بنفسج

"صحتك بالدنيا": مطعم لسعرات أقل وطعم أطيب

الأربعاء 10 يونيو

يُسرق من بين يديها الوقت، وهي منهمكة على جهازها المحمول، غارقةٌ في مهام عملها البرمجي، لا متسع للاهتمام بصحتها، وكثير يُشابهونها في الحال، أمرٌ أرّقها كثيرًا، ودفعها دومًا لإيجاد مخرجٍ ما، ولأن الطموح سلاحها الوحيد لتحقيق ما تريد، استطاعت الشابة إسراء فروانة (27 عامًا) من مدينة غزة، التوصل لفكرة مشروعها "صحتك بالدنيا"، علّها تجدُ فيه الملاذ الآمن لحل كثيرٍ من مشكلات الشباب والأطفال، وأصحاب الأمراض المختلفة.

وفي ظل زحمة المطاعم المكتظة، والمليئة بمختلف الأطعمة المغرية، تمكنت إسراء من إطلاق أول مطعم يُعنى بالأكلات الصحية في قطاع غزة. لمعت الفكرة في ذهن إسراء منذ عامين، وأمضت وقتًا طويلًا في دراستها وممارسة التدريبات اللازمة حتى أبصرتها النور. تحاول إسراء من خلال افتتاحها لمطعم "صحتك بالدنيا" تقديم الطعام الصحي لكافة الفئات المهمشة في قطاع غزة، بما يناسبُ كل منها على حدا.

| طعام غير صحي

غ20.png
 

وعن سبب اختيارها لهذه الفكرة، تقول لبنفسج: "هناك الكثير من أهالي قطاع غزة يعانون من مشاكل صحية مختلفة، ويعود السبب الرئيسي فيها إلى سوء التغذية وطبيعة الطعام".وتلفت إسراء إلى أنّ المطاعم في غزة تخلو من تخصيصها لأكل صحي خاص بالأطفال، أو أصحاب مرضى القولون والكلي وغيرهم، لذلك، كانت الرغبة دائمًا في محاولة إيجاد بدائل مناسبة لتلك الفئات. ومن الملاحظ، أنه في الآونة الأخيرة، بدأت ثقافة الأكل الصحي تنتشر، الأمر الذي جعل من مشروع إسراء محط اهتمام الكثير من الأشخاص، خاصة الذين يتبعون أنظمة صحية معينة، أو الراغبين في تخفيف أوزانهم، أو المرضى.

وتحاول إسراء مع فريقها تطوير مشروعها خلال الفترة القادمة، بفتح باب الاستشارات لكافة المرضى بالتواصل مع أخصائي تغذية لإعطاء كل شخص النصائح والوصفات المناسبة من الطعام، ثم يقوم الفريق بتضمينها ضمن لائحة الطعام المقدم، وإعدادها حال الطلب.ترى إسراء أن ما يميز مشروعهم هو تقديمهم للأكل الصحي بناءً على السعرات الحرارية المطلوبة من الزبائن، وهذا ما يفتقده جميع مطاعم غزة، عدا عن طريقة طهي الطعام بشكل صحي.

حلم افتتاح المطعم بشكل دائم أمام الزبائن لتناول الطعام فيه، يراود الفريق القائم على المشروع، ليتسع المجال للجميع معرفة لائحة الطعام المقدمة، وآلية الطهي، بدلًا من اقتصاره على طلبات " أون لاين" حاليًا. يرى الفريق العامل في المشروع، أن مشروعهم كُتب له النجاح مقارنة بعمره القصير الذي لم يتجاوز الشهرين فقط، في ظل كمية الطلبات والإقبال الكبير من الناس عليه، ومحاولة الجمهور الاستفسار بشكل دائم عن كافة أصناف الطعام المقدمة.

| حلمٌ يتحقق

11.jpg
المنيو الخاص بالمطعم

في مطبخٍ صغير، تحاول الشيف تسنيم عبده صنعُ طعام حلمها الذي لطالما راودها كثيرًا، تمارسُ مهمتها بحبٍ واهتمام كبيرين، تنسجُ مع كل وجبةٍ جزء من تفاصيل أمنيتها التي لطالما كانت معلقة. ابتدأ مشروع "صحتك بالدنيا" بتقديم كُل عضو من الفريق ما يستطيع أن يقدمه من أدوات لوجستية من أجل أن يقوم المشروع على قدميه.

وعما يميّز الطعام الذي تصنعه عبده، تقول لبنفسج: "لقد تعلمت من شيف متخصص، وأخصائي تغذية لفترات طويلة، اكتسبتُ خلالها المعرفة الكافية لسعرات كُل عنصر من الطعام، وكيفية الطهي اللازمة، ومن ثم انطلقنا في المشروع". وتبيّن أن وصفات الطعام التي يقدمها المشروع صحية بشكل كبير، وكانت بمثابة تحدٍ كبير، إلا أنهم نجحوا بذلك، من خلال استخدام مكونات صحية، وكذلك الاستغناء عن الدهون، والتقليل من الدسم، من أجل تسهيل هضم الطعام.

 | مكونات صحية

ما يميز طهي "الشاورما" في مطبخ صحتك بالدنيا، هو ابتعاد الشيف عن استخدام الدهون، واستخدام القمح الأسمر في معجنات "الدايت"، واستبدال الطعام المقلي بالمشوي والمواد المصنعة بالطبيعية، مع زيادة نسبة الخضار.
 
ويقدم المطعم تحت عنوان "سعرات أقل.. طعم أطيب" العديد من وجبات الدجاج، والمقبلات والبيتزا، والشوربات، والعصائر الطبيعية المفيدة، والسلطات، وبعض الحلويات، ويرفق مع كل صنف عدد السعرات التي يحتويها بالضبط.

وعلى سبيل المثال، توضح عبده ما يميز طهي "الشاورما" في مطبخهم، ابتعادها عن استخدام الدهون، واستخدام القمح الأسمر في معجنات "الدايت"، واستبدال الطعام المقلي بالمشوي والمواد المصنعة بالطبيعية، مع زيادة نسبة الخضار.

ويقدم المطعم تحت عنوان "سعرات أقل.. طعم أطيب" العديد من وجبات الدجاج، والمقبلات والبيتزا، والشوربات، والعصائر الطبيعية المفيدة، والسلطات، وبعض الحلويات، ويرفق مع كل صنف عدد السعرات التي يحتويها بالضبط. وتوضح عبده أنها سعيدة في تقديمها الطعام الصحي لأعداد كبيرة من المرضى، والأطفال، وأصحاب الحميات الغذائية، عدا عن الامتنان الكبير الذي يُصاحب كل طلبيةٍ تنفذها للزبائن.

وتضيف: "كثيرًا ما تجذبنا أصناف الطعام، ونركض لطلبها دون معرفة كيفية إنتاجها، وعدد السعرات التي تحتويها، والأضرار التي تسببها أحيانًا، لكن علينا إعادة التفكير جيدًا في طبيعة الطعام الذي نتناوله، للحفاظ على صحتنا بشكل أفضل".

وفي ظل الحصار المطبق على قطاع غزة، يحاول الشباب الفلسطيني خلق أفكارًا إبداعية، من خلال التغلب على كل المعوقات التي تكبّل أحلامهم، علّهم بذلك يخترقون كُل الظروف المحبطة، ليقاوموا بطموحاتهم الحياة، ويخطو أحلامهم بأيديهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.