بنفسج

طوفان الأقصى: حين كسرت المgاومة شوكة الاحتلال

الخميس 26 أكتوبر

في خضم كل هذا العدوان وكل هذا الانتقام البشع للكيان المحتل على الأطفال والنساء والعائلات بأكملها، نرى أن اليأس والوجع قد تسرب لدواخلنا سواء وعينا لذلك أم لم نعِ! من الطبيعي جدًا لأي انسان لديه مشاعر أن تكتسيه مشاعر الألم والحزن لكل هذا الدم المُراق، ولكل هذا الفقد الذي نراه بثًا حيًّا مباشرًا على الشاشات المختلفة.

قد تهرب من التلفاز فتراه في الهاتف، تغلق الهاتف فيأتيك اتصالٌ يخبرك بكارثةٍ جديدة وإبادة إجرامية منقطعة النظير! تشعر بأنك في قاعة ضخمة مليئة بكل أنواع الأصوات والآلات، تشعر بأنك في دوامة والكل يتحدث إليك في آن واحد.. تتمنى أن تُسكِتَ كل هذا الصخب وتنأى بنفسك بعيدًا عن كل هذا!

تحاول أن تهدأ وتفكر بحذر ما يمكننا أن نفعل لوقف كل هذا الوجع وهذا الضجيج؟ كم عدد الأسر التي تُشبع شبق هذا الكيان؟ كم عدد الأطنان من الدم التي تُشبع غزيرة القتل والانتقام لديه؟ كم عدد الأسرى؟ كم عدد البيوت المهدمة والبنية التحتية التي دُكت بالأرض؟ كم وكم وكم ؟وفي وسط كل هذه الأصوات اليائسة والأوجاع العظيمة، يأتيك التحفيز من أهل الألم أنفسهم!

يُسمعونك كلمات لا تظن أنها تخرج من فاقد 10 أشخاص من عائلته؟ ولا مِن فاقد أبناءه للتو! ولا ممن يُخرج جثة طفلته ويصرخ بكل تحدٍ وعلو صوته "والله محنا منهزين"! ما هذا؟ كيف ذلك؟ أنّا لكم هذه القوة؟ أخلقتم من طين مختلفٍ عنا؟!

يا سبحان الخالق القادر العظيم.. يا من يرزق الصبر للصابرين ليجعلهم في عليين. أما نحن ممن يتابع عن كثب وقد وقعنا في فخ الإحباط والاكتئاب، ولكي لا نطيل المكوث هناك طويلاً، فأذكر نفسي والقارئ الكريم بأن هناك أكثر من 1500 قتيل صهيوني منذ بدء طوفان الأقصى، أكثر من 5000 جريح، والأهم من كل هذا أكثر من 250 أسير بينهم ما لا يقل عن 50 ضابط و50 جندي، والباقي في خانة الاحتياط، وقلة من الأجانب الذين وصفتهم المقاومة بأنهم ضيوف لديها.

اقتصاديًا، الشيكل فقد اكثر من 30٪؜ من قيمته، تكبّد الاحتلال خسارة ضخمة باضطراره لاستدعاء التعبئة الكلية للجيش استعدادًا لحرب برية. وللعلم دولة الكيان تعتمد النظام السويسري في استدعاء وتكوين الجيش، حيث يقدر عدد الجنود الأساسيين المحترفين 150 ألف جندي، والباقي يعتبر الشعب نفسه ومن مرّوا في فترة التجنيد الإجباري، ويقدر عددهم بـ 360 ألف جندي احتياط.

وبمجرد استدعائهم يعني وقف كل الأعمال الاقتصادية التي يعملون بها في طبيعة الحال وأكثر تضرر هو قطاع التكنولوجيا الذي يشغله 14% من القوى العاملة، وسحبهم من سوق العمل يعني خسارة ما قامت به دولة الاحتلال من استقطاب لاستثمارات من صناديق رأس المال العالمي بقيمة 5.5 مليار دولار لعام 2023. واستمرار غياب هذه الكفاءات مع استمرار الحرب يعني خسارات متتالية في أهم قطاعات اقتصاد دولة الاحتلال.

بالإضافة لتكلفة الحرب نفسها التي تكلف الاحتلال مع كل صاروخ يخرج من القبة الحديدية ما يقارب 600 ألف دولار للصاروخ الواحد مقابل صواريخ المقاومة التي لا تتجاوز تكلفتها ال 600 دولار وهذا على سبيل المثال لا الحصر.السياحة تدمرت لسنوات قادمة، الكثير من مستوطنات ومدن الغلاف مثل عسقلان وسديروت تم اخلاؤها من سكانها والذين يقدرون ب 68 ألف مستوطن.

والأهم في نظري، عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة قضايا العالم، التفاف ودعم الشعوب العربية والاسلامية وكذلك كل إنسان يستعمل عقل ليبحث ويسمع الحقيقة منذ 75 عام رغم كل التكلفة المادية والجيش المدعم من المشاهير والإعلاميين والحكومات في تدشين البروباغندا الصهيونية إلا أن وجه "إسرائيل" البشع ظهر بشكل علني لكل العالم.

منظور الهزيمة النفسية التي تعرض لها الاحتلال دولةً وجمهورًا ومتحالفين، وخصوصًا جيشها الذي لم يحارب في أي حرب حقيقية منذ عام ١٩٧٣. تلك الصدمة من قدرة مجموعات شبابية من المقاومة أن تمرغ وجههم البشع في الوحل!7 أكتوبر 2023 تايخ لن ينساه العالم كله.