحرب، نسيت نفسي كصحفية وأنا أنقل الاحداث وأكتب التقارير، لم أكن صحفية أبدًا وانا أفعل ذلك، كنت حدثًا يوميًا، أعيش الأيام الصعبة في الشوارع والبيوت المهدمة والمستشفيات ومراكز الإيواء، رأيت غزة تنقلب من وطن محبب جميل يحيطها البحر إلى ركام رمادي ودخان أسود ورائحة الموت في كل الأنحاء...

أنا الصحفية الفلسطينية علا عطالله، من حي الدرج في منطقة مخيم جباليا. عملت مراسلة في العديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزّة، و كتب التقارير لوكالة الأناضول التُركيّة، وشبكة مواطن، ومنصة تواصل الإعلامية، ووكالة هيسبرس.

"كم على غزة أن تعدّ من ليالي الرعب والموت؟ كم عليها أن تعدّ من أيام الفقد والغياب والوجع؟ كم عليها أن تعدّ من ساعات الجوع والعطش والبرد والمرض والنزوح والغربة؟ كم عليها أن تعدّ من راحلين وباكين ومكلومين كي تسقط لعنة الحساب وتختفي قسوة الأرقام!".

كتبت في السياسة وتحليل القضايا والشؤون التي تخص، وكتبت في الشأن الاجتماعي فتناولت الأطفال والنساء في تقاريرها، وأخيرًا توثيق الحقيقة المرعبة التي يعيشها أهلي في غزة.

"كم على غزة أن تعدّ من ليالي الرعب والموت؟ كم عليها أن تعدّ من أيام الفقد والغياب والوجع؟ كم عليها أن تعدّ من ساعات الجوع والعطش والبرد والمرض والنزوح والغربة؟ كم عليها أن تعدّ من راحلين وباكين ومكلومين كي تسقط لعنة الحساب وتختفي قسوة الأرقام!".

كتبت هذه الكلمات ورحلت وقد كنت أشعر أنني قد أموت في أي لحظة.. استشهدت في 9 ديسمبر 2023 رفقة عائلتي: أخي وزوجته، وأولاد خالي في حي الدرج في مخيم جباليا شمال القطاع، بعد أن كنا قد نزحنا إلى منزل خالي، فرحلنا معا وجميعا...أرحل و70 صحفيا سبقني من غزة من بينهم 8 صحافيات... لقد بذنا ما في وسعنا جميعا لنقل الحقيقة... فتذكرونا!