بنفسج

شهادات حيّة لأسيرات اختطفن من غزة: نزع للحجاب وعزل انفرادي في الثلاجات!

الأربعاء 07 فبراير

منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، اختطف جيش الاحتلال الصهيوني حوالي 142 أسيرة من غزة، كما أعلنت هيئة شؤون الأسرى، بعد بدء الاجتياح البري وحصاره عدة محاور؛ إذ أجمعت شهادات الأسيرات على الاعتقال الوحشي لهن، والتفتيش العاري والشتم والضرب والتعذيب، دون مراعاة المسنات والقاصرات والجريحات.

كما أجمعت الشهادات على أن الاختطاف جرى من البيوت مباشرة ومراكز الإيواء والمستشفيات، التي لجأ إليها الغزيون اعتقادًا منهم أنها مناطق آمنة، فما كان من الاحتلال إلا أن يظهر وجهه الحقيقي المتوحش، فهو لا يتورع عن التنكيل بالنساء أمام أطفالهن، إذ قالت نساء غزة أن الاقتحامات كانت غاية في البربرية، وأنهن شاهدن المنظر المرعب لدبابات المركافاة الضخمة بأم أعينهن للمرة الأولى وكان المنظر مخيفًا.

 ثم اقتحم جيش الاحتلال مداخل البيوت والمستشفيات ومراكز الإيواء ويطلق الرصاص والقنابل الصوتية، ويفجر المداخل، ويأخذ النساء والرجال دون تمييز، يُعرى الرجال ويأخذون بطريقة وحشية، ويختارون من النساء ويأخذوهن إلى مناطق مجهولة، فلا يُعلم مصير إحداهن، وقالت الشهادات بأن إعدامات مباشرة تمت لبعضهم في ما يُسمى الممرات الآمنة، أمام أطفالهن، ومنهن من كن يحملن رضعًا، وأطفالًا صغارًا بين أيديهن، قيل أنهم أعدموا مع أمهاتهم، أو سُرقوا، كما أعلنت الصحف في وقت لاحق.

وكانت إدارة سجون الاحتلال أعلنت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن احتجاز 260 معتقلا ومعتقلة من غزة، وصفتهم بأنهم "مقاتلين غير شرعيين". ولفتت هيئة الأسرى ونادي الأسير إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الفاشي، إيتمار بن غفير - أوعز إلى مسؤولة إدارة السجون "في إطار عمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة" بنقل معتقلين من غزة إلى قسم الزنازين ركفيت المقام تحت سجن نيتسان الرملة، الذي يعد من أسوأ السجون وأقدمها.

نور زهير: العزل الانفرادي في الثلاجات !

نور زهير.jpg

تقول الأسيرة المحررة نور زهير: " اعتقلوني من ملعب اليرموك، تعرضت للتعذيب، 10 أيام بدون حجاباتنا، كان يمسك راسي يخبطه في ناقلة الجُند، أخذوا بنات أحياء وحطوهم في الثلاجات لمدة 3 ساعات، كعزل انفرادي، وكان الجنود يحطوا إيديهم علينا نطرق بذيئة" 

وفي شهادة أخرى  قالت إحدى الأسيرات المحررات: "وأنا ماشية في المرر الآمن، طلعونا وربطونا وغطوا عينينا وخولنا نمشي، وبعدين اعتقال ع الدامون، وقعدنا 51 يوم، يجيبوا الصندل بوجوهنا، ويضربونا بكعب البارودة، أخدوا معنا أطفال. في المعتقل، نصحى من 5 الصبح ع ركب إجرينا..ويهددونا: يا بتحكي الحقيقة يا بنفجر دارك، ويحكوا كلام وسخ، واضل المجندات يزقين فينا. يسألونا إنت حماس، إنت شاركتي في 7 أكتوبر، لما أسكت يهددوني، ويرجعوا يسألوني: وين أسرانا؟ وين الأنفاق؟ بعدين رحنا ع الدامون في حيفا 51 يوم، في التحقيق يلعبوا في أعصابي يحكولي مرة أمك في الشمال مرة في الجنوب".

عبير محمد.jpg

وأسيرة محررة يبدو عليها التقدم بالسن أدلت بشهادتها قائلة: "كنا محاصرين لخمسة أيام، ومعنا ولاد صغار فش لا أكل ولا شرب، وإذا ادبّر أكل نقسمه ع أوقات عشان يكفي الكل... أجو اليهود حاصرونا وفجروا الباب أخدونا ع مكان زي الحوش، لا يليق العيش فيه، بعدين أخدونا ع الدامون، شتم بأسوأ الألفاظ، تفتيش عاري، وضرب واستهزاء. في السجن، بعد تلقي الكثير من التعذيب في رحلة الاعتقال، اهتمت بنا أسيرات الضفة، كن يغسلن الملابس ويطهين الطعام، بارك الله فيهن".

تقول الأسيرة المحررة عبير محمد: "اعتقلوني من الممر الآمن، كان يمسكونا من شعورنا ويمشونا زي الكلاب، قضيت 8 أيام في التحقيق، وبعدها على الدامون قضيت 53 يومًا، تعرضت للتفتيش العاري، والضرب بالأحذية على وجوهنا، لمّا اعتقلوني كان معي أبنائي الثلاث، وما كنتُ بعرف ايش صار فيهم"

هبة صالح:" ضرب وشتم وتهديد بالأهل" 

نور صالح.jpg
 

تقول الأسيرة المحررة هبة صالح: "كانوا يصحونا على الساعة 5 الفجر، ونقعد على ركبنا، وممنوع ننام، وظلوا يسألونا وين الأنفاق، يهددونا يا بتحكي الحقيقة يا بقتل أهلك وبقصف دارك،"

وأسيرة أخرى عرفت نفسها بـ خلود حمودة، يدايها الاثنتان كانتا ملفوفتان من الرسغ، مكان القيد "الكلبشات" التي وضعت، كشكل من أشكال التعذيب، فتقول: "حاصروا مستشفى الأهلي المعمداني، كانت كل الدبابات محاصرة المكان، ونادوا بالمايك، ولم نكن نتوقع الاعتقال، كنت أعتقد أنهم سيعتقلون الرجال فقط، بداية أخذوا الرجال، عروهم تمامًا، ثم أخرجونا بالكامل، كان هناك ما يقارب 200 دبابة، وفوقنا كانت طائرة قريبة جدًا من رؤوسنا، كان الوضع مخيفًا مرعبًا.

وهددونا بالقتل، صورونا، وطلبوا شلح الشالات، وفرزونا وأجلسونا تحت الدبابة، ومعنا أطفال وقاصرات ونساء كبار في السن، لم يراعوا أي أحد، قعدنا 3 ساعات. أخدونا خمس نساء، صرخوا عليّ بالعبري وما كنت فاهمة وطلبت منها تحكي إنجليزي، ورفعت علي السلاح، وطلبوا خلع ملابسي، حطوني على الحيط وضربوني وأخدوا فلوسي، وعلمت بعدها أنهم سرقوا المال والذهب من الأسيرات.

طلعونا ع شاحنة وربطوا إدينا وإجريا، والكلبشات كانت مؤلمة، وقعت في الشاحنة على وجهي، مع الكثير من الشتم والمسبات، ولما مشت الشاحنة كان السائق يميل بنا، ويسرع ومن ثم يقف فجأة، فنقع فوق بعضنا ونتدحرج، ونحن بالأساس لا نرى ولا نستطيع الحركة. وكان يضربون رصاصًا فوق رؤوسنا وقنابل صوتية.

كان إرهاب نفسي مش طبيعي. وصلنا إلى مكان شبه خرابة عرفنا بعدها أنها الشجاعية. سحبوني وتجرحت يدي، مسكتني المجندة وفكرت أنهم سيعدموننا، وبالفعل كنت أرتجف وقتها خوفًا. بعد عشر دقائق، أعادوني إلى الشاحنة، ثم وضعونا في المخيمات، مع الضرب والمسبات، وصورونا وراء العلم الإسرائيلي وطلبوا منا تقبيله،ومن يرفض يتم ضربه وخبط رأسه في الجدار، فضربونا على رؤوسنا، وكانوا يأخدوننا من معكسر الى معسكر، تجرحت ركبنا، وأيدينا، خلعت أكتافنا، لم يراعوا طفلة أو مسنة، تعذيب طيلة فترة الطريق حوالي 7 ساعات حتى وضوعنا في معسكر مفتوح، بالبرد، ويمنع لنا أن نتكلم، ويمنع أن ننام".

سمعنا من الأسيرات المحررات اللاتي خرجن، ولا يزال مصير الكثيرات الأخريات مجهولًا، ولا نعلم عنهن شيئًا، لا الصليب الأحمر، ولا شؤون الأسرى، ولا المحامين، حتى يظن أن بعضهن قد أعدمن دون أن يعلن الاحتلال ذلك.