بنفسج

الأسيرة الفلسطينية شذى جرابعة: الصغيرة التي كبُرت على عجل

الأربعاء 21 اغسطس

تقرير اليوم مختلف عن التقارير التي تكتبها هيئة التحرير في بنفسج، ذلك أنه عن إحدى المراسلات في بنفسج وسفيراتها في الضفة الغربية، وهي الزميلة شذى جرابعة، 23 عامًا، من قرية بتين شرق مدينة رام الله. اعتقلت زميلتنا شذى ليلة الجمعة الماضية في تاريخ 16 آب/ أغسطس، بطريقة وحشية بربرية، من بيتها ومن بين يدي عائلتها، كما اعتقل معها أخوها عبد الرحمن، واعتقل سابقًا أخوها أحمد. شذى فتاة خلوقة، عرفت في ساحات الجامعة بابتسامتها ونشاطها وخدمتها للطلبة، من خلال عملها نشاطها النقابي الطلابي في مجلس الطلبة. 

الأسيرة الفلسطينية شذى جرابعة: ليلة الاعتقال 

الأسيرة الفلسطينية شذى جرابعة.jpg

قابلنا من عائلتها أمها وأختها وصديقاتها واستعنا بإجابتهم لكتابة تقرير واف عن الصديقة شذى، وكان خير من يستطيع التعريف بها أمها علياء، تقول: "شذى ٢٣سنة، تخصص أحياء وكيمياء حيوية، جامعة بيرزيت، تعمل عملًا خاصًا في متجر إلكتروني اسمه مسك للزي الشرعي، وكذلك مع مؤسسة في رام الله. اعتقلت ابنتي بطريقة وحشية جدًا وشتائم بذيئة. ضربوا عبد الرحمن وصرخوا على شذى واخترقوا غرفتها وهي تلبس حجابها". 

كما سألنا أختها المقربة منها فاطمة، فقالت: "في تمام الساعة ٢ قبل الفجر، تم تفجير باب المنزل واقتحامه بطريقة همجية، كانوا يصرخون باستفزاز شديد. دخلوا البيت، وسألوا: من هنا؟ أجابهم والدي شذى وعبدالرحمن، فاقتحموا الغرفة مباشرة.  شذى كان اعتقالها سريعًا، لبست وجهزت وطلعت ودعت أمي وأبوي بدون تعصيب عينين ولا تربيط أيدي، ونزلت عالدرج لحالها وهم وراها، أما عبد الرحمن فتعاملوا معه بطريقة وحشية، تم الاعتداء عليه في الغرفة وربطوا يديه وعصبوا عينيه قبل خروجه من الغرفة. ولم يسمح له بتوديعنا ولا حتى بتجهيز نفسه. "

عملية الاعتقال كانت كلها وسط أصوات صراخ واستنفار حيث لم يتجاوز مكوثهم في المنزل ربع ساعة. اعتقلو عبد الرحمن وشذى مع تلفوناتهم فقط بدون تفتيش أو تخريب بالبيت.شذى عند اعتقالها خرجت من المنزل قوية ثابتة، ودعت أبويها مع ضحكة زينت وجهها وقهرتهم بالتأكيد".

شذى المحبوبة المدللة 
 

الأسيرة شذى جرابعة المحبوبة والمدللة.jpg

وعن شذى الطفلة التي كبرت تقول أختها بأنفاس الأخت الكبيرة: "شذى...شذى صغيرة العائلة.. فهي الأصغر سناً والأكثر دلالاً.. لما نشوف مراحل حياتها كيف بتكبر وبتطور أو نشوف كتاباتها أو إنجازاتها.. بنصفن كيف لهذه الصغيرة أن تسبقنا.. شذى قريبة من قلب كل من يعرفها.. اجتماعية ولها علاقات واسعة جدًا وعدد كبير من المعارف والأصدقاء.. معطاءة.. تحب أن تعطي وتسعد كل من حولها..

طموحة؛ فبعد التخرج عملت شذى عن بعد، ولم تكتفي بذلك بل فتحت المشروع الخاص بها متجر لبيع الملابس الشرعية "مسك "، في نفس الوقت الذي تقوم بأخذ دورات متنوعة لتطوير نفسها، فتدرس  في الدورة التأسيسية للعلوم الشرعية ودورة تسويق رقمي وغيرها. 

وهي محبوبة الأطفال في بيتنا. أكثر اسم بتسمعه من الأطفال شذى، تحبهم جدًا ويحبونها، ولها حصة كبيرة عند كل الأحفاد .. فهي العمة والخالة المفضلة. أما بالنسبة الي، استطاعت شذى رغم الفارق العمري بيننا أن تكون الأقرب، نتشارك كل الاهتمامات والمواضيع تستشيرني وأستشيرها رغم صغر سنها، ولا أخفي عليكم أن يوم اعتقالها كان الحدث الأصعب الذي مر علي في حياتي."

كما قابلنا صديقتها في مقاعد الجامعة شذى حسن، فقالت: "شذى كانت لجنة ثقافية بعام ٢٠٢٠-٢٠٢٣ أما عن صفاتها ماشاءالله كانت فتاة متفانية جدًا، مخلصة، مبدعة ومرتبة وغاية في التنظيم. كانت قادرة تصنع علاقات بشكل رهيب محبوبة من صاحباتها، كمان هي كانت تقدم الحب بشكل حلو كنتِ أنتِ لما تلاقيها تحسي إنها بتحمل بقلبها حب للجميع ودائماً تعبر عن هاد الموضوع. حنونة جداً ومتعاطفة، وتحب العطاء".

وتضيف إحدى نقاء حامد وهي إحدى قريباتها: "شذى الصبية التي لها من اسمها نصيب هي فعليا كالشذى لطيفة و خفيفة ظل بشكل كبير، بسيطة وروحها جميلة، ومرحة، وواعية وذات ثقافة واسعة وفكر نيّر".

شذى وعبدالرحمن وأحمد: ثلاثة أسرى من بيت واحد 

شذى وعبدالرحمن وأحمد جرابعة ثلاثة أسرى من بيت واحد.jpg

كما سألنا فاطمة عن أخيها الأكبر أحمد وعن وضعه وظرف اعتقاله فقالت:  "أحمد تم اعتقاله قبل ستة أشهر تقريبًا من اعتقال عبد الرحمن وشذى، بتاريخ ٤/٢/٢٠٢٤، أما شذى وعبد الرحمن فتم اعتقالهم سوياً في نفس الليلة بتاريخ ١٦/٨/٢٠٢٤. ولأننا مع احتلال ظالم ينكس علينا حياتنا ويستمتع في تعذيبنا، حكم إداريًا لمدة ستة أشهر، أي اعتقال بدون تهمة، وبعدها تم تمديد الاعتقال ستة أشهر إضافية..  

أحمد كان قد أجرى عملية صعبة قبل شهر فقط من الاعتقال، تسببت العملية ب٣٠٠٠ غرزة في منطقة البطن، وبحاجة إلى متابعة وعلاجات ولبس مشد وغيره.. وعند اعتقاله قاموا بسحب المشد منه بحجة أنه ليس ضروريا، وبالتأكيد وضعه وضع بقية الأسرى.. لا طعام كافي ولا علاجات كافية.. نسأل الله له الفرج قريبا .

ولم تصدر أي أحكام لشذى وعبد الرحمن بعد، نُقلت شذى إلى سجن الدامون في حين نُقل عبدالرحمن إلى عوفر،  نسأل الله لهم الحرية القريبة، وأن تفرج على بلادنا وأهلنا في غزة، وأن ينتهي هذا الألم الذي نعيشه يوميًا عاجلًا غير آجل يا رب العالمين.