بنفسج

غزة: "بدنا نصلي العيد في الأقصى"

الإثنين 02 مايو

عيدنا الجاي في الأقصى ماما متى بدنا نصلي صلاة العيد في الأقصى؟، سؤال طفلي المعتاد فهو ليس المرة الأولى التي يسألني هذا السؤال، لأُجيبه إن شاء الله العيد الجاي بنصلي صلاة العيد في ساحات المسجد الأقصى، رد علي "كل عيد بتقولي العيد الجاي زهقت وأنا بستنا نفسي أدخل من باب العمود والسلسلة، نفسي أكبر تكبيرات العيد وقدامي قبة الصخرة، ونجيب فطورنا الفسيخ وقلاية البندورة ونقعد نفطر هناك متل المقدسين"، ردت عليه "حاضر ياماما إن شاء الله هانت مش باقي كتير".. سؤال طفلي جعلني أشعر بالحزن الشديد فمنذ أن كنت طفلة وأنا اسأل والدتي، متى سنذهب للقدس؟، متى سنزورها؟،وما زلت انتظر تلك اللحظة.

كبرت ومرت الأيام وأنا احلم بزيارتها وانتقل الحلم لأطفالي ولكنهم أكثر إلحاحًا مني، كيف لا وهم يرون جمالها عبر فيديوهات تظهر عظمتها وروعتها وأصالتها؛ففي كل مرة يشاهدون فيديو للقدس والمسجد الأقصى يزيد ارتباطهم وتعلقهم بجمال قبتها الذهبية وساحاتها العريقة وأبوابها وحارتها وأسواقها. يبقى العيد في الأقصى له أجوائه الخاصة وطلته البهية ونحن نجهز الكعك والمعمول نتمنى أن ناكله مع كاسة شاي بنعنع بعد أداء صلاة العيد داخل المسجد الأقصى نتبادل التهاني والتبريكات، ونوزع هدايا العيد للأطفال ونحن في قمة فرحنا أصبحنا نتخيل تفاصيل حياتنا اليومية، ونحن داخل مدينتا التي حرمنا من زيارتها والصلاة فيها.

 نتخيل أنفسنا نسير في باحات الحرم القدسي نصلي، نقرأ القرآن، نعقد حلقات الذكر والتسبيح، ندعو الله بكل ما يجول في خواطرنا نضحك ونلهو ونفترش الأرض ونقلب المقلوبة وقتها سترد الروح إلينا وتنتعش، نحن في انتظار تلك اللحظات على فارغ الصبر. أرواحنا وقلوبنا وطقوسنا وأكلاتنا ارتبطت بجمال مديتنا.

أحلامنا وأمنياتنا أن يأتى العيد القادم ورائحة الكعك والمعمول والفسيخ والشوكولاته تتطاير عبر شبابيك وأبواب المسجد الأقصى، نُعَيد على بعضنا ونحن في قمة الفرحة والسعادة، نتخيل أنفسنا نسير في باحات الحرم القدسي نصلي، نقرأ القرآن، نعقد حلقات الذكر والتسبيح، ندعو الله بكل ما يجول في خواطرنا نضحك ونلهو ونفترش الأرض ونقلب المقلوبة وقتها سترد الروح إلينا وتنتعش، نحن في انتظار تلك اللحظات على فارغ الصبر. أرواحنا وقلوبنا وطقوسنا وأكلاتنا ارتبطت بجمال مديتنا؛ لتصبح المقلوبة وورق العنب والمحاشي حكايات لا يعرفها إلا المقدسين لتصبح حلم عند كل سيدة وفتاة فلسطينية، فهي الأكلة التي أرعبت المحتل وأُكلت بفرح الانتصار أمام أعينه.


اقرأ أيضًا: كفر قاسم-القدس وبالعكس: عن صاحبة لقب "عزيزة" الأقصى


كما ارتبطت بنا نحن "الغزاويات" ففي كل مرة نقلب المقلوبة نتمنى أن نقلبها بالقدس ودعواتنا ولسان حالنا يردد المرة الجاي في القدس يارب، ونتخيل طعمها ألذ وأطيب، أكلاتنا أصبحت رمزًا للمقاومة، والنصر الحكاية أعمق من مجرد أكلة. الحكاية إصرار وتحدي وصمود وبقاء واحتفاظ بموروث تراثي شعبي يمثل قضية وطن.  نحن نعيش العيد بخوف مرتقب كوننا عشنا أعيادًا ملوثة بدماء ودمار وفقدان أحبة نعيش مشاعر مختلطة متناقضة بين الفرح والحزن، ليصبح عيدنا في غزة ممزوج بخوف وحزن بداخل قلوبنا ونكتفي بالدعاء: "يارب نعيشه بخير وسلامة ونسمع تكبيرات العيد ونصلي في المساجد".

الحزن كان قابعًا في قلوبنا في العيد الماضي بسبب الحرب التي أودت بحياة العديد، قلوبنا مفطورة على من فقدناهم، نتمنى ىأن نعيش حياتنا دون حرب ودمار وفقد، وكأننا كتب علينا كفلسطينين الفرحة المنقوصة، وبرغم ما مر بنا.. محاولاتنا لا تتوقف نستعد لنعيش العيد، وندخل الفرح لقلوب أطفالنا وأهلنا، نجتهد لنعيش تفاصيله وأجوائه، ونقوم بتحضيرات وترتيبات خاصة نشتري ملابس العيد والشكولاته، ونجهز الكعك والمعمول بناء علة وصفات أمهاتنا العتيقة. وبالرغم من تنوع الوصفات وتعددها تبقى وصفة وطريقة الأمهات الفلسطينيات لها نكهة خاصة لا تشبها أي نكهة فتجمع كل نساء العائلة، لعمل كعك العيد الأصيل ونتباهى ونحن نقدمه في ضيافتنا ونلحقه بعبارة كعك أمي المميز.

 الأمل مزروع فينا فداخلنا إيمان مطلق بأنه سيأتي العيد قريبًا ونحن نُعيد في القدس وتصدح تكبيرات العيد بأعلى صوت من مآذن ومساجد القدس، ونكبر بأعلى صوتنا ودموع الفرح تسبقنا، وخفقات القلب تزداد سرعة لجمال اللحظات التي نعيشها، الأمل فينا يكبر يومًا بعد يوم بإقتراب ساعة التحرير والنصر ورفع رايات النصر والعلم الفلسطيني فوق أسوار ومآذن القدس كيف لا ؟ودعائنا لا يتوقف للقدس وأقصاها ومرابطيها ومقاوميها كيف لا؟ ونحن استبدلنا التهاني بالعيد بعبارة "عيدنا الجاي بالأقصى" .