الإثنين 06 نوفمبر
كيف يكون لنا من العمر دقائق أخيرة نسجل فيها روايتنا، وشعورنا، وما نعيشه، ونحن تحت القصف، تحت الضرب والدمار والغبار، نسجل ذاكرتنا لتبقى بعد أن نفنى، نسجل معجزات نعيشها فنثبت فيها لحظات تاريخية فورية، ولن تعود. أنا آية عمر، طبيبة من غزة، شهدت حروبًا كثيرة في غزة، ولكنها يومًا لم تكت حربًا كهذه، حرب نصر وتمكين، عزة وشموخ، حرب نعيش فيها أيام الله، معجزاته، آياته...
أجل إنني أعيش في ظلال القرآن، في ظلال سورة الأنفال، في ظلال آيام الرحمة، في ظلال آيات النصر، في ظلال آيات الحرب والتمكين. لم أحلم ان أعيش أيامًا كهذه، وهأنذا أسجل لكم معية الله معنا، وثباتنا، ويقيننا بكل شجاعة، فإما نصر أو شهادة، وبفضل الله نلت الثانية، إلى جوار الله أنا الآن في السماء، قدّر الله لي أن أسجل آخر لحظاتي في هذه الحياة، لأسمع صوتي للقريب والبعيد، وهي وصيتي لكم، بالثبات والصبر، واليقين بالنصر، أنا على يقين بالنصر، وهذه وصيتي..
"العاشر من أكتوبر 2023، الساعة الآن، 2 و29 دقيقة: الخوف،صوت الضربة، ولكن يقين بالله واطمئان، مطرت الدنيا قبل ساعتين، في غارة كمان (سامعين) ربنا أنزل السكينة علينا، نشعر بمعية الله علينا وعلى المجاهدين، وياما حنسمع قصص من المجاهدين كيف إحساسهم، ربي يرجعهم سالمين ويحكولنا كيف يشعرون، بأنه معهم الملائكة، يطلق الواحد رصاصة فينظر فيجد 20 ميتين من رصاصة واحدة، نشعر بمعية الله، "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"، نعيش حقًا "وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا"، ونعيش "وإذ يغشيكم النعاس أمنة منه"، ونعيش "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم... أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين"، ونعيش "إذ تقول للممؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة....بلى أن تصبروا وتتقوا...
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم". قالوا لنا: أميركا سترسل حاملة طائرات، "الذين قالوا للناس إن الناس قد جمعوا لكمن فزادهم إيمانا،..."
والله نحن على يقين نشعر بهذه الشعور: قالوا حشدوا إسرائيل لغزة وأمريكا...ووالله ذلك زادنا إيمانا، هذا وعد الله، سيأتي النصر والتمكين، سندفع الثمن، وما أجمل الثمن إما نصر أو شهادة، وما أجمل أيهما يكتبه الله لنا، سواء النصر أو الشهادة، هذه معركة الله عز وجل، أنها حرب الاسلام الكبرى، حرب النصر والتمكين، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعدها في الأرض، اللهم مكّن للمجاهدين، اللهم ثبتهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم انصرهم على من عاداهم، اللهم ثبت الأرض تحت أقدام مجاهدين وزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم، اللهم استر عوراتنا، واحفظنا عن يمننا وشمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا، هذا شعور...
حبيت أسجل هذا الشعور الذي لن نعيشه بعدها، هذا الجو مخيف لأقصى حد، سامعين صوت الطائرات، الغارات، الردم، الغبار، غبار القصف، نحن على يقين بأن اجتمع غبار في سبيل الله مع غبار جهنم.
متأكدة لو رجعت ذكرت هذه الأيام إن كتب لنا عمر، سأبكي، لكن لا أستطيع الآن البكاء، نحن في حالة ترقب، سنبكي يوم النصر والتمكين، سيكون بكاءً مليئًا بالفرح، الفرح أكيد، من مات مات شهيدًا وانتقل إلى جوار ربه سعيدًا، ومن عاش يعيش أيامًا لا يمكن أن تتكرر في التاريخ. هذه معركتنا الأخيرة، هذه أيام الله عز وجل، لم نحلم بها، زمان كنا نفرح إذا انقتل جندي، اليوم الرقم بزيد 100 و200 تجاوزنا خط الألف، والإعلام الاسرائيلي كذاب لا يعلن الحقيقة وهم ما بعرفوا الأرقام الحقيقة، مجاهدينا جاسوا خلال الديار... سنلم جثثهم في مقابر جماعية، الكلاب ستأكل جثثهم إلى ذلك الحين. بكفي هاد، لما يجي عبالي تاني ح سجل".
تذكير يا أحبتي، هذه معركة الله عز وجل والنصر يأتي منه سبحانه، فإذا تدخل فلان وعلان لربما وقع في نفوس بعض ضعفاء الإيماء أن النصر جاء لدخول هذه الفئة وغيرها والله يغار على نصره، ينصرنا حينما تنقطع أسباب النصر إلا منه، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجا بعد أن يأتي نصر الله والفتح، فعلقوا قلبوكم بالله وحده ولا تعلوا على أحد. كما لدي وصية أخرى بعد رحيلي، لا تحزنوا، أنا إلى جوار الله وآلاف الشهداء من غزة، نتونس برحمات الله، أبلغونا النصر ولا تيأسوا...إلى اللقاء