بنفسج

قبس الشهادة في نور شمس: قالت أم الشهيد

الإثنين 22 ابريل

يا أم الشهيد نيالك، ياريت ابني بدالك... هذا الهتاف الذي اعتدنا على سماعه مؤخرًا في مخيم نور شمس، الذي يمكن أن نطلق عليه أيضًا، مخيم المشتبكين، أو مخيم أمهات الشهداء. مشاهد الأمهات اللواتي يحملن نعش أبنائهن، ويهتفن "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"... يذرفن الدموع وهن يقلن: "الله يتقبله، الله يصبرني ع فراقه، الله يرحمك يا حبيبي...".

سمعنا والدة الشهيد جهاد الزنديق، الذي ارتقى في مخيم نور شمس، تقول: "ولد صغير، بقلد، بفكر هيك، طلع كل كلمة بقولها قاصدها، كان نايم لما اعلنوا في تجمعات للشباب. حكتله جهاد وين رايح؟ قلي بدي أروح أشتري وأرجع..هرب بعيد عن الدار. بعد شوي الجيش حاصر المخيم صرنا نتبع عالتلفونات وهو تارك تلفونه في الدار، صرنا نسأل صحابه ونطمن من الشباب.

الساعة وحدة الظهر أجا عالدار، قلت الحمدلله أجا، ملان جيش البد اقعد، قعد دقيقتين واطلع فينا كلنا وطلع، هرب، شوي فاتوا الجيش يحاصروا ويطخوا وفاتوا، جمعوا الي بالعمارة وحبسوهم عنا في غرفة وحدة وقطعوا علينا الكهربا والستاير، كان يضل يقول جهاد بدي الحق الشباب صحابي بدي استشهد بديش الدنيا، بديش الأراضي، بديش عمارة، بديش بي أم، بديش إشي للمستقبل. بدي أستشهد، زي الشباب، بدي الجنة. فكرته صغير عمره 15 بضل يسمع الشباب، بس ولد صغير بقلد فيهم، طلعت كل كلمة بعرف شو هي. ترك ورقة في كوفر تلفونه، كاتب وصيته، كل كلمة قالها كاين دارسها وعارفها وأنا أفكر ولد صغير بس... طلع بعرف كل إشي".

ومن الأمهات من تحدثن عن أولادهن، أخلاقهم، ميزاتهم، عن حبهن لهم، والدة الشهيد أحمد العارف، في مخيم نور شمس تقول: "أحمد مهجة قلبي، أصغر ولد في ولادي، مميز عن خواته، الكل بحبه، بحبش يزعل حدا. كريم بحب يعطي. بقدرش أوصف وجع القلب... الحمدلله".

وهناك أمهات من لم يعرفن أن أولادهن كانوا من المشتبكين في المخيم، فوالدة الشهيد عبد الرحيم تقول: "طلب الشهادة ونالها، عند ابنه ومرته، ساكن عندي بالدار، حنون عبد، قاوم وكافح، من ثلاث سنين، طلب الشهادة ونالها، وصاني ع ابنه وما أعيط عليه، الله يرضى عليه، الله يتقبله، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعلنا من الصابرين، الله يصبر أمهات الشهداء، هذا فخر، وأنا فخورة بكل شهداء المخيم".

ووالدة الشهيد رجائي السبع الذي اتخذه جيش الاحتلال كدرع واق، وأعدمه، تقول: "أنا أم رجائي السبع، عمره 39، ولادي متت وأنا أربي فيهم، مرضيين، حنون رجائي، محبوب، إله محل اسمه السبع، هو بحاله، بستحي كثير، بحبش يحكي، خلوق، هادي كثير، أعدموه بدم بارد. كانوا في ثلاثة بدهم إياهم، نزلوه من الدار، أخدوه أعدموه الله اعلم كيف طخوه! رموه بالحوش من فوق لتحت، ما بعرف كيف موته، كان هو وابنه في الدار بس.. طخوه الله ينتقم منهم. عنده ولدين وبنتين لسا بنت بتقول جديد أبا أبا، لما تكبر بدون أب... حسبي الله ونعم الوكيل، آدمي ابني، مؤدب، بضحك، بموت ع ولاده، روحه ولاده... مدللين، دشرهم مين بده يربيهم".

والدة الشهيد مجاهد سرحان، تقول وهي تبكي فور وصول نبأ استشهاد ولدها: "عريس وبطل، الله يرضى عليه...الله يرضى عليه... هلقيت بستقبلوه...".

وأخيرًا، ودون نهاية لهذه الوداعات التي ستبقى إلا أن تتحرر فلسطين، كلها، هذه الأم الشجاعة الصبورة الفخورة التي قالت: "أنا أم البطل جعفر، حكولي ابنك مشتبك، بطل، ما قدروا عليه لحد ما قصفوه بالطيارة، انصاب بأجره، أسعفناه، رد اتصاوب بأيده، أجا عالدار حكتله خلص يما اقعد ارتاح، قلي لا، ورجع...كنت أدعي لكل المقاومين، ما كنت أعرف إنه ابني معهم...جابولي إياه وهم يحكوا يا أم الشهيد نيالك...أجاني متشاهد ومسبل حاله...زي كأنه نايم...".