بنفسج

بين جنين وغزة.. حين لا تشرق الصباحات

الإثنين 03 يوليو

لم يكن هذا الفجر عاديًا، لقد كان شبيهًا بفجر غزة، حين كانت تستيقظ على أصوات الصواريخ، والانفجارات، وأعمدة الدخان واللهب وأخبار الشهداء والجرحى. لم يكن هذا الفجر عاديًا ولا هينًا على قلوب من عاش وعايش هذه الأحداث، ومن سبق وأن سمع أصوات الموت تحلق حوله كل صباح. جنين التي استيقظت اليوم على خبر وداع سبعة من أقمارها، والكثير من الخراب والدمار، أعادت إلى أذهاننا ما حدث في قطاع غزة مرارًا وتكرارًا خلال الحروب وجولات التصعيد، ونبشت الجرح الغائر في قلوبنا، واستحضرت مشاهد مريرة في أذهاننا لا نحب رؤيتها.

لم يكن هذا الفجر عاديًا، لقد كان شبيهًا بفجر غزة، حين كانت تستيقظ على أصوات الصواريخ، والانفجارات، وأعمدة الدخان واللهب وأخبار الشهداء والجرحى. لم يكن هذا الفجر عاديًا ولا هينًا على قلوب من عاش وعايش هذه الأحداث، ومن سبق وأن سمع أصوات الموت تحلق حوله كل صباح.
جنين التي استيقظت اليوم على خبر وداع سبعة من أقمارها، والكثير من الخراب والدمار، أعادت إلى أذهاننا ما حدث في قطاع غزة مرارًا وتكرارًا خلال الحروب وجولات التصعيد، ونبشت الجرح الغائر في قلوبنا، واستحضرت مشاهد مريرة في أذهاننا لا نحب رؤيتها.

حقيقة، ليس سهلًا أن تستنشق رائحة البارود بدلا من أن تفتح نوافذك لتتنفس نسيم فجر، ولا أن تسمع أصوات الرصاص والانفجارات عوضا عن زقزقة العصافير الصباحية، ليس هينًا على القلب أن يفتح عينيه على أخبار الوجع والفقد، ولا أن يبدأ يومه بأنباء تدمي القلب. اتبع الاحتلال هذه المرة أسلوبًا جديدًا خلال محاولاته العديدة لردع جنين، حيث اقتحم مئات الجنود مدعومين بعشرات الآليات العسكرية والجرافات، المدينة ومخيمها، فيما قام الطيران بعمل غطاء للعملية وقصف أهدافًا في المخيم ومحيطه.

وقد توحدت المقاومة، وتصدت ببسالة لجيش الاحتلال، تمامًا كما حدث في قطاع غزة، فلا وقت ولا مكان للخلاف، ولا مجال إلا لتوحيد وتوجيه البندقية بكل ألوانها وأصنافها صوب الاحتلال. ما أشبه جنين بغزة، فلم يكن يخطو الاحتلال خطوة داخل غزة، بل كان يغير عليها بطائراته، ويمطرها بصواريخه التي لم تكن تعرف مدنيا ولا عسكريًا، طفلًا ولا رجلًا أو امرأة.

اليوم ستزف جنين الشهداء، كما زفت المئات قبلهم، ستتوشح بالسواد وسترى الوجوه العابسة في كل شوارعها وأزقتها، ستسمع أنين الأمهات وترى عشرات مشاهد الوداع القاسية، على مواقع التواصل الاجتماعي نمرر بعضها ونعيش الحزن مع بعضها الآخر، نذرف الدموع ونحن نخشى أن نكون مكانهم يومًا ما.

نعلم جيدًا أن وراء كل شهيد حكاية، وآلاف القصص والوجع، لأم انتظرت سنوات لتراه عريسا وتداعب أبنائه، أو لزوجة أرادت أن تكمل حياتها وهي تتكئ على كتفيه، أو لصديق شاركه أسراره، أو لابن حلم أن يرافقه في نجاحاته وإنجازاته.