نتفاجأ أحيانًا، من منتجات لطالما اعتدنا عليها وكانت جزءًا من حياتنا، بأنها تدعم الاحتلال بشكل مباشر، أو أن أصحابها صهاينة بالأساس. ولأننا قطعنا أشواطًا في حملات المقاطعة؛ فإننا نستمر بالتوعية كذلك بشأن شركات رأسمالية كبيرة تجب مقاطعتها، وهي ذاتها تسيطر على شركات أخرى في منظومتها الضخمة، ووجب التعرض لها، والكتاب عنها، والترويج لمقاطعتها.
ونستلة هي إحداها، وربما نعلم أنها منتجة نسكافية، وحليب نيدو، وغيرها من أنواع المنتوجات الرائجة، ولكننا لا نعلم ربما أن ماجي ومشوربات المطعمات وغيرها هي أيضًا من إنتاج نستلة.
نستلة دعم صريح للاحتلال
في نستلة ٣١ علامة تجارية تقريبًا وتدخل هذه العلامات بمنتجاتها إلى أعمق تفاصيل حياتنا اليومية وتتغلغل فيها، فلن تجد شخصًا يجهل أسماء هذه العلامات، ولكن يمكن أن يجهل أنها كلها تابعة لشركة نستلة، وهي على سبيل المثال لا الحصر: بولو، فيتيل (ماء)، كرانش، كيت كات، لايون، ماجي، مثلجات موفنبيك، ميلو، نيدو، نسكافيه، مياه بيور لايف، نسكويك.
قاطعوا نستلة: الداعم الأكبر للاحتلال الصهيوني!
وهناك المزيد من الأسماء الرائجة والتي تتمتع بشعبية في البلاد العربية في حين أن هذه الشعبية يجب أن تتوقف على الفور ما إن يدرك القارئ مدى ضلوع نستلة في عدائها لنا ولإخوتنا. ولتسليط الضوء على طبيعة الشركة، وأسباب مقاطعتها، لا بد من الاطلاع عليها وعلى تاريخها بشكل أعمق.
اسم الشركة Nestle S.A: وهي شركة متعددة الجنسيات مقرها الرئيس في فيفي في سويسرا. أُسست عام ١٨٦٦ نتيجة لاندماج شركتي: أنجلو_سويس ميلك لمنتجات الحليب، وشركة فاري لاكتي هنري نسلي، حيث طوّر الصيدلي هنري طعامًا للرضع الذين لا تتمكن أمهاتهم من إرضاعهم، وأسهمت في إنقاذ رضيع مولود بولادة مبكرة.
لماذا نقاطع شركة نستلة
عندما نعلم الشركات التابعة والمدمجة في نستلة؛ فإننا نعلم قطعًا لماذا يجب أن نقاطع نستلة، وهي:
*شركة أوسم_نستلة osem:
بدأت شركة نستلة الاستثمار في الكيان الصهيوني منذ ١٩٩٥ بشرائها لـ١٠٪ من أسهم أوسم أحد أكبر الشركات الصهيونية لصناعة الأغذية وتوزيعها، وحاليًا اشترت كامل أسهم الشركة وأصبحت تابعة لها بالكامل. اشترت أوسم_نستلة بدورها شركة ماتيرنا المسيطرة على ٥٥٪ من سوق حليب الأطفال و٦٩٪ من مبيعات حبوب الأطفال.
في عام ٢٠٢٠ أسست أوسم مركز ابتكار في مجال التكنولوجيا الغذائية في سديروت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يهدف إلى تسهيل التعاون مع الشركات الإسرائيلية الناشئة في مجال تكنولوجيا الطعام، وسيساعد المركز رواد الأعمال الإسرائيليين على التواصل مع علماء الشركة ومنشآتها في جميع أنحاء العالم. وهذا المركز جزء من مصنع الشركة في سديروت، بُني بالقرب منه ما يمكّن المنشأة من العمل كمركز تدريب دولي.
وكما قال فيرنر باور نائب رئيس شركة نستلة ورئيس قسمها التكنولوجي: "سيتم بيع الوجبات الخفيفة الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم". ومن المريع أن نكون جزءًا من خططهم، فتنطلي علينا الحيلة ونغدو متعلّقين بمنتجات صنّعها عدوّنا وغير مستغنين عنها، بل ومطبّقين لمخطط وضعوه ليجنوا أرباحًا منا أثناء قتلهم لإخواننا وقد جعلونا جزءًا من العدوان بذلك.
*نستلة أيضاً من أبرز المساهمين في لوريال إحدى شركات التجميل العملاقة المُقاطعَة بدورها، وهناك تعاون ومشاريع مشتركة بين الشركتين لإنتاج أدوات التجميل الغذائية؛ فشركة لوريال تعتمد على نستلة في مجالات التغذية وسلامة الغذاء.
*اشترت نستلة شركة دلتا آيس كريم اليونانية، وأصبحت بالتالي أكبر شركة مصنّعة للآيس كريم في العالم. ومن اتساع تعاونات الشركة واتساع نطاقات منتجاتها نلحظ مدى طموحها وتغوّلها ونستشفّ أنها تهدف للاستحواذ والسيطرة على قطاعات هائلة، فهذه الشركات العالمية ذات الصِلات المشبوهة والأطماع الكبيرة والصفقات الضخمة ليست بريئة من دمائنا وتستحق مقاطعتنا.
منتجات شركة نستلة
في نستلة طيف واسع من المنتجات تمتدّ إليه أيادي نستلة الأخطبوطية، وهي:
1- غذاء الأطفال: مثل سيريلاك و Gerber ولم نعد بحاجة للتذكير إلى أن القمح المنتج للسيريلاك لم يتوافر لأهالي غزة أثناء الحرب، وأنهم اضطروا لخَبز خبزهم معتمدين على علف الحيوانات.
2- مشروبات عديدة: مثل ميلو ونسكافيه.
ومن الجدير بالذكر أنه أثناء الحرب العالمية الثانية ارتفعت مبيعات نسكافيه لأن الجيش الأمريكي ابتاع هذا المنتج لجنوده! رقائق أو حبوب الإفطار: مثل Nestle corn flakes.
3- حلويات وسكاكر وقهوة.
منتجات حليب: مثل نيدو الشهير (الحليب المجفف)، وكذلك منتجات غذائية عديدة مثل نسكويك، مياه بيور لايف، كوفي ميت، كتكات، ماجي.
4- منتجات العناية بالحيوانات: والتي سنقف أمامها حائرين مستحضرين مشاهد مختلفة، فما بين الحيوانات التي لم تسلم من القصف الإسرائيلي التي اصطحبها أهالي غزة واصطحبوها معهم رغم التهجير والظروف القاسية، وما بين الكلاب الشرسة التي أطلقها الصهاينة على الفلسطينيين لإخراجهم من بيوتهم.
قاطعوا نستلة
وأخيرًا، ليس علينا إعادة طرح السؤال ذاته في اليوم آلاف المرات: ماذا بوسعنا أن نفعل لغزة؟ إن هذا ضرب من اللاجدوى والشعور بالعدمية اتجاه ما يقارب 45 ألف شهيد. وإن المقاطعة أولى الأسلحة التي نحملها في مواجهة الآلة الرأسمالية الضخمة التي تقتل أطفالنا وتحاصرهم اليوم في جباليا وغزة كلها، وهي ذات السوط الذي يضرب لبنان والعراق واليمين. فبينما أنت تصور فنجان النسكافيه الذي تحتسيه على شرفتك، تتهاوى أطنان الصواريخ على الأبرياء والأطفال والرضع في غزة بمالك أنت!