بنفسج

غزة تحت القصف: حكايا مغلفة بالدم

الجمعة 20 أكتوبر

منذ أن كبرنا ووعينا على القضية الفلسطينية، قضيتنا جميعاً ونحن نحفظ كل مرحلةٍ عبر اسم شهيد أو بطل، أو حادثة جرت فيتلك البقاع المباركةومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فمن الجدير بنا أن نتتبع الأخبار، أدقّ الأخبار مصممين أكثر على معرفة الشهداء والضحايا والاطلاع على قصصهم.
أسوأ ما في الحروب أن الخسارة فيها جماعية ومهولة إلى حدّ أن نعجز عن إحصاء خساراتنا وعندها يتحوّل الإنسان إلى رقم يُذكَر بالمجمل، لكننا لا نريد ذلك، بل نريد أن يُذكر بالتفصيل.فاليوم تضجّ مواقع التواصل بمَن نعى أهله جميعاً بالاسم، هذه ليست حكاية واحدة، بل هذه عائلة ولها عشرات الحكايات، ذكر أسماءهم واحداً بعد الآخر في منشور يُدمي القلوب!

 

ماذا يعني منشوره؟ وماذا يعني هذا النداء الخاص بكلّ فقيد؟ يعني بوضوح أن علينا الانتباه لكلّ الضحايا، لأسمائهم، للنداء الخاص بكلّ منهم، حلمه، وهوايته، أغراضه وما تركه خلفه، شخصيته الكاملة التي مُحيت بيد غاشمة ولكنها لاتُمحى من القلوب.

 

 

القصص لا نهاية لها، ولم تبدأ اليوم، هي قضية أجيال، لا يمكن النظر نظرة عامة ولا اجتزاء حدث والتكلم عنه، إنها صورة كاملة، فسيفساء من القهر والحروب والبطولة والأمل والتعبحتى الذين أبقنجّاهم الله أبطالٌ أحياء يجدر بنا معرفة قصصهم، كزيد الصغير حلو المحيا البالغ من عمره أربعة أشهر وأسرته الذين علقوا تحت الأنقاض لثلاث ساعات وكتب الله لهم عمراً جديداً وشاء إنقاذهم فأُنقِذ الطفل وكسبت غزة والعالمُ كله ضحكته التي ندعو الله أن تدوم.

 

لهؤلاء حكايات أيضاً ومواقف عاشوها تحت الأنقاض ستُروى، للساعات الثلاث التي مرّت عليهم أثر ربما يغيّر حياتهم، يحتاجون دعمنا ودعاءنا بأنْ يخرجوا منها وهم أقوى وبمعنويات عالية.هناك الناجون الوحيدون من عائلاتهم والذين يدمون القلب عندما ينجو طفلٌ بمفرده، كأنس يوسف صابر الذي كتب الله له النجاة بعد موت أسرته في الغارة، وهناك من يفقدون صغارهم ويعيشون من بعدهم مرارة الشوق، ومن تفقد زوجها لتلد في اليوم ذاته لتهب طفلها اسم أبيه. 

 

صحفيون يستشهدون أثناء تسجيلهم الوقائع وحرصهم على إيصال صوت فلسطين للعالم حتى لحظاتهم الأخيرة، الأطباء كذلك يطالهم الموت أو يطال أهاليهم فتصلهم بين الشهداء جثث أقربائهم الطاهرة لتقعَ الصدمةُ عليهم وهم في غمرة وضعهم لأرواحهم على أكفّهم واستبسالهم لإنقاذ الجرحى والمصابين.

ولا ننسى محاربة أهل غزة بالعتمة