بنفسج

في الغربة: آلاء أبو يونس تفقد 28 شخصًا من عائلتها

الثلاثاء 02 يناير

أنا آلاء أبو يونس، فلسطينية، من غزة، أعمل في الإمارات وأقيم فيها منذ سنوات، فقدت جميع أسرتي في 23 أكتوبر بسبب العدوان الحاصل على قطاع غزة وتبقى منهم زوجة أخي وأبناءها الثلاثة، شعرت حينها ببصيص أمل بعد أن نجى جزء من عائلتي بعد أن فقدت 24 فرد منهم، ولكن التحقوا بهم بعد عدة أيام وهم وأهل زوجة أخى جميعا في قصف آخر فلم يتبق أحد.
آلاء أبو يونس.

فقدتهم جميعًا، لم يتبق منهم أحد: أمي وأبي وأخواتي وإخوتي وأولادهم، ولكن لله الأمر جميعًا، ولئن فرقتنا كأس المنون ففي الجنة الملتقى حيث يحيى الحنون مع الحنون.
أنا آلاء أبو يونس، فلسطينية، من غزة، أعمل في الإمارات وأقيم فيها منذ سنوات، فقدت جميع أسرتي في 23 أكتوبر بسبب العدوان الحاصل على قطاع غزة وتبقى منهم زوجة أخي وأبناءها الثلاثة، شعرت حينها ببصيص أمل بعد أن نجى جزء من عائلتي بعد أن فقدت 24 فرد منهم، ولكن التحقوا بهم بعد عدة أيام هم وأهل زوجة أخى جميعا في قصف آخر فلم يتبق أحد.

أفتح هاتفي كل يوم وأتحدث إلى الناس عن أهلي الذين قتلهم الاحتلال، أبث  ذكراهم عبر الفضاء الرقمي لسببين، الأول: حتى تصيبهم دعوات الصادقين الذين يتابعوني، والثاني ليعلم العالم أن كل شخص في غزة، يقضي شهيدًا، له قصص وآمال وأحلام وحياة نهاها الاحتلال هم بشر مثلًا وليسوا ارقامًا، تزداد وترتفع كل يوم مع استمرار العدوان الغاشم على قطاع غزة.

تحدثت عن أبي الشيخ الجليل والمعلم العظيم والمهندس المعماري البارع أحمد أبو يونس، 66 عامًا، هذا الأب والمربي الذي أنبتني وأنشأني أنا واخوتي خير تنشئة. تحدثت عن أمي الحنون الصديقة الصدوقة، التي كانت دائمًا سندًا لي في حلي وترحالي، لا أنسى يوم أن مررت بنكسة نفسية مكثت على أثرها ثلاثة شهور في المشفى أرفض حتى الكلام، لتأتي هي إلى جانبي وتكون أمهر من كل الأطباء وأفضل دواء، تحدثت معي يوميًا لساعات حتى أخرجتني من عزلتي.

هي التنشئة التي ينالها جميع الغزيين منذ نعومة أظفارهم في كنف المساجد وحلقات حفظ القرآن والفقه والعقيدة، حتى يتجذر الإيمان في نفسهم، فلا تقوى كل قوى العالم أن تزعزعه، فمهما قصفوه سيخرج من بين الألم والدمار ليقول الحمد لله، إنا ها

تحدثت عن إخوتي الثلاثة: الأكبر طاهر الذي عانى من مشاكل نفسية شديدة بعد أن اعتقله الاحتلال في 18 من عمره، وقضى فترة طويلة حتى استطاع تجاوز تلك المرحلة الصعبة من حياته ،رحل هو وأطفاله الثلاثة وزوجته.  ثاني إخوتي هو ظافر المحامي الذي كان يدرس ويجتهد وينال الشهادات العليا ليدافع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين،  وأخيرًا أخي طارق الذي سبق أطفاله وزوجته إلى الجنة ليلتحقوا به بعد عدة أيام.

تحدثت أن أخواتي الغاليات: الكبرى شيماء 41 عامًا، بكر أمي وأبي، رحلت برفقة أبنائها وأهلي، فالله أعلم أن لا قدرة لهم على الفراق، وأختي الصغرى آخر العنقود الغالية أسماء، كانت صديقتي ومستشارتي وحافظة أسراري وكل شيء أتحدث معها لساعات دون ملل.

رحلوا جميعًا وبقيت خلفهم أصبر نفسي وأخلد ذكراهم ليتعجب الناس، ويسألون من أين يأتي بالصبر يا أهل غزة ؟ فأقول هي التنشئة التي ينالها جميع الغزيين منذ نعومة أظفارهم في كنف المساجد وحلقات حفظ القرآن والفقه والعقيدة، حتى يتجذر الإيمان في نفسهم، فلا تقوى كل قوى العالم أن تزعزعه، فمهما قصفوه سيخرج من بين الألم والدمار ليقول الحمد لله، إنا ها هنُا باقون.