الأحد 24 سبتمبر
كنت أتمنى أن يكون والداي هنا؛ ليروا هذا المشهد الخلاب، وأنا جالسة على أحد المناطق المرتفعة في محيط المسجد الأقصى، ويكحلا عينيهما برؤية أحد أقدس الأماكن الدينية. أنا جنى منصور، من جزيرة المارتينيك في البحر الكاريبي، جئت لزيارة القدس والمسجد الأقصى، للمرة الثانية.
صحيح أني زرت القدس قبل ذلك، منذ حوالي 5 سنوات، لكنني شعرت هذه المرة، أني أراها لأول مرة، فقد جذبني جمالها، وسحرني هواؤها، وتفاجأت من رؤية أشخاص من أكثر من ديانة وثقافة ودولة، كلهم اجتمعوا ليصلوا في المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
أذكر جيدًا كيف كانت زيارتي الأولى إلى القدس، كنت في غاية الانبهار، وفي قمة السعادة، ولا أجد حتى الآن من الكلمات ما يصف شعوري، ويعبر عن إحساسي حينها، وكأنني اكتشفت شيئًا جديدًا في هذا العالم.
أحب أن أسير في شوارع البلدة القديمة وأزقتها، تدهشني تلك الدكاكين القديمة، والشوارع الضيقة، والأحجار الصخرية التي بني منها جدران البلدة، وأشتم رائحة مميزة متجددة زكية لكل متجر من متاجر البلدة وأنا أمر من أمامها.
ما يريحني أيضًا، أنه ومقارنة بمكان سكني، فكل شيء هنا حلال، شعور القلق الذي كان ينتابني عند ذهابي لشراء الطعام في جزيرة المارتينيك، يختفي هنا، لأتناول الطعام الحلال، وأشتري كل ما أريد دون تردد.
في كل مرة آتي فيها إلى القدس، أتجول في أسواقها القديمة، وأقتني بعض الأشياء النادرة، التي لن أجدها في أي دول زرتها، وأحتفظ بها لسنوات، كي تذكرني بمدينة القدس وزيارتي لها.
بصراحة أنا لا أمل من التقاط الصور في القدس، فكلما التفت حولي أجد المناظر الطبيعية، والأماكن الأثرية التي تستحق أن توثق بكاميرا جهازي المحمول، إلى جانب أني دائمًا ما أسعى لالتقاط صور تذكارية وأنا في المسجد الأقصى، كي أريها لأصدقائي وعائلتي، وأحتفظ بها في ألبوم صوري.
ولأنني زرت أماكن ودول عديدة، فأنا أنصح أصدقائي وأشجعهم لزيارة فلسطين، الدولة الأكثر جمالًا في العالم من وجهة نظري، كما أدعوهم لزيارة ورؤية مدينة القدس، والتجول في شوارع رام الله، وبيت لحم، وأريحا وغيرها من المدن، هي حقا مدن مختلفة عما رأيته في العالم.