بنفسج

د. حسام أبو صفية: مقاوم مشتبك في كمال عدوان

السبت 07 ديسمبر

حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان
حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان

أصابته طائرة مسيرة بحجم صغير استهدفته مباشرة أثناء قيامه بواجبه الطبي والإنساني في مستشفى كمال عدوان، في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، و20 شخصًا من الطواقم الطبية الذين وجهت إليهم قنابل كواد كابتر واخترقت أجسادهم الشظايا...وكان قد فقد ابنه إبراهيم قبل وقت قريب ومن ثم الطبيب رئيس قسم الطوارىء ورفيقه محمد الكحلوت، ولكنه لم يتوقف عن إرسال رسائله إلى العالم أجمع وهو يقول من سريره بعد إصابته: "لن نتوقف عن القيام بواجبنا في رعاية المرضى، وسنظل نقدمها حتى لو كانت بحدها الأدنى... لن نتخلى عنهم".

من هو الدكتور حسام أبو صفية

من هو حسام أبو صفية

ولد الدكتور حسام أبو صفية في شمال القطاع في 21 نوفمبر 1973، يبلغ من العمر 51 عامًا، استشاري طب الأطفال ومدير مجمع مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع وحاصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال، ابن بلدة "حمامة" المهجرة، ويكنى بأبي إلياس.

أعلن الأطباء في مستشفى كمال عدوان، الذي رقد في مدة،، مديره والطبيب المرابط فيه منذ بدء الحرب، الدكتور حسام أبو صفية، أن إصابة الطبيب كانت خطيرة وتزداد خطورتها بسبب تعرضه للنزف بسبب تمزق الأوعية الدموية إثر إطلاق قنابل أطقلتها كواد كابتر، مستهدفة مدير المجمع الطبي والطاقم.

ورغم إصابته آنذاك إلى أن ظل يرسل الرسائل من على سريره، يقول الطبيب حسام أبو صفية: "لدينا 20 مصابًا في مستشفى كمال عدوان، كواد كابتر تضرب بقنابل لها شظايا تستهدف العاملين داخل المستشفى، وهو يستهدف المنظومة الصحية بعد تفريغ الشمال، واعتقلت الكوادر منذ أسبوعين من أماكن عملهم داخل المشفى بعد ضربهم وسحلهم، ولا نعرف أي خبر عنهم وعن مصيرهم، لازلنا نقتل ولا أحد يحرك ساكنًا، نطالب العالم بإيقاف شلال الدم في شمال القطاع وغزة كلها".

من سريره في وحدة العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، محاطاً بطاقم طبي مصابين وآخرين واقفين، ألقى الدكتور حسام أبو صفية خطاباً مؤثراً. أدان فيه استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المباشر للمستشفى لسبعة أيام متتالية واستخدام طائرات مسيرة متطورة لإصابة العاملين في المجال الصحي وتعطيل الخدمات الأساسية. وطالب بالإفراج الفوري عن الطاقم الطبي المعتقل، ودعا المجتمع الدولي إلى وقف حمام الدم المستمر في شمال غزة، مؤكداً التزام فريقه الراسخ بتقديم الرعاية رغم التحديات الهائلة.

استشهاد ابنه إبراهيم

استشهاد نجل حسام ابو صفية

في 26 أكتوبر الشهر الماضي 2024، استشهد إبراهيم أبو صفية نجل الدكتور حسام أبو صفية بالقرب من المستشفى إثر غارة جوية استشهدفت شمال القطاع في منطقة بيت لاهيا.

"أبلغوني أن أحدهم يشبه إبراهيم، وتعرفت إليه وكانت فاجعة وصدمة، كنت أتعود على استقبال الشهداء ولم أصدق أن ابني شهيدًا استقبلته، ولكن الله وضع السكينة في قلبي وودعته وأمه وأخواته وصليت عليه ودفنته قرب المستشفى، واستمريت في العمل وقمت بجولاتي الطبية ساندت الكوادر الطبية، وتصليح الأقسام".

بينما كان الطبيب يتفقد المصابين الآخرين، تعرف على ابنه محمولاً بين أيدي الناس، "هل يشبه إبراهيم؟!". في لحظة وصفها فاجعة ومزلزلة كما في استقبال الشهداء، إلى أن استقبال جثمان ابنه كان يفوق الوصف. ورغم هذه المأساة، استجمع قوته لقيادة فريقه والحفاظ على تشغيل المستشفى وسط الفوضى. وأوضح أنه بعد دفن إبراهيم بجوار المستشفى، عاد فوراً لدعم الكادر الطبي وإصلاح الأقسام الحرجة واستعادة الخدمات.

يقول الطيبيب" "أبلغوني أن أحدهم يشبه إبراهيم، وتعرفت إليه وكانت فاجعة وصدمة، كنت أتعود على استقبال الشهداء ولم أصدق أن ابني شهيدًا استقبلته، ولكن الله وضع السكينة في قلبي وودعته وأمه وأخواته وصليت عليه ودفنته قرب المستشفى، واستمريت في العمل وقمت بجولاتي الطبية ساندت الكوادر الطبية، وتصليح الأقسام".

نداءات الطبيب "أنقذوا شمال غزة"

مدير مستشفى كمال عدوان

"أتمنى أن يكون هناك صحوة في العالم العربي والمجتمع الإسلامي والعالم أجمع"، يقول الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان. بعد أكثر من 40 يومًا من الحصار على شمال غزة، تتزايد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال مع نقص حاد في الحليب العلاجي و الطعام. ودعى إلى تدخل عالمي عاجل لإرسال الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف والغذاء لإنقاذ الأرواح، باستمرار، عبر رسائل ومقابلات عن طريق القنوات التلفزيونية والإذاعية ومنصات التواصل الاجتماعي.

 وهو ناشط عبرها لإيصال رسالته إلى العالم أجمع، إذ يجري جولات تفقديه حول المستشفى للمربعات السكنية المحيطة بالمشفى، ويتابع المرضى والمصابين وحالتهم الصحية والإنسانية، خصوصًا مع تفشي المجاعة إثر حصار شمال القطاع وقطع الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية.

بدأت أولى حالات المجاعة وسوء التغذية الحاد في الظهور بشمال قطاع غزة، وفقاً للدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان. يعاني الأطفال والكبار من علامات الشحوب والجفاف مع اقتراب نفاد الإمدادات الغذائية. ولم يتوقف الطبيب يومًا عن مناشدة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى بإرسال فرق طبية متخصصة في الجراحة، وسيارات إسعاف لنقل الجرحى، وإمدادات طبية أساسية للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

"لا حياة لمن تنادي"، يقول الدكتور واصفاً اليأس والعزلة التي تواجه الفرق الطبية في شمال غزة. ورغم النداءات المتكررة للمجتمع الدولي من أجل توفير الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف وفتح ممر إنساني، لم تصل أي مساعدات، تاركة الجرحى في الشوارع ومنازلهم المدمرة. وأفاد الدكتور أبو صفية أنه بالأمس فقط، بعد توزيع مساعدات في بيت حانون، تم قصف المستفيدين من هذه المساعدات.

فقد الطبيب حسام من زملائه الأطباء، الدكتور محمد وزوجته الدكتورة ديمة، اللذين استشهدا مع عائلتهما بالكامل، وأيضاً ابن شقيق الدكتور سعيد جودة، الذي كان يعمل بلا كلل في قسم الطوارئ. وفي الوقت نفسه، تستمر الطائرات المسيرة يومياً بإسقاط القنابل على ساحات المستشفى، مما يضيف إلى الهجوم المستمر على النظام الصحي.

حصار المستشفى واستهدافه

اعتدنا على متابعة الطبيب حسام أبو صفية من منصاته نشر فيديوهات يوثق فيها الأحداث يوميًا، ويذكر اليوم والتاريخ، واليوم في تعداد الحصار، يقول: "إن الحصار المستمر منذ 33 يوماً أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية وغياب سيارات الإسعاف، مما ترك المصابين بدون أمل. أوجه نداء عاجلاً إلى منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لتأمين دخول فرق طبية، إمدادات، وسيارات إسعاف، مشدداً على أن المستشفى يعمل بأدنى الموارد".