بنفسج

فاثبتوا: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"

الخميس 19 أكتوبر

ساعاتٌ نصرٍ شعرنا بها، بل عشناها بكل حواسنا في  السابع من تشرين الأول من هذا العام.محاولين استبعاد أي تفكير سلبي يعكر علينا صَفْوَ ما نشعر، كمية العِزّة المجبولة بالتكبيرات، والله لم يكن لها حد سوى السماء!!

وما لبثنا قليلاً، إلاّ ومن جديد تفاصيل تُدمي القلوب بالقصف والوحشية والعنهجية "الإسرائيلية" وظلمها الواقع والمتمركز على غزة.كمية اختلاط المشاعر خلال اليوم الواحد كفيلة بأن تُفطِر قلبَ كلّ إنسان ، وتحوله إلى رُكامِ مُكتَئِب. لا حِراك، ولا وَزْن له..

سعادة مخلوطة بحزنٍ، وبها من الإحباط واليأس ما بها، وزِد عليه الشعور بتأنيب الضمير الذي لا حد له، بعدم استطاعتنا تقديم أي شيء يخفف عنه.لا عَمل سوى متابعة الأخبار.. لا وِصال ولا سِجالَ ولا مآلَ لنا إلا إليها..من جديد، أنتَ تغرق في مستنقع الصور والفيديوهات الصادرة من أرض العزة، لا حراكَ إلاّ لدموع العيون! 

تساؤلات كثيرة تطرق أدمغتنا. لماذا غزة دائما؟!  لماذا أهلها؟ما مِنّا من أحدٍ إلا وفاته تفاصيل  يومه، وطار منه نومه، وتعلق بما بين يديه، ليصل لإجابة سؤال: ماذا علَيَّ أن أفعل؟

فلمّا مررت على:"تقبّل منا قليلنا! نحنُ الذّين جِئناكَ بالدُعاء، وهُم جاؤوك بالأرواح".بِها شُدَّت الهمة، وبدأ الترديد والتغريد.أما عن عادة قراءة سورة الأنفال والتوبة والنصر والفتح، والله كأنّ المُصحف أُنزِلَ على قلب كل واحد فينا، لا على رسولنا فقط.وهذا الحبيب يقول؛_ الشيخ محمد الغزالي_ رحمه الله تعالى: هل أصابكم اليأس؟ أخبروني من يستطيع أن يُغيِّر هذا الكتاب:(كتبَ اللَّهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي)؟ من يستطيع أن يَنتزع هذا الإرث: (وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستَضعفُون مشارقَ الأرضِ ومغَاربَها).

 من يستطيع أن يُؤخِّر هذه الكلمة:(ولقد سبَقتْ كلمتُنا لعبادِنا المُرسَلينَ إنهم لهُمُ المَنصُورون)؟ حين تشعر أن المنافذ كلها مغلقة سيصل إليك لطف الله من المنفذ المستحيل! هذا كله يُبدد ما شعرناه، ومع قراءة:واعلم أن غمسة واحدة في الجنة تُنسيك كل شدائد الدنيا.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ويُؤتَى بأشد الناس بؤسا في الدنيا ممن وجبت له الجنة، فيُصبغ في الجنة صبغة، فيُقال له: هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط". [صحيح مسلم]

هذه الجنة. لم يخلقها الله لنصبر على الذل والمهانة، وإنما خلقها لنصبر على تكاليف العزة والكرامة، فهو عزيز كريم لا يريد لعباده إلا أن يعيشوا كراما، فأكرمنا يا رب.."وما النصر إلا صبر ساعة"، وتقلب موازين اليقين والوعي: "هذه أرض الله، ولن يحصل بها إلا ما أراده الله، فاثبتوا".

أما عن دعائك يا حبيبي يا رسول الله:آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله،  أيدكم الله..

كأنها تمسح على قلوبنا، فلا نصب معها في أرض الرباط.