بنفسج

رمضان القدس: حصار يُطبق على المدينة..أهلها وأقصاها

الأربعاء 28 فبراير

بنفس منكسرة، وقلبٍ يئنُ بصمت على ما يحدث في شق الوطن النازف، وتفتيشٍ عشوائي مهين، وضرائب باهظة، ومخالفات غير مبررة: على كتابات الحائط مخالفة، على أجزاء بسيطة من القرميد الأحمر فوق أسطح المباني مخالفة، وعلى كل نفس وهمسة وصوت، حتى زر الإعجاب على منصات التواصل الاجتماعي إجراء وحبس ومخالفة. عنصرية تشتد يومًا بعد يوم في كل تفاصيل حياة الإنسان المقدسي خصوصًا، والإنسان الذي يعيش في داخل دولة الكيان عمومًا، على كل هذا وأكثر يهيأ الإنسان المقدسي نفسه لاستقبال الشهر الفضيل.

أعلنت لجان الأحياء المختلفة كحي باب حطة وغيره أنها لن تضيء الأضواء هذا العام، ولن تتفنن بأي زينة ابتهاجًا بالشهر الفضيل، كما اعتدنا على مر الأعوام، فكيف يبتهج من في بيت جيرانه ألف ألف بيت عزاء؟!

والله كدر العيش يرافقنا، ونفسيتنا المرهقة على ما يحدث لأبناء شعبنا أفقدتنا اللهفة والشوق لرمضان. لم نعتد أن نستقبل رمضان بقلوب نازفة ونفسية تعبة كما يحدث الآن. هذه المشاعر المختلطة التي نشعر بها قبل بداية رمضان بأيام قليلة لم نشعر بها من قبل أبدًا.

المقدسي الذي يمر عن الحواجز، ويتعرض لهذا الكم الهائل من المخالفات والمضايقات والتفتيشات بشكل يومي وعنصري يدرك تمام الإدراك معنى الاحتلال المباشر على الأرض، وخصوصًا مع حالة الاستفزاز والاستنفار التي يعاني منها الاحتلال خلال هذه الأيام بعد أحداث السابع من أكتوبر. مع كل ما نتعرض له من مضايقات، فهذا لا يساوي ولا يقارن بحجم الدمار والجوع والقصف المستمر الذي يعاني منه القطاع.

أعلنت لجان الأحياء المختلفة كحي باب حطة وغيره أنها لن تضيء الأضواء هذا العام، ولن تتفنن بأي زينة ابتهاجًا بالشهر الفضيل، كما اعتدنا على مر الأعوام، فكيف يبتهج من في بيت جيرانه ألف ألف بيت عزاء؟!

أعلنت السلطات الاسرائيلية عن تعزيزات جديدة وتقييدات ستبدأ مع بداية شهر رمضان المبارك على المسجد الأقصى المبارك، التقييدات ستشمل قيود على العمر (عمر من سيدخل للمسجد الأقصى)، وفقًا لتوصيات الوزير المتطرف بن غفير، الذي اقترح أن أن يتم منع جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية من دخول المسجد الأقصى، في حين يُسمح لمن هم فوق السبعين وتحت العاشرة من أهالي الداخل الفلسطيني المحتل من دخوله.

توصيات أقرها مكتب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، وفقًا للقناة الثالثة عشر الإسرائيلية، في حين اقترحت الشرطة وجود قوة عسكرية دائمة في المسجد الأقصى تحرزًا من أي تصعيد محتمل، قرارات عارضها أفراد من مجلس الحرب والموساد خوفًا من انفجار الأوضاع في الضفة والقدس تزامنًا مع استمرار الحرب على غزة، ودخولها شهرها السادس.

أعلنت السلطات الاسرائيلية عن تعزيزات جديدة وتقييدات ستبدأ مع بداية شهر رمضان المبارك على المسجد الأقصى المبارك، التقييدات ستشمل قيود على العمر (عمر من سيدخل للمسجد الأقصى)، وفقًا لتوصيات الوزير المتطرف بن غفير، الذي اقترح أن أن يتم منع جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية من دخول المسجد الأقصى، في حين يُسمح لمن هم فوق السبعين وتحت العاشرة من أهالي الداخل الفلسطيني المحتل من دخوله.

تقييدات ليست بالجديدة على المسجد الأقصى بشكل عام، فكانت مثل هذه التقييدات تعقب العمليات الفدائية التي تحدث في القدس والداخل الفلسطيني، كما حدثت  كإجراءات عقابية للمجتمع المقدسي، ولكن الجديد هذه المرة وما لم نعتد عليه قبلًا أن التقييدات ستحصل خلال شهر رمضان المبارك، شهر الاعتكاف وصلاة التراويح، الشهر الذي يحيي مدينة القدس خلال ساعات المساء؛ فمن المعروف أن المدينة في ساعات المساء خلال طوال العام حزينة كئيبة، تغلق فيها المحال التجارية، وأن الشهر الفضيل يحيها على مدار ساعات اليوم ويجعلها نابضة بالحياة، مليئة بالناس.

اعتدنا لأعوام طوال أن نصلي يوميًا في المسجد الأقصى، ونبتهل فيه، وندخل إليه أفرادًا وجماعات لنختم القرآن الكريم في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وهي الليلة التي يرجح أنها ليلة القدر. حتى مع بعض الأحداث التي دارت في سنوات سابقة في المسجد الأقصى خلال رمضان لم يشهد منعًا لأهالي الداخل الفلسطيني، المجتمع المقدسي فلسطيني الداخل المحتل والضفة في حالة من الترقب لما قد تفضي إليه قرارات التقييد حول زيارة الفلسطينيين للمسجد الأقصى المبارك.

صرح أحد المقدسيين وهو الدكتور أحمد الطيبي في سياق تصريحات أدلى بها في الكنيست: "هذا القرار الخطير يأتي بشأن مكان حساس وهو المسجد الأقصى المبارك، ويثبت أنه لا حرية للعبادة للمسلمين في البلاد، وللمسيحيين أيضا. معظم المسلمين لا يمكنهم الوصول للمسجد الأقصى، لا من غزة ولا من الضفة الغربية ولا الجمهور العربي المسلم أصلًا".

وتابع عضو الكنيست د. أحمد الطيبي قائلًا: "هنالك مسؤول عن بن غفير، هذا المتطرف الذي يقترح اقتراحات عنصرية تشعل المنطقة دائمًا وهو رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يزوده ببرميل من الوقود. نتنياهو يتحمل المسؤولية ومعه بيني غانتس، كلهم عليهم التحلي بالمسؤولية حتى إن كان ذلك في نهاية الأمر بتقييد على أساس العمر، الأمر غير مقبول. يجب السماح بدخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك كل السنة، بالذات في شهر رمضان".

مع كل التصعيدات في المنطقة، سنتحرى هلال الشهر الفضيل هذا العام بمشاعر مختلطة وبحالة شديدة من الترقب، اللهم أهلّه علينا بحال أحسن من هذا الحال، وأعده الأعوام المقبلة علينا، وقد تحرر أقصانا من قيد الغاصبين، واجمع فيه جموع المسلمين على كلمة الحق والدين عاجلًا غير آجل يارب العالمين.