بنفسج

غُزِلت بحب: ألوان الطيف نسجتها أمي عيدا

السبت 30 ابريل

كلما رأيتُ صورةً مبهجة لزينة العيد وبالوناته، وصورة دافئة لطبقٍ يتراص فيه كعك العيد بنظام بهيج، أكاد أرى طيفها الحنون ينساب في هدوء في الصورة، منعكسًا على كل شيء، في حبور. في كلِ بيتٍ هناك بطلة خفية "جندي مجهول"، أمضت الأيام الأخيرة في أرق وتعب وتفكير منشغل بلا راحة ولا نوم، تسابق الساعات ليكون كل شيء جاهزًا على الموعد.تنظف المنزل، تجهز الحلوى، ترتب التفاصيل في عقلها للمرة الألف في كل ساعة لتتأكد من ما تم إنجازه وما تبقى، تراجع المتاح وتبتكر منه لتصنع في النهاية طقوس عيدٍ دافئة، بهيجة، مبهرة.

تقاوم الإرهاق والتعب، وتستمر في العمل برغم كل شيء، تهتم بكل التفاصيل، وتتذكر كل شخص، تجتهد لتكمل كل ناقص، تحاول أن تصنع لكلٍ ما يفضله، لتشرق شمس العيد في النهاية دافئةً سعيدة مداعبةً جفونًا صغيرة تنتظر أن تستيقظ في حماسة وشغف، لتستقبل أخيرًا ذلك العيد المنتظر بشوق منذ زمن.

| أطفالنا: أعيادنا الدائمة 

eid3.jpg

يراقبون اكتمال تفاصيله واستعداداته على مدار الأيام بشوق، ينتظرون بلهفة اكتمال الصورة وانتهاء الاستعدادات واكتشاف كل مفاجآت ذلك الزائر المنتظر، حماستهم المتقدة لكل شيء جديد، لهفتهم لاستكشاف كل التفاصيل، وفي النهاية، فرحتهم الصافية بكل شيء مهما صغر أو كبر. ابتهاجهم العفوي بحلوى العيد وبالوناته، سعادتهم الصافية بملابسهم الجديدة وفخرهم بهداياهم وألعابهم الجديدة، ابتساماتهم الصادقة وضحكاتهم المتناثرة بفرح في كل أرجاء المنزل، مبتهجين بكل تفصيله صغيرة جديدة.

أكاد أجزم إنه لولا " الصغار" ما اهتمت الأمهات بصنع العيد، ما تفنن في ابتكار الزينات، وقضين الأيام في إعدادها والتخطيط لتفاصيلها، ما أنفقن الساعات لتحضير الحلوى وترتيبها بشكل جميل، لولاهم لكان كل شيء عاديًا ساكنًا، كل تلك التفاصيل التي تشتعل حماسة سترقد في صمت، سيكون كل شيء هادئًا في رتابة، عاديًا في سكون.

ذلك الشغف بداخلهم هو ما يحمسنا ويجلب لقلوبنا العيد! فرحتنا ليست سوى انعكاس لفرحتهم، سعادتهم هي ما تهون علينا في النهاية كل شيء، ابتسامتهم الراضية في النهاية تأتي كضوءِ أخضر يخبرنا "أن لا بأس، يمكنكن الراحة الآن تمت المهمة بنجاح". قمتن بدوركن علي أكمل وجه وجاء "العيد المبارك"، أخيرًا.

الصغار ينتبهون دائمًا لأدق التفاصيل، لا يفوتهم شيء، وكل صغيرة أو كبيرة تؤثر بهم وتنطبع على قلوبهم حتى إن لم يُظهِروا ذلك في الحال. مهما صغر سنهم، كل شيء يعلق بذهنهم ولا يمر عليهم مرور الكرام، لذا أصبح إعدادهم مبكرًا لإحياء شعائر الله والمشاركة في عباداته والتزام أوامره "فرضًا" واجبًا علينا، لتتعلق قلوبهم منذ الصغر بطاعة الله.

الصغار ينتبهون دائمًا لأدق التفاصيل، لا يفوتهم شيء، وكل صغيرة أو كبيرة تؤثر بهم وتنطبع على قلوبهم حتى إن لم يُظهِروا ذلك في الحال. مهما صغر سنهم، كل شيء يعلق بذهنهم ولا يمر عليهم مرور الكرام، لذا أصبح إعدادهم مبكرًا لإحياء شعائر الله والمشاركة في عباداته والتزام أوامره "فرضًا" واجبًا علينا، لتتعلق قلوبهم منذ الصغر بطاعة الله وحب فروضه والامتثال لأوامره وتجنب نواهيه، حبًا له وطلبًا لرضاه وثوابه.

مهما كانت الظروف، يبقي الاحتفال والفرح بقدوم الله فريضة وواجب، فهو إعلاء لشعائر الله.‏قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.، ويقول سبحانه في موضع آخر: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} وقال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

| عيد مميز لأطفالك 

bal.jpg

احرصي أن يكون هذا العيد مميزًا لصغارك مهما كنتِ متعبة ومرهقة، يمكنك بكثيرٍ من الطرق البسيطة غير المكلفة أن تمنحيهم ذكريات لا تُنسى وتجعلي من تلك الأيام أيامًا مميزة.

 قص أشكال من الورق الملون وإلصاقه.

▶ نفخ البالونات وتعليقها.

▶ طبق كبير لطيف واملأيه بالحلوى، واكتبي على ورقة "عيد مبارك"، لونيها وثبتيها في هذا الطبق.

 اشترِ لهم ملابس جديدة مبهجة للمنزل.

 لعبة جديدة في العيد.

 اطبعي رسومات للعيد واتركيهم يلونونها ثم علقيها.

 اصنعي حلوى بسيطة للعيد واتركيهم يساعدوك فيها.

 اصنعوا معًا توزيعات حلوى بسيطة للأطفال والأقارب.

 أشركيهم في ترتيب وتنظيف المنزل استعدادًا للعيد.

| لعبة العيد

لعبة العيد.jpg
 

من الضروري للطفل أن يعرف أن بعد الصبر والتعب جزاء جميل من الله، وأن لدينا مناسبات وشعائر جميلة نقدسها ونسعدُ فيها، ولأن الطفل لا يدرك الغيبيات والأمور الروحانية قبل السابعة، لذا يجب أن نقرّب له الشعور بأشياء مادية ملموسة، مثل: الزينة، حلوي العيد، الملابس الجديدة، وأخيرًا "هديه العيد".

 احرصي على تجهيز هدية جميلة صباح يوم العيد كمكافأة لصغارك.

 ‏احرصي أن تكون الهدية شيئًا يحبونه، وحبذا لو كان شيئًا يتمنون الحصول عليه.

‏اجعلي الهدية تكون مرحة وقريبة من القلب لتكون الفرحة والسعادة أكبر _ليس من الضروري أبدًا أن تكون كل الألعاب تعليمية ومفيدة من وجهة نظرنا_ المرح والسعادة أهم للصغار.

| تذكري

ذكريات.jpg

ذكريات الطفولة تنطبع على جدار القلب إلى الأبد وأنتِ من تصنعين تلك الذكريات اليوم، "نحن اليوم نعيش في ذكريات الغد"، فاحرصوا أن تكوّنوا ذكرى لطيفة لصغاركم يهربون إليها لا منها! أدام الله علينا نعمة الصغار، ودام الشغف متقدًا في قلوبهم، والفرح يشتعل في عيونهم، فيضيء لنا بدفئه في حياتنا كل شيء.هنيئًا لكن جهادكن وجهدكن، ودمتن عيدًا لكل بيت، لولاكن ما كان العيد، ولولا التعب ما فرح الجميع، رزقكن الله أجرًا عظيمًا وجعل كل لحظة تعب وعمل في موازينكن. دمتن كل عام عيدًا سعيدًا، ودام صغاركن بهجةً في كل وقت.