بنفسج

الصحافية رشا حرز الله: تفاصيل يوم الحرية

السبت 14 ديسمبر

يوم حرية الصحافية رشا حرز الله
يوم حرية الصحافية رشا حرز الله

ركض إليها نضال عبر السياج ونقاط تفتيش الأسرى، عند النقطة التي استقبُلت فيها الأسيرة المحررة رشا حرز الله، نضال الأخ الصغير، المصاب بمتلازمة داون، الذي يعي كل الأحداث من حوله، احتضن أخته التي أعياها التعذيب والجوع والتعب، بكى الاثنان في حضن والدتهما بكاء المشتاق وبكاء المنهك بعد ستة أشهر من الاعتقال والتعذيب. ثم احتضنها والدها وألبسها عباءة سوداء، وهي تعني عباءة الوالد الذي يحتضن ابنته بلباس الحماية والأمن.

هذا مقال يتناول اعتقال الصحافية، رشا حرز الله، بنت البلد، وأخت الشهيد محمد حرز الله، عن تهمتها واعتقالها، وقصتها مع أهالي نابلس الذين تحبهم ويحبونها.

تهمة الصحافية رشا

تهمة رشا.jpg

قاست الصحفية رشا حرز الله بعد ستة أشهر من الاعتقال في سجون الاحتلال، قضتها في سجن الدامون في ظروف قاسية عانت منها رفقة 89 أسيرة. كما أجلت محكمة الاحتلال محاكمة رشا حرز الله أكثر من مرة طيلة فترة اعتقالها، قبل أن تحكم عليها محكمة “سالم” العسكرية في السابع عشر من نوفمبر المنصىرم، بالسجن لمدة ستة أشهر انتهت اليوم، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 5 آلاف شيقل.

رشا حرز الله هي شقيقية الشهيد محمد حرز الله الذي ارتقى برصاص الاحتلال قبل عامين، متأثرًا بإصابته الحرجة في الرأس. إذ تعرضت الصحافية رشا حرز الله إلى الضرب قبل خروجها، فما إن تنفست الحرية توجهت إلى مستفشى ابن سينا لإجراء الفصحوصات الطبية، ومن ثم توجهت إلى قبر أخيها الشهيد محمد حرز الله "أبو حمدي" وعانقت قبره وبكت بكاء المشتاق. ثم توجهت رشا إلى مدينتها نابلس واستقبلها الأهالي جميعًا من باب منزلها واحتضنوا ابنتهم بكثير من الاحتفاء.

أخت الشهيد محمد حرز الله

الشهيد محمد حرز الله.jpg

رشا حرز الله، من مدينة نابلس، تخرجت في جامعة النجاح الوطنية وعملت في عدد من المؤسسات الإعلامية وإحداها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التي تعمل فيها حتى الآن، وكاتبة محتوى في شبكة قدس الإخبارية، ولها العديد من التقارير والمراسلات والمدونات التي كتبتها بقلم دافىء وقلب ابنة البلد التي تحفظ ذكرى الشهداء وتكتب سيرهم وقصصهم.

 تدوّن رشا حكايات الأسرى وذويهم، والكثير من القصص الصحافية حول فلسطن وأهلها. اعتقلت الصحافية رشا حرز الله (39 عامًا)، يوم الأحد، في شهر حزيران/يونيو 2024، على خلفية تهمة "التّحريض على مواقع التّواصل الاجتماعي"، وهي شقيقة الشهيد محمد حرز الله الذي استشهد خلال استهداف جيش الاحتلال عددا من مقاومي "عرين الأسود" في نابلس.

"داخل كوخ صغير على الحدود اليونانية- المقدونية، صف واحد، وسبورة، وجذوع من الشجر طوعها اللاجئون، وجلهم من الفلسطينيين الذين شردهم الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 مرة، وآلة الحرب الدائرة في سوريا ثانية، لتصبح فيما بعد مقاعد صفية يجلس عليها الأطفال، إلى جانب بعض التمديدات الكهربائية البسيطة، هكذا هي مدرسة الشهيد "غسان كنفاني"- كما وصفها وسام سباعنة" رشا حرز الله، قدس الإخبارية، مدونات.

وهكذا تركت حرز الله وراءها 89 أسيرة من بينهن الأمهات والقاصرات والمريضات في أوضاع سيئة جدًا، في ما يبلغ عدد الأسيرات الصحفيات حتى الآن في سجون الاحتلال، خمس، وهن: رولا حسنين، وبشرى الطويل، أشواق عوض، والطالبتان في جامعة بيرزيت أمل شجاعية، ودعاء القاضي.

 

الاعتقال على خلفية تهم التحريض

نضال يستقبل أخته رشا.jpg

قالت عائلة رشا حرز الله: "إن مخابرات الاحتلال استدعتها للتحقيق في مركز توقيف بمستعمرة أرئيل في معتقل حوارة، وتوجهت مع محامٍ إلى هناك، وفور وصولهما تم إبلاغها بالاحتجاز لمدة 72 ساعة، دون معرفة الأسباب أو توجيه أي تهم". ثم مددت، محكمة الاحتلال العسكرية، إلى خمسة أيام ومن ثم نقلت إلى سجن الدامون.

وفي جلسة محكمة عقدت للصحافية حرز الله في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، مددت اعتقالها لأسبوعين، وفي 24 حزيران/ يونيو الماضي، عقدت جلسة محاكمة أخرى تم خلالها تمديد اعتقالها حتى 11 آب/ أغسطس الجاري، وبعدها مددت المحكمة اعتقال الصحافية، رشا حرز الله، حتى 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2024. وقال المحامي إن التهم الموجهة إلى رشا حرز الله هي تهمة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تركت وراءها الأسيرات في أوضاع قاسية

والد رشا.jpg

يقول شقيق رشا حرز الله بعد استقبال أخته، وكانت في حالة هزيلة وإعياء عام، وبعد انقطاع أخبارها قبل مدة من الإفراج عنها، إذ قال المحامي أنها تعرضت للضرب والتنكيل قبل خروجها بأيام: "استقبلنا اليوم اختي الصحفية رشا حرز الله بفرحة منقوصة، مما يجري من تنكيل بحق الأسرى والصور والشواهد من الهزل والضعف ونقص الوزن كما رأيتهم رشا، وهذا دليل أن الاحتلال لا يكترث للقوانين أو التزام بحقوق الأسرى الفلسطينيين".

الصحافية رشا حرز الله هي من بين نحو 94 صحفيا تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة في غزة، حيث أبقى الاحتلال على اعتقال (53) منهم، وكان آخرهم الصحفي حمزة زيود من جنين، من بين الصحفيين خمس صحفيات وهن: (رولا حسنين، وبشرى الطويل، والطالبتان في جامعة بيرزيت أمل شجاعية ودعاء القاضي)، و(16) صحفيًا من غزة على الأقل ممن تم التأكد من هوياتهم، ومن بين الصحفيين (17) رهن الاعتقال الإداري، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

وعقب الإفراج عن رشا فإن الاحتلال ما زال يواصل اعتقال 5 صحفيات، اعتقلهن منذ السابع من أكتوبر وسط ظروف قاسية وصعبة، حيث يُحرمن من أبسط مقومات الحياة والتي تزداد سوءًا مع مرور الأيام، إضافة ل89 أسيرة بينهن محاميات وطالبات جامعيات وأمهات.