راڤان الطائي، عراقية، حاصلة على بكالوريوس في هندسة الإلكترونيات والاتصالات، عملت في بداية حياتها في مجال الاتصالات، ثم انتقلت للعمل مهندسة حقول نفطية في شركة شلمبرجيه العالمية، تدرجت وحصلت على ست ترقيات في 8 سنوات، تعمل حاليًا منسقة شؤون حوكمة مجلس الإدارة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة ويكيميديا.

راڤان رائدة أعمال، حيث أنشأت شراكة أول مقهى للكتاب في مدينة أربيل، وأنشأت مؤخرًا مقهى ومطعمًا باريسيًا في بغداد. إضافة إلى ذلك، عقدت شراكة أيضا بالعمل على تطبيق (Application) للهواتف الذكية لتوصيل الخدمات إلى البيوت في العراق بعنوان yalla. واجهتها صعوبات عدة في البداية؛ أبرزها أن الصناعات الهندسية والنفطية هي مجالات ذكورية بحتة، ووجود الفتيات فيها نادرًا، ولكن هذا دفعها لمزيد من الجهد لإثبات نفسها وقدرتها كمهندسة.

وفي مجال ريادة الأعمال كان التمويل المشكلة الأكبر، تقول راڤان: "في العراق مازلنا دون أنظمة بنكية حقيقية، البنية التحتية المالية معدومة تقريبًا، وبالتالي، فرص الحصول على تمويل حتى إن كان صغيرًا فهو شيء صعب، المعضلة الأخرى هي أن المجتمع بشكل عام لا ينظر للمرأة التي تكون صاحبة فكرة أو مشروع بشكل جدي، أو بالأحرى لا يتوقعون منها أن تنجز العمل على أكمل وجه كما يفعل الرجال، إضافة طبعًا إلى صعوبة الموازنة بين العمل والحياة العائلية خصوصًا إن كان لديك زوج وأطفال".

عملت راڤان في مؤسسة ويكيبيديا في عام 2008 كمتطوعة، وكلما سُألت عن التجربة تقول إن التطوع في ويكيبيديا يعطي الشخص فرصة رائعة لأن يقدم وقته صدقة جارية، كل مقالة تعمل عليها هي صدقة في ميزان حسناتك، إضافة إلى أنه يمنح الشخص مجموعة معلومات قيمة في مختلف المجالات.

وعن التحول من العمل كمهندسة حقول نفطية إلى عالم التحرير والكتابة، تضيف "الكتابة كانت ولا زالت شغف العمر الأكبر الذي توارى لوقت طويل خلف احتياجات الحياة وطموح العمل، الكتابة هي أكثر الأحضان اتساعًا، هي روحك التي تشكلها على هيئة كلمات مطوية بين ثنايا الورق. بدأت بكتابة الشعر منذ عمر العاشرة، وانتقلت بعدها في عمر المراهقة إلى كتابة المقالات، في وقت الجامعة لكوني درست الهندسة لم يكن هناك أي وقت لأي شيء آخر، ولكن بعد التخرج عدتُ لأكتب في مدونة خاصة بي على الانترنت. بدأت بكتابة روايتي الأولى بعنوان "فسيكفيكهم" قبل ما يقارب 4 سنوات، حاليًا هي في مرحلة التنقيح وتحت الطبع في دار النشر.

مؤخرًا، ونظرًا للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها راڤان عبر السنين كمتطوعة في المجتمع الويكيبيدي، تم اختيارها لشغل منصب منسقة شؤون حوكمة مجلس الإدارة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة ويكيميديا وهي مؤسسة غير ربحية تقوم بإدارة مشاريع ويكيبيديا وعدة مشاريع شقيقة أخرى.

في العام 2015 تم اختيارها ممثلة لمجموع متطوعي ويكيبيديا حول العالم لاستلام جائزة أميرة أستورياس التي قدمها ملك وملكة إسبانيا لويكيبيديا عن دورها في تعزيز التعاون الدولي، استلمت الجائزة بمرافقة جيمي ويلز مؤسس الموسوعة. وعن إنشائها مقهى للكتاب تقول: "كنتُ أفكر دومًا أنه لا مكان أسعد من كنبة وثيرة تجلس عليها وتشرب قهوتك وتقرأ كتابًا، بحكم أسفاري العديدة لاحظت أن وجود مكان يجمع بين المكتبة والمقهى هو شيء شائع في بلاد الغرب، حلمتُ بالموضوع وتمنيته وحولته إلى حقيقة في مدينتي في عام 2017".

تدعو راڤان من واقع تجربتها كل شخص يود تنفيذ خطوة جديدة بأن لا يستمع لتجربة أي شخص لم يمر بالتجربة ذاتها، لأن الناس يستسهلون بس إسداء النصائح، ومن المهم عدم الخوف ما دامت أسوأ النتائج لا تتضمن موتك.

تطمح إلى أن تترك هذا العالم أحسن مما وجدته عندما ولدت. فإن تترك بصمة إيجابية على هذا الكوكب هو من أكثر المهمات جلالًا وجمالًا.