الثلاثاء 16 مايو
إن من نِعم الله علينا أن جعل العائلة ملاذًا لنا ومصدرًا أساسيًا و سرًا من أسرار سعادتنا في هذه الحياة العائلة بأكملها. وإحدى أفراد العائلة هي تلك العملة النادرة والشخصية العظيمة هي (الأخت). سأخبركم قليلًا عما أشعر به كوني وحيدة بدون أخت. لا شك أن كل أنثى منا تحتاج إلى من يفهمها ويسندها ويكون خير معين لها في حياتها، فالبشر بشكل عام لا يستطيعون العيش لوحدهم، فكما يُقال في المثل الشعبي (الجنة بدون ناس ما بتنداس)، كذلك الحياة بدون أخت لاطعم لها، نعم صحيح! اسألوا من فقدها أو لم تُرزق بها.
لأن ذات الإنسان تميل لمن يشاركها الفرح أو الحزن على حد سواء، وبما أن الذكر والأنثى، كل له خصائصه النمائية فمن النادر جدًا أن يتوافق الفكر العقلاني مع الفكر العاطفي والمزاجي، أحيانًا نحن معشر النساء بطبيعتنا نحتاج الى من نبوح له ونثق به.
لذلك، قد نجد بعض الأخوة الذكور، وكذلك الزوج ملاذًا آمنًا، وكأنهم أخوات لنا بما يمنحوه من حنو وتفهم. كما أن الصديقات اللواتي تربطنا بهن علاقة وطيدة تقوم على مشاعر الحب الأخوي والاحترام المتبادل. يمكن أن يغنينا عن شعور الفقد، ومع ذلك كله ! نحتاج لها هناك أمور لا نستطيع الإيحاء بها، هناك رغبات أو استشارات لا نستطيع البوح بها لهم.
نحن ندرك أن هناك شيئًا لا نستطيع البوح به لأخِ ولا لصديقة ولا لقريبة، ولا حتى لأم (حتى لا نقلقها)، فمشاعر الأمومة خُلقت لتدغدغنا وتكشف عما بنا بشكل تلقائي. تجد قلبها ينبض خفقًا لنجدها تتصل وتسأل عن حالنا وما أخبارنا، وكأنها تعيش اللحظة معنا، فنجيب نحن بخير.
هنا تجدنا نغمض عيوننا ونتخيّل لو كانت لنا (أخت) لاختصرت علينا الكثير، هذه العملة النادرة التي نحتاجها هي كنز من كنوز الحياة، من عاشت ومازالت تعيش شعور الوحدة هنا تُدرك ما أعني، وما أريد أن أُعبّر عنه.. تخنقني العبرة ككل مرة كنت أتمنى لو أن القدر أهداني إيّاها ولو عملة واحدة.
نحن راضون، ولا نعترض على قدر الله لكنه شعور لا يفارقنا مهما كبرنا. في عالمنا الذي نعيشه أصبحنا نعيش عالمين مختلفين وقد يكونا متناقضين، العالم الحقيقي الواقعي، والعالم الإفتراضي وهذا الذي سأركز عليه.
سأسبق كلماتي بعبارة (للأسف)، فكثير من صفحات السوشال ميديا ما أن تقرأ تعليقات بعض المنشورات تُصيبك شهقة القهر، ألهذا الحدّ وصل الأمر بين الأخوات، فرّقتهم مشاكلهم العائلية، هذه تكتب منشور والأخرى تُعلق استهزاءًا، وكأنهم أعداء، عالمنا الافتراضي زاد من حجم المشاكل ووسّع رقعة الفجوة بين الناس.
أرجوكِ عزيزتي، أزيحي ستار البُغض عن قلبك الذي وهبه الله لكِ، قلبًا نقيًا صافيًا، وطيري كالعصافير، ارتمي في حضن كنزك الثمين. فلا شيء يعدل نعمة الأخت، فغيركِ من يتمنى هذه ( العملة النادرة).