بنفسج

خلال الحرب وبعدها: طرق الدعم النفسي للأطفال

الثلاثاء 21 نوفمبر

أثر الحرب على الصحة النفسية للأطفال هو إرث كبير من الصدمات عبر العديد من الأجيال، يختلف تأثيرها حسب شدة الأحداث الصادمة وعددها ومدة استمرارها، كما يعتمد على الدعم النفسي الذي يتلقاه الطفل من أهله ومقدمي الرعاية له، بالإضافة إلى عمر الطفل ومدى هشاشته النفسية.

الصدمات تفتك بالنسيج العصبي للبالغين، ويكون أثرها أشد على الأطفال لأن جهازهم العصبي في طور النمو والتشكل.لكن بشكل عام، فقد تخلّف الحرب آثارا نفسية عديدة تشمل مستويات عالية من التوتر والاكتئاب واضطرابات صدمية، ومشاكل تطورية قد تؤثر مستقبلا على العلاقات الاجتماعية والأداء المدرسي.

الدعم النفسي للأطفال خلال الحرب

أولاً: أطفالنا غي غزة الحبيبة: في غزة لا مكان للصحة النفسية في ظل العدوان القائم، الأولوية هي لوقف إطلاق النار وتوفير مكان آمن للأطفال وتلبية الاحتياجات الأساسية، وعلاج إصابات الجرحى منهم، والتحرك في أي اتجاه لضمان سلامتهم.

ثانيًا: أطفالنا في الضفة:  نحن في ظل تصعيد واضح ضد أهل الضفة، إلا أن المشهد الغزاوي يطغى، لكن من المهم الاهتمام بصحة أطفالنا النفسية في الضفة خاصة في ظل الشائعات حول التهجير إلى الأردن

أولاً: أطفالنا غي غزة الحبيبة: في غزة لا مكان للصحة النفسية في ظل العدوان القائم، الأولوية هي لوقف إطلاق النار وتوفير مكان آمن للأطفال وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى وطعام و ماء وكهرباء ودفء، وعلاج إصابات الجرحى منهم، والتحرك في أي اتجاه لضمان سلامتهم.

ثانيًا: أطفالنا في الضفة:  نحن في ظل تصعيد واضح ضد أهل الضفة، إلا أن المشهد الغزاوي يطغى، لكن من المهم الاهتمام بصحة أطفالنا النفسية في الضفة خاصة في ظل الشائعات حول التهجير إلى الأردن، هُنا علينا أن أن نحاول اتباع هذه الإرشادات

1️⃣كن قدوة لطفلك: من المهم عليك كأب أو أم أن تهتم بصحتك النفسية حتى تكون نموذجا لطفلك يقتدى به، لا يعني ذلك عدم الاستماع للأخبار أو تتبع كل ما يطرأ على أهلنا في غزة، ولا يعني أن لا نشعر بالحزن والبكاء والغضب، بل يعني أن لا نستسلم للعجز والشعور بالذنب، وأن نكون قادرين على أداء أدوارنا الاجتماعية والوظيفية.

2️⃣ادعم صمود أهلنا في غزة: وأفضل طريقة لتعتني فيها بنفسك في ظل هذه الحرب هي أن تنخرط في كل ما يدعم القضية الفلسطينية؛ سواء أكان ذلك بالكتابة أو نشر الوعي، أو قراءة التاريخ أو المقاطعة أو المظاهرات وغيرها. إن لذلك تأثيرا علاجيا لآثار العدوان القاتمة على النفس.

3️⃣الالتزام بالروتين اليومي للطفل: أن نحاول الالتزام بالروتين الذي يعتاده الأطفال قدر المستطاع، فغياب الروتين يسبب قلقا إضافيا لقلق الحرب.

4️⃣كن قريبًا من طفلك: القرب من الطفل بشكل كاف يمكّنه من التعبير لك عن مشاعره وقلقه، والاستماع له بشكل جيد، فلا يتكلم الطفل والأب مشغول بمتابعة الأخبار على الهاتف أو تكون الأم تتابع طهي الطعام، بل نترك ما نقوم به في تلك اللحظة وإعطاء الطفل الانتبه الكامل.

5️⃣أنشطة لتخفيف التوتر: مساعدة الأطفال في القيام بالأنشطة التي تساعده في تهدئة نفسه والتأقلم مع الوضع الحالي كالرسم والتلوين والرياضة. إن من شأن هذه الأنشطة أن تخفف توترهم وأن تشتت انتباههم ولو قليلا عن الأحداث، كما رأينا في مخيمات غزة عدة فيديوهات تظهر الأطفال وهم يعتنون بالقطط سواء كانوا قططهم قبل الحرب أو أنهم وجدوهم أثناء النزوح.

6️⃣تقنين تعريض الأطفال للصور والفيديوهات: التي تحتوي مشاهد صادمة، من المهم أن يتابعوا الأخبار ولكن مصادر موثوقة ومجردة من تلك الصور التي لديها أثر طويل الأمد على صحتهم النفسية.

7️⃣الصدق مع الأطفال: في كل ما يقال لهم وفي كل الإجابات عن أسئلتهم، حتى لو كانت المعلومات صعبة، علينا أن نقولها لهم بالطريقة والكمية المتناسبة مع أعمارهم وفهمهم، بالتزامن مع الرسائل التطمينية لهم قدر الإمكان.

الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب

صورة غزة.jpg
من الأهمية بمكان أن نساعد أطفالنا لتفريغ مشاعرهم، والتعبير عنها، بشتى الطرق، كالرسم، الكتابة وغيرها

لدى الأطفال طيف واسع من ردات الفعل المختلفة على الأزمات والحروب، فقد يتأثر البعض خلال الأزمة ولكن سرعان ما تتحسن صحته النفسية عند انتهائها، وأما البعض الآخر فقد يتبقى لديه بعض المشاكل طويلة الأمد. تختلف ردات الفعل حسب الفئة العمرية:

أولاً: تحت عمر 5 سنوات: تظهر أعراض قلق من الانفصال عن الأهل، وخوف من الغرباء، انتكاس في يعض المهارات التي كان قد أتقنها من قبل كالتحكم بالبول، أو الرجوع إلى مص الأصبع.

ثانيًا: من 6 إلى 11 سنة: من الممكن أن يستعيدوا أجزاء من الأحداث الصادمة التي تعرضوا لها، وقد تظهر عليهم أعراض جسدية الشكل نفسية المنشأ، كوجع البطن مثلا، وقد يكون من السهل استثارتهم وظهور مشاعر الغضب عندهم، وكثرة السرحان لديهم.

ثالثًا: من 12 ل 18 سنة: قد تظهر عندهم أفكار اقتحامية غير مرغوبة متعلقة بالأحداث أو صور ذهنية صعبة، كما قد تظهر بعض السلوكيات العنيفة، وقد يكونوا عرضة أكثر للاكتئاب.، يمكن أن نقدم الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب بالطرق التالية  

1️⃣التعبير عن المشاعر: نساعدهم أن يعبروا عن مشاعرهم وأفكارهم وقلقهم، وأن نتكلم معهم برفق، ونسمح لهم بالحزن أو حتى البكاء لكن دون الضغط عليهم للحديث عن الأحداث الصادمة.

2️⃣التواجد الجسدي والنفسي :مضية وقت أكثر معهم والتواجد جسديا معهم، فذلك يشعرهم بالأمان.

3️⃣التفريغ النفسي: نساعدهم في إيجاد طرق بناءة للتعبير عن المشاعر والتي قد تكون أسهل من الكلام، كالرسوم والكتابة.

4️⃣استعادة الروتين: نساعدهم يستعيدوا الروتين الذي كانوا قد اعتادوه قبل الأزمات كأوقات تناول الطعام ووقت النوم.

5️⃣مراقبة سلوك الطفل: في الأسابيع التي تلي الأزمة، من المهم الانتباه إلى سلوك الطفل، إذا كانت هناك تغييرات كبيرة في سلوكه (بما في ذلك القلق المستمر، أو اضطرابات النوم، أو غيرها من علامات الضيق)، فعليك التوجه إلى مختص في الصحة النفسية.

لنتذكر أن الأزمات والأحداث المؤلمة يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على الأطفال. لكن الأطفال يتمتعون أيضًا بقدرة لا يستهان بها على الصمود، ومن الممكن مساعدتهم من خلال النهج والدعم الصحيحين.