الثلاثاء 16 مايو
حروق على جسد أمي جعلتني أفكر أن أوظف ما تعملته خلال السنوات الماضية، وأخذت عهدًا على نفسي أن أكون سببًا في زوال تلك الحروق، ووعدت، ووفيت بالوعد. أنا بسمة أبو مصطفى، فلسطينية أقيم في غزة، تخرجت في كلية الصيدلة. حين حدث ما حدث لأمي قررت أن أدخل مجال الطب البديل لأصنع علاجًا من مواد طبيعية خالصة لعلاج الحرق. قرأت هنا وهناك، وبالفعل، صنعت وصفة ونجحت التجربة على أمي، حيث زالت الحروق بعد أشهر من استخدام كريمي. ومن هنا بدأت حكايتي مع مشروعي التصنيعي في عالم الطب البديل.
كان حلمي منذ الطفولة الالتحاق بكلية الطب تخصص الأطفال، ولكن بسبب ارتفاع رسوم كلية الطب، حُرمت من حلمي، فتوجهت إلى كلية الصيدلة بناء على رغبة والدي، الذي كان حلمه في شبابه دراسة الصيدلة. لأخبركم قليلًا عن طفولتي، فقد كنت أكتب القصص القصيرة، وأحب القراءة جدًا، وأهوى عالم المطبخ، وأتفنن في صنع الحلويات.
في الجامعة عشت مرحلة مختلفة في حياتي، معمل الجامعة كان مستقري وبيتي، كنت أحصد العلامات الكاملة في العملي بالجامعة، وبعد التخرج لم أجد وظيفة لألتحق بها، فقررت وبالتزامن مع حادثة والدتي أن أدخل مجال التركيبات الطبيعية. خلال تدربي في الصيدلة فترة الجامعة، لاحظت طلب الناس، الكريمات كيميائية لها أضرار جانبية، فخطر لي حينها أن أطوع ما درسته في معمل الجامعة من تصنيع تركيبات دوائية، وبالفعل بدأت بحصر أكثر المشاكل التي يعاني منها العديد، وتصنيع تركيبات تفيدهم، أجرب أولًا تلك الكريمات عليَّ وعلى عائلتي، وقبل ذلك أقيس درجة الحموضة للمنتج.
خصصت زواية في منزلي لأعتزل فيها لتصنيع المنتجات وأفضل العمل ليلًا، واستغليت حديقة منزلنا لأزرع أشجار تفيديني في تركيب الكريمات منها الأوليفرا وأشجار البرتقال، وإكليل الجبل، ويساعدني في عملي اثنين من العمال، إضافة إلى عائلتي التي لا تتركني بمفردي. من أجمل ردود الفعل التي وصلتني، حين قدمت منتجًا يعالج الصلع لدى الرجال، فأخذ المنتج مني شاب يعاني من الصلع، وكان ينوي زراعة شعر، فقال لي: “ما عمري توقعت ألاقي حل لمشكلتي". سعدت بأنني استطعت أن أساعده وأكون سببًا في سعادته.
لأخبركم عن المنتجات التي أقوم بتصنيعها أكثر، لدي منتجات لعلاج جميع مشاكل الشعر، من تساقط جفاف وتقصف، ولعلاج مشاكل البشرة، والأمراض الجلدية، ومنتجات بديلة للمكياج مصنعة من المواد الطبيعية، وغيرها الكثير من المنتجات التي أخذت وقتًا وجهدًا. لم أتوقف عن تطوير نفسي أبدًا، فالتحقت بعدة دورات، منها دبلومة التغذية العلاجية، والتركيبات الطبيعية، وصناعة الصابون الطبي والشامبو، ودورة المستحضرات التجميلية العلاجية المتقدمة.