بنفسج

بعيدًا عن الصورة النمطية للجمال.. استمتعي بتفاصيلك الخاصة

الخميس 11 يونيو

خلقنا الله في أبهى صورة، حبانا بوجوه جميلة ومختلفة تميزنا عن بعضنا، فكل منّا يحمل تقاسيم خاصة ترسم معالم وجهه وتميّزه عن غيره وترسم ملامحه بدقة، ليكون شخصًا آخرًا مختلفًا.  وكسيدات، نظهر اهتمامًا واضحًا وشغفًا للعناية ببشرتنا ووجوهنا بشكل خاص، وجمالنا الكلي بشكل عام؛ لنظهر بمظهر يرضينا أولًا ويمنحنا بعضًا من الإطراء سواء من الزوج أو من الآخرين، وهذا أمر محبب وجميل.

بشرة وجهنا قد تدلنا على الحالة الصحية للجسد، فهي إما أن تكون نضرة أو شاحبة، أو عليها بعض البقع والحبوب، وأحيانًا تعتبر هذه الأمور والعلامات التي تعلو تقاسيم الوجه كإشارات تدلنا على العمر أو على نوع البشرة، وأحيانًا تكون حصاد ما تعرض له الإنسان من إرهاق على مر الأعوام، وقد تدلنا أحيانًا على إشارات معينة مثل قلة النوم أو التعب أو حتى نقص فيتامينات ومعادن، وهذا يُعوض بتناول طعام صحي بممارسة الرياضة، ووضع مرطبات أو ماسكات خاصة تناسب كل بشرة، أو حتى باستشارة طبيب مختص يحل المشكلة موضحًا الأسباب.

الاهتمام بالبشرة والوجه يتأتى بطرق عديدة؛ كالتقشير والترطيب والغذاء الصحي وممارسة الرياضة، فالأنثى التي تهتم بوجهها ورشاقتها هي أكثر إشراقًا وأكثر حيوية، وهذا ينعكس إيجابيًا على صحتها النفسية والجسدية أيضًا، ويرفع ثقتها بنفسها لدرجات عليا. لكن أحيانًا يتحول هذا الاهتمام إلى منظومة كاملة مختلفة تمامًا تتعدى مفهوم الانجرار وراء ترهات وحماقات وتقليد أعمى، يتعدى المنطق ليتحول إلى أمر بغيض، وقد يصل في أحيان أخرى من خلال عمليات التجميل التي ليس لها سبب طبي أو داع حقيقي. وعندما أسرح بفكري في خضم هذا الموضوع وتفاصيله أجد نفسي تلقائيًا أبحث عن أجوبة لأسئلة تخطر ببالي، ولا أجد لها تفسير أو إجابة مقنعة؛ أتساءل لماذا تخجل غالبية الفتيات من وجهها الطبيعي الذي خلقه الله لها كما هو؟

 | نمط خاص

  اظهري كما أنتِ، كوني على طبيعتك وسجيتك، واعلمي أن ظهورك بمساحيق وألوان، واستخدامك لمستحضرات وطرق مبالغ فيها، كوضع الرموش الصناعية وخصل الشعر وغيرها ما هو إلا حصاد عقد الجمال الزائف التي تروج لها شركات التجميل.
 
للأسف، نجح الضخ الإعلامي بتوجيه الأنظار لصورة واحدة نمطية حصر بها الجمال حصرًا ألا وهي الصورة المثالية، حسب رأيهم لمفهوم الجمال، وهي المرأة الرشيقة الطويلة ملونة الملامح.استمتعي بتفاصيل وجهك وتحدي بروحك وجمال وجهك العفوي العالم، فالألوان لا تعطي روحًا جميلة، ولا تعطي أي جمال حقيقي ولا تضفي سوى رونق زائف.

لماذا قد تتنازل بعضهن عن الخروج مادامت غير مثبتة لجميع المساحيق التلوينية التجميلية على وجهها؟ لماذا تصف معظمهن الفتاة التي لا تضع أي نوع من أنواع المساحيق بأن وجهها يفتقد الحيوية لأنه غير ملون؟ لماذا تحصر الحيوية حصرًا بالألوان غير طبيعية؟  وهذه أمور أشاهدها وأسمع عنها يوميًا، وتقال لفتيات يفخرن بملامحهن كما هي دون أي إضافات أو ألوان زائفة "تشوّه الوجه" لا تجمله برأيي.

اعلمي عزيزتي.. إن وجهك إن كانت تعلوه علامات معينة، وإن كان باهتًا، فهذا أمر طبيعي وعادي ولا يقلل منك أو من جمالك، إنما قد تحتاجين بعض العناية، وقد يكون نتيجة أعوام من إهمالك بصحتك أو نقص في مخزون الحديد لديك أو التعب والإرهاق غير الإرادي الذي نعاني منه نتيجة ضغوط الحياة اليومية، وهو لأمر يمكن البحث في أسبابه ومعالجتها والتقليل منها.

 أنتِ إنسان، اظهري كما أنتِ، كوني على طبيعتك وسجيتك، واعلمي أن ظهورك بمساحيق وألوان، واستخدامك لمستحضرات وطرق مبالغ فيها، كوضع الرموش الصناعية وخصل الشعر وغيرها ما هو إلا حصاد عقد الجمال الزائف التي تروج لها شركات التجميل، وتصرف المليارات لأجل تثبيت هذه الفكرة، ولأجل الترويج لمساحيق تزيد من إرهاق البشرة وتقصّر عمرها، وتفقدها طبقة الكولاجين التي تزيد من حيويتها ونضارتها.

وللأسف، نجح الضخ الإعلامي بتوجيه الأنظار لصورة واحدة نمطية حصر بها الجمال حصرًا ألا وهي الصورة المثالية، حسب رأيهم لمفهوم الجمال، وهي المرأة الرشيقة الطويلة ملونة الملامح، وحصر الجمال حصرًا في هذه الفئة من النساء دون غيرهن، فهي الجميلة التي تظهر في دور الأزياء وفي الإعلانات، وفي كل ميدان ويسوق لها، إنها صاحبة الجمال الأوحد والشكل المثالي الواحد الذي ليس له ثان.

 لماذا لا نرى بهتان البشرة عند الرجال ونرى وجوههم رغم اختلافها عفوية وعادية؟ لأننا بالتأكيد لم نر وجهًا ملونًا لشاب، فأصبح وجهه الطبيعي حتى ولو كان باهتًا وجهًا جميلًا ومقبولًا، والعكس بالعكس، إن لم تكن الفتاة بكامل مساحيقها، نرى وجهها باهتًا وتنقصه الحيوية. 

فأصبحت الفتيات تضع صورة نمطية واحدة أمامها وتحاول تقليدها، تستنسخها كما هي دون تغيير ودون مراعاة لأي اختلاف في شكل الجسد أو اختلاف ثقافي حضاري، فأصبحنا نرى معظم الممثلات والعارضات والمغنيات بنفس الصورة الواحدة النمطية، وكأنهن نسخ لشكل واحد حتى نفس شكل الشعر، ونفس نحت الأنف ونفس العيون ذات الرموش الطويلة!

كلما كثرت المساحيق والألوان، وكلما مرت الساعات، وتلك المسكينة تلهث وراء شكلها وهي تقف أمام مرآتها ليُقال عنها جميلة، كلما دلّ هذا على فراغ فكري ونفسي وروحي. إن عقدة الجمال الزائف كما أسميها، تتوجها فكرة كلما وضعت مساحيق أكثر كلما أصبحت أجمل! فتتسابق معظمهن على وضع كميات هائلة من المساحيق لتنال قسطًا أوفر من المديح والإطراء!

سؤال يتبادر لذهني كثيرًا، لماذا لا نرى بهتان البشرة عند الرجال ونرى وجوههم رغم اختلافها عفوية وعادية؟ لأننا بالتأكيد لم نر وجهًا ملونًا لشاب، فأصبح وجهه الطبيعي حتى ولو كان باهتًا وجهًا جميلًا ومقبولًا، والعكس بالعكس، إن لم تكن الفتاة بكامل مساحيقها، نرى وجهها باهتًا وتنقصه الحيوية. أيتها العزيزة! اخرجي من بوتقة هذا الجمال الزائف التي يروجون لها رفقا بإنسانيتك أولا، ورفقا بملامح وجهك وكينونتك ثانيًا. افخري بجمال وجهك الطبيعي وبخلق الله الذي خلقك عليه في أحسن صورة!

افخري بعلامات تقدم العمر، بالبهتان الذي يعلو على تقاسيمك، وحاولي تقليله بطرق طبيعية وصحية فهو حصاد أعوام كثيرة خضت غمارها وعشتي فيها بحلوها ومرها، بمتعتها وببعض منغصاتها، وإياك والانجرار وراء ترهات شركات التجميل الزائفة. الاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة وشرب الكثير من السوائل أفضل على المدى البعيد، استمتعي بتفاصيل وجهك وتحدي بروحك وجمال وجهك العفوي العالم، فالألوان لا تعطي روحًا جميلة، ولا تعطي أي جمال حقيقي ولا تضفي سوى رونق زائف.